Friday 21st May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 6 صفر


رياض الفكر
الشر
سلمان بن محمد العُمري

الكسل ذلك الداء الذي قد يصاب به البعض، وقد يودي بصاحبه قبل أن توافيه المنية، تلك هي حقيقة الكسل ، وكما يصاب به الافراد تصاب به المجتمعات.
والكسل حالة تصيب الانسان، وتملي عليه سلوكيات لا تتناسب وحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه والواجبات التي عليه أن يؤديها، والكسل أنواع، فهناك المؤقت العابر الذي يزول سريعاً، ويعود صاحبه للنشاط والعمل، وهذا النوع قد ينتاب أي انسان من وقت لآخر لسبب ما .
-مثل التعب، والملل، والمشاكل النفسية، والاجتماعية، والشعور بالإحباط والمرض والحوادث الطارئة- وهناك الكسل الدائم الذي يلازم صاحبه معظم وقته، ويصبح صفة تلازمه، يحرمه من متعة العمل والانجاز، ويجعله يعيش حياة أقل ما يقال عنها: انها بلا هدف واضح، وهذا الكسل يمكن أن نسميه مرضاً، ويصعب خلاص صاحبه منه.
للكسل بالطبع اسباب عديدة، منهاما ينبع من داخل نفس الانسان، فهناك اشخاص لديهم استعداد فطري اكثر من غيرهم، ومنها التي تعتزي الشخص، وتؤثر فيه: كالأمراض والعاهات والمشاكل الاجتماعية والنفسية والعائلية كما سبق أن ذكرنا.
ومنها ما يتعلق بالاسباب البيئية المحيطة بالشخص: كالعوامل المثبطة للانسان والتي توصله لحالة من الاحباط واليأس والقنوط، ومنها- أيضاً- العوامل التي يكون سببها الاشخاص المحيطين بالانسان، فالأب والأم مثلا قد يكونان سببا لكسل ابنهم، والمعلم قد يتسبب في تقصير تلميذه، وصاحب العمل قد يؤدي بأفراد منشأته لحالة من الكسل.
إن الكسل حالة فردية، ولكنها تؤثر في الاسرة والمجتمع والأمة ككل، لأنها تؤدى لخسارة إنتاجية أحد ابنائها، والطامة الكبرى عندما يصبح الكسل حالة عامة عند الكثير من ابناء المجتمع.
إن اضرار الكسل علي الانسان خطيرة للغاية، منها ما يؤثر في الشخص نفسه، ويتمثل ذلك بكثرة النوم، وضعف البدن، وقضاء الاوقات بالتلهية والاعمال المضيعة للوقت، وقلة النظافة، ونقص الاهتمام بالمظهر، والملل، والشعور بالضيق، وقد يصل الامر لحالة مرضية و يصعب الخلاص منه، وكذلك يقل - بسببها- التحصيل العلمي، ويتدني مستوى الاداء في العمل، ويبتعد الشخص كثيرا عن تحقيق الاهداف والطموحات اذا كان لديه شئ منها.
وتتجاوز اضرار الكسل الشخص نفسه الي الآخرين، فالاب الكسول يؤذي كل اسرته -صغيرها وكبيرها- حيث يترتب على ذلك ان دخله المادي قد يقل، وكذلك اهتمامه باسرته وهذا ينطبق على كل مسؤول، سواء في ادارة، او مؤسسة، أو ورشة، أو غير ذلك، وهذا سيكون له تأثيره في الدخل القومي بلا شك.
أمام هذا الداء الخطير الذي اسمه الكسل يبحث المرء عن علاج، والعلاج موجود وكامن في نفس الشخص ومحيطه وبحاجة للعزيمة الصادقة، إن الإرادة القوية هي الحل الامثل، ولكن قد يحتاج الامر لبعض الوقت، وللمساعدة الحقيقية من المحيطين به، كي نبعث في الكسول روح النشاط.
إن للحوافز اوالجوائز أثراً طيباً في ابعاد شبح الكسل، والامر الاهم، والركن الاساس في علاج الكسل هو الامتثال لاوامر الله تعالى، وتطبيق شرعه المحكم في كل امور الحياة، وهذا كفيل بتنظيم حياة الانسان، وجعلها مبدعة وخلاقة وحافلة بالنشاط والحيوية مؤدية للعمل الخير والطيب، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث كان يردد هذا الدعاء: اللهم إني اعوذ بك من الهم والغم والحزن، واعوذ بك من العجز والكسل، واعوذ بك من الجبن والبخل، واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال .
سائلين المولي -عز وجل- أن يسبغ على الجميع نعمه ظاهرة وباطنة، وان يمدهم بمزيد عونه وتوفيقه.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
جبل الدعوة الى رحمة الله
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved