*متابعة : فهد عبدالله البكران
أدلى سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله- قبل أن تنتقل روحه إلى بارئها بحديث شامل عن مشوار حياته -رحمه الله- في برنامج في موكب الدعوة بإذاعة القرآن الكريم الذي يقدمه الأخ محمد عبدالله المشوح,, تحدث فيه سماحته -رحمه الله- عن نشأته والمناصب التي تبوأها -رحمه الله- ,, كما أجاب سماحته على العديد من القضايا التي بها اشتغل بال المسلمين,, كما عودنا -رحمه الله- على هذا ببيان كلمة الحق ورأي الشرع في كل قضية تستحدث على المسلمين,, غفر الله له وتغمده برحمته واسكنه فسيح جناته,فإلى نص الحوار:
نشأ في طلب العلم والفقه في الدين
* سماحة شيخنا الكريم الحقيقة ان الإخوة والأخوات بشوق كبير إلى أن يتفضل سماحتكم بلمحة موجزة عن نشأتكم وولادتكم؟
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على نبيه وأصحابه ومن اقتدى بهداه,, فإني أسال الله عز وجل أن يوفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح وان يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا وأن يوفقنا وجميع المسلمين لكل ما فيه الصلاح والتقى ولكل مافيه السعادة في الدنيا والآخرة أما مولدي ونشأتي,, فقد ولدت في ذي الحجة عام 1330ه في اليوم الثاني عشر من الشهر المذكور ونشأت في طلب العلم والفقه وقرأت على عدة مشايخ أفضلهم وأعلمهم سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ مفتي البلاد في وقته -رحمه الله-,, وقد درست على يديه سنوات كثيرة وتخرجت عليه في أنواع العلوم من الفقه والحديث والعقيدة والنحو,, نسأل الله أن يتغمده بالرحمة وأدعو الله أن يصلح ذريته وأن يوفق جميع علماء المسلمين لكل مافيه صلاح العباد والبلاد وأن يعيذنا وجميع إخواننا المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان انه جواد كريم.
شيخان لازمتهما مع سماحة المفتي
* سماحة الشيخ إذاً سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم هو شيخكم الأول وهو الشيخ الذي لازمته,, هل هناك أحد غيره؟
- هناك الشيخ محمد بن عبداللطيف والشيخ سعد بن عتيق والشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ-رحمهم الله- وغيرهم.
بدأت القضاء مروراً بالجامعة وانتهاء بالافتاء
* الشيخ عبدالعزيز تقلدتم بحمد الله العديد من المسؤوليات والأعمال التي انيطت بكم ونفع الله بكم نفعاً عظيماً مباركاً مشهوداً، ما أبرز هذه الأعمال التي تولاها سماحتكم؟
- توليت في أول الأمر القضاء في الخرج ابتداء من عام 1357ه وبقيت في القضاء إلى نهاية العام 1371ه بالخرج ثم انتقلت إلى الرياض للتدريس ثم في عام 1381ه عينت نائب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ورئيسها شيخنا الشيخ محمد بن ابراهيم ثم بعد وفاته عينت رئيسا لها ثم في شوال عام 1359ه انتقلت من الجامعة إلى رئاسة البحوث العلمية والافتاء بالرياض ثم عينت عام 1414ه مفتيا عاماً للمملكة ورئيسا لهيئة كبار العلماء فنسأل الله التوفيق واسال الله الهداية والتسديد.
