* بريتوريا - واس
أقام فخامة الرئيس نيلسون مانديلا رئيس جمهورية جنوب افريقيا مساء امس حفل عشاء تكريما لصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في منزل فخامته في بريتوريا.
وقد ألقى فخامة الرئيس نيلسون مانديلا خلال الحفل كلمة اكد فيها ان روابط جنوب افريقيا مع المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود تمثل العلاقات القوية بين الدولتين.
وقال: ان علاقاتنا اصبحت وبسرعة تمثل اهتماما استراتيجيا,واعرب عن شكره لصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لدور سموه المهم في تقوية هذه العلاقات.
واضاف فخامته: ان الشكر في ذلك لدوركم المهم الذي قمتم به منذ ان حصلنا على حريتنا وباعتباركم قائدا مؤثرا في منطقة الخليج فإن لكم دورا كبيرا في تحقيق علاقات افضل بين دول الخليج والجنوب الافريقي.
وعبر فخامة الرئيس نيلسون مانديلا عن سعادته وفخره واعتزازه بزيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز إلى جنوب افريقيا مؤكدا اهميتها كونها تأتي قبل ان ينهي فترة خدمته العامة رئيسا لجنوب افريقيا.
وقال ان زيارتكم هذه عرفان بدعمكم المساند للعدل والتنمية,واشار إلى ان الوفد الكبير المرافق لسمو ولي العهد يدل على اهتمام الدولتين لرفع مستوى العلاقات بينهما الذي سيتوج بتوقيع الاتفاقيات المشتركة,واضاف انكم يا صاحب السمو تمثلون العلاقات الطيبة بين البلدين.
وعقب نهاية كلمته قلد فخامة الرئيس نيلسون مانديلا صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز وشاح الامل الطيب من الدرجة الاولى وهو اعلى وسام في جمهورية جنوب افريقيا ويمنح عادة لرؤساء الدول وقال فخامته انه ليشرفني يا صاحب السمو ان تتقبلوا رمز أمتنا الرفيع وشاح الامل الطيب من الدرجة الاولى.
بعد ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
صاحب الفخامة الرئيس نيلسون مانديلا.
أصحاب المعالي والسعادة,.
يطيب لي أن أعرب لفخامتكم عن عظيم سعادتي واعتزازي بزيارة بلدكم الصديق والذي طالما تطلعت لزيارته بعد كل الذي سمعناه عن جماله وتراثه وارادة شعبه الصلبة وحكمة قيادته الرشيدة ويشرفني ان انقل لفخامتكم ولشعب جنوب افريقيا الصديق تحيات وتمنيات خادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة العربية السعودية الذي يكن لشعبكم أطيب المشاعر وأصدقها.
وانتهز هذه الفرصة للاعراب عن شكرنا وتقديرنا لما تفضلتم به من مشاعر نبيلة تجاه بلادي والتي تدل على خلقكم وتؤكد شهامتكم.
فخامة الرئيس,.
ان من نقاط التحول الهامة في تاريخ الشعوب هي تلك التي يهيئ لها القدر قادة مخلصين ينهضون بمقدرات شعوبهم ويعملون على تحقيق طموحاتهم نحو العدل والمساوة الى واقع ملموس يحفظ لهذه الشعوب كرامتها وحقوقها.
ولقد اثبتم طيلة سنين نضالكم البطولي وما لقيتموه من المشاق وفقدان الحرية بانكم أهل للقيام بهذا الدور القيادي والتاريخي الهادف الى ارساء مبادىء الحق والعدالة في مجتمعكم الذي عانى من الظلم الاجتماعي والتعسف على يد حكومات الفصل العنصري.
ان ما قدمتموه لبلادكم وشعبكم من تضحيات وما بذلتموه من جهد وكفاح سيظل مثالاً يحتذى به لمختلف الشعوب والامم فهنيئاً لشعبكم هذه القيادة الحكيمة وهنيئاً لكم هذا الشعب الخلاق الذي استوعب دروس الماضي واخذ يشق طريقه بثبات وحزم في ظل نظام يضمن الحقوق لجميع مواطنيه بمختلف فئاته,ان ما تركه فخامتكم من تأثير عميق قد تجاوز حدود بلادكم وقارتكم الواسعة ليمتد الى أرجاء العالم اجمع, ان اقتراب موعد تسليم الراية لخلفكم لا يعني ابتعادكم عن ساحة النضال ونطاق المسؤولية ذلك ان مخزون حكمتكم وخلاصة تجاربكم سيظلان يشكلان المعين الذي لا ينضب لكل من يأتي بعدكم وستظل أصداء هذه الحكمة والتجربة الحية نابضة في كل أنحاء المعمورة.
