يلاقي الاسلام يوما بعد آخر احتراما وتقديرا من كبار المسؤلين الغربيين الذين نظروا الى روح الاسلام وتعاليمه نظرة واقعية بعيدة عن الخلفيات الاعلامية التي مارستهاوتمارسها وسائل الإعلام الغربية في تقديم الاسلام للغرب خاصة وللعالم عامة تقديما يحمل كثيرا من التجني على الاسلام واحكامه, وايضا بعيدا عن سلوكيات شواذ من المسلمين الذين لم يفهموا الاسلام فهما عميقا ولم يستوعبوا احكامه استيعابا حقيقيا فأصبحت ممارستهم سهما في ظهر الاسلام ووسيلة للطعن فيه من قبل اعدائه الذين يتحينون الفرص لتشويه الاسلام والنيل منه, ومع هذا كله من تجني وسائل الاعلام وممارسات شواذ المسلمين لم يفقد الاسلام بريقه في اعين المثقفين صاحبي النظرة الواقعية القائمة على التمييز بين الاسلام وممارسة اتباعه ومعرفة البون الواسع بين روح الاسلام ونظرة اعدائه ومن ابرز المثقفين صاحبي النظرة الواقعية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي قام بلفتة طيبة بإجابته لدعوة المجلس الاسلامي البريطاني في يوم الاربعاء 19 محرم الجاري بحضور الحفل الذى اقيم على شرفه ولم يكتف رئيس الوزراء بتشريف الحفل بل تعداه الى الاشادة بالاسلام وبسماحته وما تحمله احكامه من عدل وتسامح وتعاون.
كما لفت الانظار - بما يملكه ايضا من حس ورؤية واقعية- الى تجني وسائل الإعلام على الاسلام ناقدا ذلك التجني متأسفا في نفس الوقت على ان البعض قد حكم على الاسلام من خلال تلك الوسائل مشيدا بمسلمي بريطانيا وبدعمهم لإخوانهم المسلمين لافتا النظر الى انهم جزء من المجتمع البريطاني المتعدد الثفافات.
ان هذه النظرة الايجابية من رئيس الوزراء البريطاني تحتم على مسلمي بريطاينا استغلال ذلك استغلالا اعلاميا جيدا يلفتون الانظار من خلالها الى الاسلام والى المسلمين وقضاياهم, كماان هذه النظرة الايجابية تدعونا الى التفاؤل بمستقبل الاسلام في تلك البلاد.
إننا نأمل ان تكون هذه النظرة الواقعية من هؤلاء المسؤولين علامة تحول في السياسة الاعلامية الغربية تجاه الاسلام وبداية عهد جديد للعناية بالمسلمين وحقوقهم وعلامة تقدم في النظر الى الاسلام من قبل الغربيين وان تسهم في إيجاد مناخ ملائم لانتشار الاسلام في الغرب، بعيدا عن وصفة العدو الجديد للغرب كما يحاول البعض تصويره.
*الملحق الديني بسفارة خادم الحرمين الشريفين في فرنسا