الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد فقدت الامة الاسلامية في الخميس الماضى اماما جليلاً، وعالما كبيرا قد نذر نفسه لخدمة الإسلام ولحل قضايا المسلمين، انه ابو عبد الله عبد العزيز بن عبد لله بن باز- عليه رحمة الله- الذي كان نعم القدوة لما يتميز به من العلم النافع والعمل الصالح والتمسك بالكتاب والسنة والتخلق بأخلاق السلف الصالح، فقد كان رحمة الله مثالا للالتزام في الاسلام مثالا للدعوة الي الاسلام، مثالا للاخلاق الحسنة، مثالا للنصيحة، مثالا في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان- رحمه الله - لم يوجد مجال في خدمة الاسلام إلا وله اثر فيه، فقضى بين المسلمين بالاسلام، وعلمهم الاسلام الصحيح الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ودعاهم الي الاسلام قولا وعملا، ونصح كافة طبقات المسلمين- من حكام ومحكومين- وكان رحمه الله صاحب لواء نصرة المسلمين، فلا يسمع عن مسلم في مشارق الارض ومغاربها الا ويهب في نجدته، وكان يحث المسلمين دائما علي الولاء فيما بينهم، والبراء من كل المشركين، ويحثهم دائما علي الاجتماع، واتحاد الكلمة تحت نصوص الوحيين، وان لا يخرجوا عنهما، لانه كان متقيدا بقول الائمة من السلف: لا يصلح آخر هذه الامة إلا بما صلح اولها.
وكان رحمه الله رحمة واسعة اكثر الناس ايضاحا للاسلام وصدعا بالحق، ومقالاته وفتاويه دليل على ذلك، وكان يتميز بالنصح القائم على الكتاب والسنة فلا يغلو في النصح، ولا يجفو فيه، بل كان وسطا كما نبينه في مقالة لاحقة باذن الله.
وكان رحمه الله بحرا زاخراً من العمل متقيداً بنصوص الكتاب والسنة، مع اطلاعه الواسع على اقوال اهل العمل من جميع المذاهب المعتبرة في القديم والحديث، مما يجعل علمه خاليا من التعصب والتكلف والتردد.
رحم لله شيخنا رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، والعين تدمع، والقلب يحزن، وانا لفراقك يا ابا عبدالله لمحزونون، وانالله وانا إليه راجعون.
* المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة حائل