Friday 21st May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 6 صفر


رغم أهميتها فهي منسية
الطاقة الشمسية,, دعوة للتفعيل

عزيزتي الجزيرة
اعيش هنا في الولايات المتحدة في منطقة تغمرها السحب والامطار معظم العام، ولا تكاد تطل عليها الشمس بشكل منتظم الا في الصيف، ومع ذلك فان الاجهزة البلدية تشجع على استخدام مولدات الطاقة الشمسية لتسخين المياه من باب توفير الطاقة الكهربائية وتخفيض استهلاك الوقود وما ينجم عنه من التلوث، اضافة بالطبع الى تخفيض فاتورة الكهرباء.
ولقد ذكرني ذلك بزيارة قمت بها منذ حوالي خمسة عشر عاما الى ينبع الصناعية، ولاحظت خلالها ان على سطح كل بيت في الاحياء السكنية لوحة استقبال للطاقة الشمسية تخفف الى حد كبير من استخدام الطاقة الكهربائية, كان ذلك في زمن الطفرة عندما لم تكن فاتورة الكهرباء مشكلة اصلا, كما تذكرت مشروع قرية الطاقة الشمسية في منطقة الرياض في نفس الفترة والذي دل على بعد نظر القيادة وحرصها على استكشاف واستغلال مصدر لا ينضب من مصادر الطاقة,فالشمس التي طالما شكونا من حرارتها في معظم العام، هي منجم ذهب عظيم خصنا به الله عن كثير من بلاد العالم المتقدم ولكننا قصرنا كثيرا في استغلاله والاستفادة منه, فبالاضافة الى انه مصدر مجاني للطاقة اذا تجاوزنا التكلفة المبدئية للوحات الشمسية فهو ايضا مصدر مأمون، غير ناضب، ونظيف من التلوث الذي يأتي مع حرق الوقود في المولدات التقليدية, وفي الوقت الذي تجرى التجارب في كثير من بلدان الشمال على تشغيل السيارات بالطاقة الشمسية، لا نجد في بيوتنا، حتى في المناطق التي يصعب او يتعذر فيها وصول الطاقة الكهربائية، اي استغلال لهذه الطاقة المجانية, انني ادعو هنا عبر عزيزتي الجزيرة جامعاتنا السعودية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الى تبني مؤتمر علمي دولي لدراسة فرص استخدام الطاقة الشمسية في بلادنا, كما ادعو غرفنا التجارية والصناعية الى المشاركة مع وزارة الصناعة والكهرباء في بحث سبل ترويج مولدات الطاقة الشمسية والتشجيع على استخدامها عن طريق تصنيعها في بلادنا ودعم اسعارها حتى تكون في متناول الجميع, في المدينة الامريكية التي ادرس فيها يحفز الناس على شراء هذه المولدات بتقسيطها عليهم واعطائهم خصومات في الضرائب بالاضافة الى مايكسبونه من تخفيض فواتير الكهرباء, ويمكننا من خلال التنسيق المشترك بين القطاعين العام والخاص تقديم حوافز مماثلة تشجع الناس على شراء واستخدام هذه البدائل الممتازة للطاقة، خصوصا في القرى والاحياء النائية التي لا تشجع الجدوى الاقتصادية على توصيل الطاقة الكهربائية لها، فيما يفرض الواجب الوطني علينا توفير هذه الخدمة الحيوية للمواطنين.
انني احلم باليوم الذي تصبح فيه المولدات الشمسية جزءاً لا يتجزأ من تجهيزات بيوتنا، وتفوض فيه البلديات او تشجع على اقل تقدير، على وضعها ضمن مواصفات البناء في البيوت الجديدة وباليوم الذي تنتج فيه هذه اللوحات في مصانعنا ومعاملنا كما ينتج الدش ، وتعلو في سطح كل بيت كما يعلو الدش اليوم، رغم الفارق الكبير في الفائدة والمصلحة الشخصية والوطنية بين الجهازين, وباليوم الذي تشكل فيه الطاقة الشمسية نسبة كبيرة من استهلاك مصانعنا ومزارعنا ومعاملنا، ومن انتاج مولدات الطاقة الكهربائية بشركات الكهرباء الوطنية, وباليوم الذي يسهم فيه استثمارنا في هذا المجال على تخفيض نسبة التلوث في اجواء بلادنا الناجم عن الاعتماد الكلي على الوقود التقليدي في تشغيل المولدات الكهربائية, كما اتمنى ان نبدأ الحوار والبحث في تحقيق هذا الحلم الجميل اليوم، ولتكن البداية في هذه الصفحة والمنطلق من هذه الجريدة، حتى نبدأ في قطف الثمار في غد ادعو ان يكون قريبا.
خالد محمد باطرفي
طالب دكتوراه في الصحافة
اوريقن- الولايات المتحدة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
جبل الدعوة الى رحمة الله
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved