جاء بالحديث ان الله اذا احب عبداً انزل محبته في الارض فأحبه الناس، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله واسكنه فسيح جناته له من المحبة والتقدير في نفوس المسلمين ما يعجز عن تصويره الوصف,, ولعل مشاهد الصلاة عليه وما صاحب نقله من المسجد الحرام حتى وضعه بسيارة الاسعاف وما نسمعه من احاديث الناس وتعزيتهم لبعضهم والتلذذ بذكر بعض محاسنه,, بل وحضور خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو الامير سلمان بل والكثير الكثير من اصحاب السمو الملكي الامراء واصحاب الفضيلة واصحاب المعالي من كل مكان دليل قوي على تلك المنزلة والمكانة لسماحة الشيخ عبد العزيز, وقد عرفت سماحته عن قرب ابان عملي رئيساً للجنة الاغاثة السعودية بالباكستان فكنت قريباً من سماحته وكنت اتلقى التعليمات والمعلومات والتوجيهات السديدة المفيدة وقد حاولت رثاءه لكني لم استطع الا بهذه الابيات المتواضعة التي تقصر عن جلالة قدره وعظيم مكانته ولكن اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يسكنه فسيح جناته وان يجزيه عن جهاده وعلمه اعظم الأجر والمثوبة انه ولي ذلك والقادر عليه.

ظلام عم أرجاء البلاد وحزن شل افئدة العباد لفقد الشيخ عم الكون حزن توشحت المدائن بالسواد يسائل بعضنا بعضا بهمس أمات الشيخ هل لبى المنادي وتنهمر الدموع من المآقي وحشرجة الصدور الى ازدياد لموت الشيخ في الآفاق وقع تُحسُّ صداه في كل البلادي أليس البدر في ليل الحيارى اليس السيف في هام الاعادي لطيف في مجادلة ولكن شديد عند تثبيت المبادي هو السم الزعاف لمن تعدى هو الترياق في وقت اشتدادي سلاح الشيخ قرآن كريم وهدى محمد خير العباد واجماع الألى ساروا بخير وقادونا الى درب الرشاد اذا ما جد أمر قاس امراً فيأتي الحكم سهلاً بانقيادي ينافح عن عقيدته بحزم تصدى للمنافق والمعادي له في كل حادثة حضور عظيم القدر مرفوع العمادي كفيف العين ليس لها نظير بصير القلب موفور الفؤادي ضعيف غير ان له مقاما يعادل أمة في كل نادي بشوش الوجه بسام الثنايا لفعل الخير يسلك كل وادي تواضع للضعيف ولليتامى وشمر في لقا أهل الفساد كريم لا يريد به ثناء يريد الاجر من رب جوادي يبث المال لا يخشى نفاداً عفيف الجيب نضاح الأيادي يقضِّي الليل في فتوى وعلم ركوع مع سجود باتآدي له في ظلمة الليل ابتهال اذا نعم المفرط بالرقادي ستفقده الأرامل واليتامى ستفقده المنابر والنوادي سيفقده الضعيف بكل صقع ويفقده التقي من العبادي ستفقده الاذاعة كل وقت يجلجل صوته عبر المنادي ستفقده الهواتف مرسلاتٍ فتاوى للحواضر والبوادي سيفقده الدعاة لهم نصيراً ويفقده المنادي للجهادي ولكنا بحكم الله نرضى فقد حكم البرية بالنفادي لو كتب الخلود لأي فرد لكان الخلد للمبعوث هادي سألت الله للشيخ ابن باز قبولاً عنده يوم المعادي مع الشهداء والابرار فضلاً ويكسوه البياض عن السوادي

آمين يا رب العالمين واجزه يا رب خير الجزاء والسلام.