دعوة محمد بن عبدالوهاب دعوة الرسل
* سماحة الشيخ دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب عليه رحمة الله دعوة مباركة مع مالقيت من تأييد من الإمام محمد بن سعود عليهم جميعاً رحمة الله إلا أنه مع الأسف الشديد لايزال بعض المسلمين يجهل حقيقة هذه الدعوة وأهدافها المباركة في رأي سماحتكم ماأسباب ذلك؟ وما أسباب نجاحها وانتشارها بحمد الله؟
- طبعا دعوة محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- دعوة إصلاحية داعية إلى توحيد الله والاخلاص له ومحاربة الشرك والبدع وايده آل سعود رحمة الله عليهم في هذه الدعوة ونفع الله بها المسلمين وصار مجدد القرن الثاني عشر يعني نصف القرن الثاني عشر هو مجدده -رحمه الله- على توحيد الله والاخلاص له والحذر من الشرك ووسائله وذرائعه وحفظه من البدع وكتب في ذلك كتب التوحيد وكشف الشبهات وثلاثة الأصول والقواعد الأربع وكتباً أخرى رحمه الله ككتاب الايمان وفضل الإسلام وقد نفع الله به المسلمين وازال به من هذه الجزيرة الشرك الأكبر ووسائله، وهذا من نعم الله على هذه البلاد وساعده في ذلك آل سعود وساعده علماء الحق في هذه الجزيرة وانتفع بدعوته جمع غفير من المسلمين في الهند والعراق وفي الشام وفي غير ذلك ولكن بعض علماء الشرك وعلماء البدع ضاقوا من هذه الدعوة بجهلهم وضلالهم وقلة بصيرتهم وماابتلوا به من سوء العقيدة وإلا فعقيدته واضحة وهو يدعو إلى مادعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، يدعو إلى توحيد الله وإلى اتباع القرآن والسنة والحذر من البدع والحذر من دعوة الأموات والاستغاثة بالأموات وغيره فدعوته دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، ولكن كثيراً من الناس في بعض الأمصار جهلوا ذلك وقلدوا من جهل ذلك واتبعوا الهوى، زين لهم الشيطان تقليد من جهل الحق وعظم أصحاب القبور ودعاهم من دون الله جهلا منهم وضلالاً ونسأل الله العافية.
واجب العلماء
* سماحة الشيخ ترون ان هذه الدعوة ايضاً بحاجة إلى توضيح من الدعاة والعلماء في الكتابة عنها وفي توضيحها وبيان حقيقتها حتى لا يلتبس على بعض العامة؟
- الواجب على أهل العلم الذين عرفوها ان يبينوا ذلك، والمقصود بيان ماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهم الاساس وان هذه الدعوة سائرة على ماسار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، فالواجب على العلماء أن يبينوا مابعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم ومادرج عليه سلف الأمة من الصحابة ومن بعدهم ويبينوا الدعاة إلى الحق كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وأشباههم من علماء السنة وهكذا الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتلاميذه وأحفاده وأبناؤه ومن سار على دعوته كل ذلك واجب علىأهل العلم أن يبينوا وأن يوضحوا والمقصود هو الدعوة إلى الله وبيان الحق كما قال سبحانه وتعالى ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال جلا وعلا ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن , فالواجب على أهل العلم أن يبينوا وان يوضحوا للناس شريعة الله من الكتاب والسنة المطهرة وان يوضحوا علماء الحق حتى يأخذ الناس بكلامهم وكتبهم حتى ينتفعوا بذلك مثل ما أن العلماء سابقا كابن خزيمة -رحمه الله- وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهما ومن أتى بعدهما من الأمة وهكذا ابو العباس ابن تيمية شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم -رحمه الله- وتلميذه الثاني ابن مفلح في كتابه الفروع والآداب الشرعية وهكذا أمة الدعوة الواجب على العلماء أن يوضحوا الدعوة إلى الله ويبينوا دين الله الذي بعث به رسوله وينشروا الحق ويحذروا من الشرك وأهل البدع هذا هو الواجب على أهل الحق اينما كانوا.
الفرقة والخلاف
*الفرقة والخلاف دائم في صفوف المسلمين عامة وطلبة العلم والجماعات الإسلامية على وجه الخصوص هل من كلمة بهذا الشأن من سماحتكم إليهم؟
- نعم الواجب الحذر من الفرقة والاختلاف،الواجب الدعوة إلى الاجتماع على الكتاب والسنة ولايجوز التفرّق لأن الله ذم ذلك وقال تعالى إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء وقال سبحانه ولاتكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم فالواجب على المسلمين الاتحاد والثبات على الحق كما قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا,, هذا هو الواجب على جميع المسلمين وعلى علمائهم ان يجتهدوا وأن يدعوا إلى مادل عليه كتاب الله وسنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام وأن يجروا على ماجرى عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم, هذا هو الواجب على الجميع,, فمن سلك مسلك أهل السنة وسار على طريق الصحابة فهو صاحب سنة,, وجدير أن يدعى له بالتوفيق ويسدد طريقه,, ومن سار على غير ذلك ينبغي أن يوبخ وأن يحذر من الفرقة والاختلاف,, نسأل الله للجميع الهداية.
