لا أعرف الكثير عن الشبكة العنكبوتية العالمية المدعوة بالإنترنت, ولا أعرف اللغة المستخدمة فيها ولا كيفية إنشاء الصفحات الخاصة وتحريكها، الذي أعرفه أن هذه الشبكة تستطيع أن تجلب أغلب المعلومات التي احتاج إليها من جميع المواقع التي توفرها في العالم خلال عدة دقائق واحيانا لا يستغرق جلبها عدة ثوان أستطيع الآن عبر الدخول في الإنترنت أن أعرف آخر الأخبار التي تجري في الساحة العالمية دون الاعتماد على المصدر الوحيد الذي تعودت أن استسقي منه معلوماتي بقدر ما اعتمد على العديد من المصادر والتي ربما أتمكن من الوصول إليها عبر الإذاعة أو التلفزيون أو الصحافة اليومية وأستطيع ا
لآن أن أتصل بأي موقع من مواقع المعلومات المفتوحة للزائرين الراغبين في المعرفة بكل أشكالها المختلفة أي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية واشاهد بالكلمة والصوت والصورة الحروب الدائرة هنا وهناك في الشمال والجنوب واقرأ أخبار البورصة في طوكيو والاحتفالات في البرازيل وآخر الإصدارات في المكتبات البريطانية وقائمة الأفلام في نيويورك.
أستطيع الآن عبر الإنترنت أيضا أن أرسل المعلومات التي أريد إلى من أريد أو أتحدث بالكتابة او بالشكل الطبيعي المباشر مع المشتركين الراغبين بالمحادثة مع غيرهم من أبناء الأرض بمختلف الأعراق واللغات والجنسيات.
ولكن هذه الشبكة العنكبوتية لا تشبعني فأنا أريد المعلومات الخاصة بي كانسان عربي حينما أتصفح المواقع الجغرافية على سبيل المثال أريد أن أرى بلادي العربية مفتوحة أمامي بحيث أستطيع الدخول في اي بلد والمرور في طرق القرية التي احب دخولها والصعود على أي جبل ارغب بالتعامل مع عناصره.
وإذا صادف أن نسيت الاسم الكامل لاحد الشعراء العرب المشهورين ورغبت في إعادة قراءة واحدة من قصائده الرائعة التي أشجتني في مرحلة الصبا فما علي إلا أن ادخل في موقع الشعر العربي واقوم بقراءة ماأريد أو اطبع القصيدة في دقائق معدودة.
أريد موسوعات البلدان العربية بجبالها ورمالها وبحارها والتاريخ العربي منذ العصور الأولى قبل الإسلام وفي ضحى الإسلام والفتوحات الإسلامية والمعارك الكبرى وموسوعات عن الطيور العربية والاسماك والاعشاب والمعادن والتضاريس والحشرات وموسوعات عن الأدباء والكتاب العرب كلها في متناول يدي بمعنى آخر أريد أن تكون كل المعلومات متوفرة في جيبي فإذا لم تستطع مؤسسات الإنترنت العربية أن توفر لي وللإنسان العربي كل ذلك فستبقى هذه الشبكة ناقصة ناقصة ناقصة.