كفكف الدمع واصطبر ياصديقي
فهو الموت واقف في الطريق
ليس بد من المرور عليه
لن يعيق المرور اي معيق
وتجلد لفقد برٍّ تقيٍّ
ناصح مخلص عطوف شفيق
عالم عامل غيور حكيم
منجد مسعف كريم صدوق
لاتراه الا هشوشاً بشوشاً
دائم البشر ذامحيا طليق
ترك العنف في الامور جميعاً
وارتضى الرفق ياله من رفيق
لم يعر همه لدنياً ولكن
للعلا كان دائم التحليق
اي نفس زكية قد تخلت
عن حظوظ واي قلب رقيق
قال لي صاحبي اتحسب اني
مستطيع رتق الفؤاد الفتيق
والذي غاب امة ليس فرداً
والذي مات عالم التحقيق؟
لورايت الجمو ع جاءت ألوفاً
لصلاة عليه منذ الشروق
لرايت الذهول يبدو عليها
وهي بين التكذيب والتصديق
هل هوى الطود؟ هل مضى الشيخ حقاً
اي هول واي حزن عميق
لو رايت الجموع تحمل نعشاً
ليس للصبر فيهم من مطيق
لرايت الدموع تجري غزاراً
وسمعت الشهيق اثر الشهيق
لاتلمها فالشيخ كان اباها
والملاذ الامين عند الضيق
حُبُّ هذا الامام في الناس باد
فتراه يحتل كل خفوق
ليس حباً من اجل دنيا ولكن
انه الحب والوداد الحقيقي
حب شيخ لم يفصل العلم عما
ينبغي بعده من التطبيق
حب شيخ يذكر المرء بالسلف
الصالح منذ الزمان السحيق
تتبدى للمرء حين يراه
إي وربي شمائل الصدِّيق
حب شيخ قد كان بالله دوماً
حسن الظن بل شديد الوثوق
قد مضى طاهراً ومات كريماً
ليس للمكرمات بالمسبوق
اترانا سنستطيع سلوا
بعد فقد لشيخنا الموثوق
لست ادري لكننا سوف نبقى
في مزاياه دائمي التحديق
رحم الله شيخنا وابانا
كم علينا لشيخنا من حقوق