الاختلاف بالكلمة الطيبة
* سماحة الشيخ ايضاً يظهر في بعض الأوقات وخاصة هذه الأيام ردود بين طلبة العلم وبين العلماء فيما بينهم وقد تحمل هذه الردود احياناً شيئاً من الحدة واحياناً تتجنب بعض الأدب الذي ينبغي أن يكون بين طلبة العلم,, هي لسماحتكم كلمة في هذا الشأن؟
- الاختلاف قديم من عهد الصحابة رضوان الله عليهم لكن الواجب العدل والأدب في هذا وأن يبين الحق الذي اختلف فيه الناس,, فالناس يختلفون من عهد الصحابة إلى يومنا هذا الواجب على العالم أن يبين الحق بأدلته بأسلوب حسن وكلام طيب,, وقال مالك -رحمه الله- مامنا إلا يرد عليه إلا صاحب هذا القبر يعني الرسول صلى الله عليه وسلم، فالاختلاف لابد من وقوعه لكن يجب على أهل العلم الانصاف والتحري للحق وايضاح الحق بدليله مع الكلام الطيب والأسلوب الحسن في حق من اخطأ من أهل العلم والبصيرة لأن كل انسان قد يخطىء لكن إذا كان من أهل السنة يبين له الخطأ بالاسلوب الحسن والكلام الطيب أما أهل البدع فينكر عليهم ضلالهم وتفرقهم واختلافهم لكن أهل السنة إذا غلط الواحد منهم الواجب ان يبيّن له الحق بالأسلوب الحسن,,والحكمة لابالشدة حتى يقبل الحق وحتى ينصاع إلى الحق ونسأل الله الهداية للجميع.
الى الشباب
* سماحة الشيخ ظهر في الآوانة الأخيرة قيام بعض من ينتمي إلى الإسلام ويسمون بالجماعات الإسلامية المسلمة المسلحة والتي تهدف إلى ضرورة اصلاح الواقع الإسلامي في بعض البلدان ولو بالسلاح أو مايعرف بالعنف مارأي سماحتكم في مثل هؤلاء؟ وهل من كلمة توجهونها إلى شباب الإسلام وناشئتهم والقائمين على الجماعات الإسلامية؟
- لايجوز لأهل العلم ولا لأهل الايمان الانكار بالسلاح ولكن بالدعوة إلى الله والتوجيه إليه والترغيب والترهيب وبيان الأدلة أما العلاج بالسلاح فهذا خروج على ولاة الأمور ويسبب فتناً كثيرة وشرا كثيرا ولكن الواجب هو الانكار باللسان والتعليم مثلما قال صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه التغيير باليد من قبل ولاة الامر الذين يستطيعون ذلك ومن الهيئات المعينة لذلك علىحسب صلاحياتهم والرجل مع أهل بيته حسب القدرة أما أن ينكر بالسلاح على ولاة الأمور أو على أهل المعاصي فهذا لايجوز لأنه يسبب فتنا كثيرة وشرا كثيرا ولكن بالنصيحة والتوجيه والدعوة إلى الله جل وعلا والرفع إلى ولاة الأمور والنصيحة لعامة الناس في المساجد وغيرها من دون السلاح.
المشاركة في وسائل الإعلام
* سماحة الشيخ الدعوة إلى الله وظيفة الانبياء والرسل والقيام بها ضرورة حتمية لامناص عنها ووسائل الإعلام هي المنبر الأول في الوقت الحاضر في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى إلا أنه مع الأسف يشاهد تقصير من طلبة العلم والدعاة في هذا الجانب, هل من كلمة توجهونها إلى الدعاة وإلى طلبة العلم والعلماء للمشاركة في وسائل الإعلام في شتى وسائلها للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى لاسيما واننا في هذه البلاد الوسائل متاحة ومتوفرة ومن يقوم على وسائل الإعلام يدعو ويرحب بمثل هؤلاء جميعا؟
- الواجب علىالقائمين على وسائل الإعلام ان يتقوا الله وألا ينشروا بين الناس مالا ينفعهم وأن يحذروا نشر مايضرهم سواء عن طريق الإذاعة المرئية أو المسموعة أو المقروءة الواجب التحري الواجب على وزارات الإعلام ان يتقوا الله وألا ينشروا بين الناس إلا ماينفعهم في دينهم ودنياهم والواجب على العلماء ان يتقوا الله وأن يساهموا في وسائل الإعلام بما أعطاهم الله من العلم سواء كانت الوسائل مرئية أو مسموعة أو مقروءة، عليهم أن يتقوا الله وأن يساهموا في هذا الخير العظيم بنشر العلم والدعوة إلى الله وتعليم الناس بما وجب عليهم وتحذيرهم ممايضرهم هذا هو الواجب على العلماء ان يتعاونوا في هذا وأن يبذلوا وسعهم في ذلك لأن الله أوجب عليهم ذلك وأوجب على العلماء ان يبذلوا حيث