إن المصاب بوفاة فقيد العلم سماحة شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز جلل، والحزن كبير، وذلك بسبب مايكنه اهل هذه البلاد من طلبة علم وعامة من محبة ومودة لسماحته، ولاغرو ان نجد ابناء هذه البلاد يعزِّي بعضهم بعضاً لان كلاً منهم حكامأع ومحكومين يرون انه يجب عليهم ان يعزّوا، ولشدة حزنهم يرون انهم يحتاجون الى من يواسيهم ويعزيهم، وقد سبقني اقلام كثيرة في الكتابة عن الشيخ دافعها الحب والاخلاص والحزن بوفاته، فاحببت ان اشارك قياماً بالواجب نحو هذا الامام القدوة، وما احب ان الفت النظر اليه هو مسالتان:
اولاهما: ان سماحة الشيخ يمثل بقية السلف فإن جالسته او قابلته بدىلك من حرصه على السنة والاتباع مع روح منفتحه بسماحة الاسلام- انك تجالس وتقابل واحداً من سلف الامة في منهجه في الدعوة وسعة صدره وتعامله مع المخالفين وشفقته ونصحه وفي تعظيمه لحرمات الله ولحق ولاة الامر وحرصه على نشر هذا المنهج بين طلبة العلم رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
والثاني: هو حمله هموم المسلمين في كل مكان ولا ابالغ اذا قلت بانه ما من مركز اسلامي ولا جمعية خيرية ولامشروع بر ولاجماعة دعوة الا وتنظر للشيخ على انه الاب الشفوق الذي يستطيع ان يسع هؤلاء كلهم بحبه اولاً وبحلمه وعلمه ثانياً وثم يسعهم جميعاً بشفاعته لدى الولاة والموسرين من اهل الخير في تنفيذ مشروعاتهم وبناء مراكزهم ومساجدهم ونشر كتب العلم بينهم، اما الندوة العالمية للشباب الاسلامي فكان لها في قلبه -رحمه الله- مكانة طيبة وهاهي خلال سبعة وعشرين عاماً مضت تكتب له تطلب منه التزكية والشفاعة والتعضيد لبناء المساجد والمراكز الاسلامية ونشر الكتاب الاسلامي باللغات المختلفة فكان -رحمه الله- لايتردد في ذلك بل ويسعد بان يقضي الله على يديه امراً او يفرج الله على يديه كرباً، وما فتاواه وكتاباته وحثه على دعم لجان الندوة المختلفة كالشيشان وكشمير وفلسطين وغيرها الا نموذج من ذلك -رحمه الله- واسكنه فسيح جناته وجعل ما قدم حسنات مضاعفة له عند الله,, آمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين.
د,عبدالرحمن بن عبدالعزيز الربيعة *
*المشرف العام على مكتب الندوة العالمية للشباب الاسلامي بالمنطقة الشرقية .