ومعنى ذلك ان مبادىء نيلسون مانديلا ستشكل نبراساً خالداً يستضيء به كل من يخلفه في السلطة في بلاده ومن يستلهم خطاه من قيادات الشعوب والدول الأخرى,, واننا على ثقة راسخة من ان نائبكم السيد امبيكي بما عرف عنه من الصفات القيادية المميزة سيكون خير خلف لخير سلف في إدارة الحكم وقيادة الدولة ليكمل مسيرة البناء والنماء التي دشنها فخامتكم وحدد لها خطاها ووجهتها.
لقد جئت لبلدكم الصديق مجسدا ارادة ورغبة حكومة وشعب المملكة العربية السعودية في تطوير وتوثيق العلاقات الثنائية بين بلدينا في مختلف المجالات خصوصا وان الارادة السياسية متوفرة للسير قدما بهذه العلاقات منذ انطلاقتها عام 1993م إلى ان اخذت هذه العلاقات سماتها الاستراتيجية التي اشرتم إليها في عدة مناسبات.
ويحدوني عظيم الامل في ان تأتي زيارتي الحالية بنتائج مثمرة على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الرأي ازاء العديد من القضايا الاقليمية والدولية التي تهم بلدينا الصديقين.
ان ما انجزناه سويا فيما يعرف يقضية لوكربي يشكل دليلا ساطعا على ما تستطيع بلدانا ان تحققاه سويا على صعيد التعامل مع القضايا الشائكة حين تتوفر النوايا الصادقة والارادة المخلصة من اجل احقاق الحق وازاحة الظلم وتكريس مفاهيم العدالة وكل ما نتطلع اليه هو استمرار هذه الروح ومواصلة الجهد المشترك لتحقيق تقدم فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية والدولية العالقة خصوصا تلك التي لها مساس بالامن والاستقرار في منطقتنا والعالم اجمع.
ولابد في هذا الصدد من الاشادة بالجهود الخيرة والمخلصة التي بذلها كل من السيد جيكس جرويل وصاحب السمو الملكي الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز في سبيل الوصول إلى حل مرض لقضية لوكربي حظي بتأييد جميع الاطراف المعنية مشيدين في ذات الوقت بمواقف اشقائنا في ليبيا وعلى رأسهم الاخ القائد معمر القذافي.
فخامة الرئيس:
لا يسعني في ختام هذه الكلمة إلا ان اتوجه بالشكر والتقدير لفخامتكم شخصيا ولحكومة جمهورية جنوب افريقيا وشعبها على كل ما لقيناه من كرم الضيافة وحسن الوفادة منذ أن حللنا في رحاب بلدكم الصديق.
ان ما سأحمله معي من طيب المشاعر على اثر هذه الزيارة سيشكل اضافة إلى رصيد الاحترام والتقدير الذي يكنه لكم شعب المملكة العربية السعودية وقيادتها وسنظل نتطلع دوما إلى زيارتكم لبلدكم الثاني كل ما سنحت لكم الفرصة لتحقيق ذلك في المستقبل بإذن الله.
ولا يسعني يا فخامة الرئيس إلا ان اشكركم على ما بذلتموه نحو اخواننا المسلمين,, وشكراً لكم من القلب وشكراً من اخوانكم في المملكة وعلى رأسهم أخي خادم الحرمين الشريفين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود قلد صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز فخامة الرئيس نيلسون مانديلا قلادة الملك عبدالعزيز وهي اعلى وسام يقدم للملوك والرؤساء في المملكة وقال سموه: أقلدكم هذا الوشاح لانكم تستحقونه.
وانطلاقا من الدور الريادي الذي اضطلع به فخامة الرئيس نيلسون مانديلا وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعو وما انجزاه في قضية لوكربي فقد قلد صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز البروفيسور جيكس جرويل مدير مكتب الرئيس مانديلا امين عام مجلس الوزراء وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الثانية.
وقد حضر حفل العشاء الوفد الرسمي المرافق لصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز.
كما حضره اعضاء الحكومة وأعضاء البرلمان في جمهورية جنوب افريقيا وأعضاء السلك الدبلوماسي والجاليات الاسلامية وكبار المسؤولين.
|