يقول جل وعلا إن الذين يكتمون ماأنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون, إلاالذين تابوا وأصلحوا وبينوا,, فقال وبينوا فدل ذلك على أنه لابد من البيان, قال تعالى وإذ أخذ الله ميثاق الذين أُوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه فالواجب علىأهل العلم أن يبينوا والا يكتموا وبذلك تصلح أمور الناس إذا تعاون العلماء مع العامة في بيان الحق وارشادهم إليه بالأسلوب الحسن والكلام الطيب كان هذا من أعظم أسباب صلاح الجميع ومن أسباب ظهور الخير واختفاء المنكر ومن التعاون على البر والتقوىوالله سبحانه وتعالى يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ويقول سبحانه والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
فأخبر سبحانه أن الرابحين السعداء هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ومن عاداهم خاسر، فلا يسلم من الخسارة إلا الذين آمنوا بالله ورسوله، وصدقوا الله ورسوله ثم عملوا بطاعة الله، فأدوا ماأوجب الله وتركوا ماحرم الله، ثم مع هذا,, أمر ثالث وهو التواصي بالحق والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم أمر رابع هو الصبر على ذلك, لابد من هذه الأمور,,يقول تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم هذه أوصاف المؤمنين وهذه أخلاقهم يجب على المؤمن والمؤمنة التخلق بهذه الأخلاق فكل مؤمن ومؤمنة ولي لأخيه وأخته في الله،بعضهم أولياء بعض لاحقد ولاشتم ولا لعن، ولا خيانة ولا شهادة بالزور ولاغير ذلك مما حرمه الله, فالمؤمنون أولياء فيما بينهم كل واحد يحب لأخيه الخير ويكره له الشر، فلا غل ولاحقد ولاخيانة ولاكذب ولاظلم كل المسلم على المسلم حرام،دمه وماله وعرضه ثم مع هذا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، هم أولياء ومع هذا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فالمحبة والولاية لاتمنعه بل توجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن ذلك هو طريق الصلاح، وهو طريق السعادةوهو طريق النجاة ، كما قال تعالى كنتم خير أمةاخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وقال جل وعلا لعن الذين كفروا من بني اسرائيل علىلسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بماعصوا وكانوا يعتدون، كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون , فهذا وعيد عظيم.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدالسفيه- وفي رواية على يد الظالم- ولتأطرنه على الحق اطراً،أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم هذا وعيد عظيم ، يجب الحذر منه فيجب التواصل بالحق والتناصح والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحضر والسفر، وبين الخواص وبين العامة هذا هو الواجب علىالجميع وهذا هو طريق النجاة وطريق السعادة نسأل الله للجميع الهداية.
مع العلماء التقاة
* سماحة الشيخ ,, الشباب هم أمل الأمة، وعليهم تعلق الآمال الكبرى -بإذن الله- ولكن كثيراً من الناس يتشاءمون في هذه الأوقات من الشباب ومن واقعهم ما الأسباب في ذلك وكيف ترون السبل الكفيلة باصلاح واقعهم وخصوصاً ارتباطهم مع علمائهم التقاة؟
-الواجب على الشباب، وعلى أولياء الشباب التعاون على البر والتقوى والواجب على أوليائهم من آباء وأجداد واخوة كبار نصيحتهم وتوجيههم، والواجب على العلماء توجيههم إلى الخير فالشاب قد يضره جلساء السوء بسبب قلة العلم والبصيرة ولكن إذا نصحه ولاة الأمور من أهل العلم وقام عليه من يطمئن إليه من ابائه أو اخوانه الكبار وجيرانه ونحو ذلك قد يستقيم وقد ينفعه الله بذلك فالواجب على الآباء وعلى الجيران وعلى العلماء وعلى كل خيِّر أن يتقوا الله ويتعاونوا بينهم لاصلاح الشباب وتوجيههم إلى الخير وارشادهم إلى اسباب النجاح وتحذيرهم من أسباب الهلاك.
