غريبة هي الاشياء التي تخترق الذاكرة، لتستقر بها دونما استئذان فنحن احيانا تعلق بمخيلتنا مواقف وافكار قد لا نجد مبررا لبقائها وتذكرنا لها باستمرار لكنها تبقى وتعاود زيارتها لنا كلما حلت مناسبة واحيانا بدون اية مناسبة بل وتلح علينا طالبة الخروج من مفكرة (النسيان!!) الى ارض الواقع وهي طبعا كما يتضح مواقف ليست مهمة وربما تافهة,, لكن ما العمل معها عندما تستمر في ايذائنا بظهورها امام اعيننا كالضيف (الثقيل) فمثلا ذات مرة صادفت شخصا بمكان ما بدأ حوارا غريبا معي عندما تحدث هكذا فجأة ودون سابق معرفة بي في ادق ادق اموره الخاصة وتلك (هينة!!) جدا لأن الاصعب منها تعرضه خلال حديثه للمساس بسمعة بعض الشخصيات العامة، ثم استطرد يستفسر بدوره ويوجه اسئلة وكأنه يعرفني منذ مدة طبعا خلال حديثه لم اكن منتبها لما يقول لا ادري لماذا؟! لكنني انتبهت لما استهل توجيه الاسئلة ك(الرصاص!!) ونظرت اليه وقتها متعجبا قائلا في نفسي: ما العمل الآن (والله المشكلة!!) الرجل يطلب الاجابة ومثله لن يتوانى انتزاعها مني قسرا بفعل قوة إلحاحه، نظرت اليه ولم اجب كرر السؤال ثانية وثالثة، فما كان مني الا ان تظاهرت بعدم السمع واصدرت تصرفات واشارات تفيد اصابتي بالصمم؟! ليغير المحترم وجه الحديث جهة الجدران والكراسي يكلمها بصوت عالٍ كأنها تجيبه، سبحان الله: تأكد لي الآن بانه ليست الادارات وحدها تحتاج لادارة حلقات الجودة داخل اروقتها ولمجمل اعمالها وانما هناك بشر لابد وان تعقد لجان مخصصة لتجويد مخرجات ألسنتها، ف(الاصلاح!!) ينطلق بالانسان اولا ثم الآلة والورق، هل فهمتم؟!!
بدر آل سعود