هذا هو الواجب علىالجميع فالشباب في ذمة العلماء والأخيار وذمة الكبار فالواجب على العلماء والآباء والأجداد والأخوة الكبار والجيران التعاون على الخير ونصيحتهم ودعوتهم إلى الخير والأخذ على أيديهم حتى يستقيموا على طريق الحق، وحتى يثبتوا على طريق الحق، هذا هو الواجب على الجميع والله سبحانه يقول وتعاونوا على البر والتقوى هذا طريق النجاة وسبيل السعادة ولايجوز اهمال الشباب واضاعتهم في مسارح الشر وميادين البلاء، بل يجب عليهم الأخذ على أيديهم ولو بالضرب ولو بالسجن ولو بغير ذلك، لابد من التعاون لأن الله قال والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وقد يحتاج صاحب المنكر إلى تأديب مثلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع فإذا دعت الحاجة إلى ضرب الولد أو سجنه فلا بأس أن يضربه أبوه أو وليه أو الهيئة حتى يستقيم علىالحق ويدع الباطل، كل هذا داخل في التعاون على البر والتقوى، وداخل في قوله والمؤمنون والمؤمنات ,,الآية فترك الشباب في السفه أو في اضاعة أوامر الله كل هذا اعانة له على الباطل، ومعناه اهمال له، فالواجب الأخذ على يده ونصحه وتوجيهه, وفق الله المسلمين للتوفيق والهداية وأصلح شباب المسلمين ووفقهم لكل خير.
المرأة المسلمة ,,والاغراءات
* سماحة الوالد,, خص الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة المسلمة بحديث وتوجيه،والمرأة في العصر الحاضر تواجه الكثير من الاغراءات من الفتن والشهوات وتنتظر في مثل هذه اللحظات كلمة من سماحتكم توجيهية تتفضلون بها عليها؟
الواجب على نساء المسلمين التفقه في الدين والتبصر والحذر مماحرم الله عليهن والحرص على أداء ما أوجب الله عز وجل عليهن من الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت مع الاستطاعة وأداء حق الزوج وحق الوالدين،وحق الرحم وحق الجار،الواجب عليهن جميعاً مثل الرجال تقوى الله والاستقامة على دين الله والحذر مما نهى الله عنه، ومن ذلك التبرج والخروج بالزينة للأسواق ومن ذلك الخلوة بالأجنبي أو ما اشبه ذلك، فالواجب على نساء المسلمين أن يتقين الله ويستقمن على دين الله وأن يحذرن ماحرم الله وأن يتعاونّ مع أزواجهن وأهليهن على البر والتقوى كماقال الله سبحانه والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض,, الآية هذا وصف الجميع، فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يتقي الله وان يراقب الله وأن يستقيم على دين الله وأن يحذر مماحرم الله وأن يقف عند حدود الله وأن يكون مع اخوانه واخواته من التواصي بالحق والصبر عليه لأن الله سبحانه وتعالى قال والعصر إن الانسان لفي خسر,, الآية وقال صلى الله عليه وسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه سواء كان ذكراً أو انثى لايخونه ولايظلمه ولايكذبه.
وبين الرجل وجيرانه يجب التعاون على البر والتقوى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره وفي رواية فليحسن إلى جاره وفي اللفظ الآخر فلا يؤذ جاره فالجيران ايضاً لهم حق بالتعاون معهم على البر والتقوى والتواصي على الحق رجالاً ونساءً,,نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
الفرص المتاحة
* سماحة الشيخ بحمد الله هناك العديد من المجالات المتاحة لحفظ الوقت,,والذي قد يضيع على كثير من الناس رجالاً ونساءً في غير ماينفعهم وإذاعة القرآن الكريم من المجالات الطيبة التي يستفيد منها الانسان وهناك العديد من البرامج الطيبة والمباركة والتي على رأسها برنامج نور على الدرب والذي لسماحتكم دور في المشاركة فيه منذ زمن بعيد هل من كلمة توجهون الناس إليها للاستفادة من الفرص المتاحة؟
- نعم,, أناأنصح اخواني جميعاً في كل مكان في المملكة وخارج المملكة ان يعتنوا بإذاعة القرآن الكريم ويستفيدوا منها لأن فيها خيرا كثيراً من جهة المحاضرات والنصائح التي تلقى منها ومن جهة قراءة القرآن ومن جهة ما فيها من نور على الدرب كل ليلة وهكذا في العصر فهذه نعم كثيرة فأنا أوصي أخواني في كل مكان في المملكة وخارجها أوصيهم بالاستفادة من إذاعة القرآن الكريم وان ينصحوا أهليهم بذلك وأن يسمعوها دائماً لما فيها من الخير العظيم والفوائد الكثيرة رزق الله الجميع التوفيق والهداية,.
|