Friday 21st May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 6 صفر


الصحافة اليومية ونشر الثقافة العلمية والأدبية
أ,د, عبدالرحمن بن سعود بن ناصر الهواوي*

تلعب الصحافة اليومية في بعض الدول دورا أساسيا ومهما وفعالا في تبسيط ونشر وتعميم الثقافة العلمية بين المواطنين، حتى أن بعض الصحف اليومية تخصص صفحة أو صفحات يومية لهذا الغرض، أو أنها قد تنشر المعلومة العلمية في احدى الصفحات المخصصة لنوعية معينة من القراء والتي يكون الاقبال على قراءتها كبيرا، والتي قد تكون لها علاقة بحياة ومعيشة الناس أو أنها تكون مخصصة لهواية معينة, والهدف المنشود من ذلك ليتمكن القارىء العادي من الاطلاع على بعض المعلومات العلمية المتنوعة وغيرها بصورة مبسطة ومختصرة.
ومن المعروف ان الصحيفة أو الجريدة اليومية تجتذب أنماطا متنوعة من القراء على مختلف مذاهبهم ومشاربهم، من العامل، وسائق الأجرة، وربة البيت حتى أستاذ الجامعة والوزير في الدولة, أما المجلات والدوريات العلمية والأدبية المتخصصة فقد لا يقبل عليها أي قارىء إلا بمقدار ما يعنيه ذلك.
اضافة لذلك فالتطور الهائل في الاتصالات وما نتج عنها من انتشار هائل للمحطات التلفزيونية الفضائية في وقتنا الحاضر أبعدت القارىء عن قراءة الكتب العلمية والأدبية الرصينة، وهذا قد لا ينطبق على الصحافة اليومية وقرائها, وقد انتبهت بعض الدول الى ما سببته تلك القفزة الهائلة في الاتصالات، وفي المعلومات المتنوعة فأحدثت الانترنت، والتي يمكن اعتبارها وكأنها جريدة يومية حيث يتمكن القارىء من البحث عن أي معلومة يريدها، وفي أي وقت كان، ولكن نتيجة للتكاليف الباهظة، والمحذورات المتعددة والصعوبات المختلفة على هذه الشبكة فقد لا يتمكن القارىء العادي البسيط وصاحب الدخل المحدود من استخدامها.
نحن الآن في عام 1999م، ولم يتبق إلا أشهر معدودات على نهاية القرن العشرين، والدول تتسابق وتتنافس بما حققته ونحققه من تقدم في مجالات العلوم المختلفة، واصبح العالم بحجم قبضة اليد، وصارت العلوم المختلفة متداخلة بعضها مع بعض، فأنت لا تستطيع ان تفرق بين الأديب والشاعر، وبين عالم الكيمياء والفيزياء، والطبيب، فالأديب قد يكون عالما في الكيمياء، والشاعر عالما بعلوم الاحياء والقاص قد يكون طبيبا,, الخ.
لو عدنا الى تاريخنا العربي قبل الاسلام وبعده بقرون وألقينا نظرة فاحصة ودقيقة الى ما ورثناه من آداب وأشعار ونثر ومخطوطات علمية وأدبية لوقفنا مذهولين بما تحتويه تلك الموروثات من معلومات متنوعة ومتعددة، فهناك شاعر تطرق للفلك والطب والعلوم الأخرى، وهناك كاتب كتب في العلوم والفلسفة والأدب، واللغة،والحيوان، والنبات والجغرافيا والتاريخ,, الخ ونجد أنفسنا في زمننا الحاضر، وبما نملكه من تسهيلات وامكانات متعددة لا نستطيع ان ننافس أو حتى نقلد قدماءنا بما وصلوا اليه.
وخلاصة القول: نحن في المملكة العربية السعودية، وقد قامت دولتنا الرشيدة مشكورة بانشاء جامعات متعددة ومتنوعة الاختصاص، اضافة الىكليات أخرى في معظم مناطق المملكة، منذ أمد طويل، وابتعثت آلاف الدارسين الى الخارج وعاد معظمهم يحمل أعلى الشهادات في تخصصات متنوعة علمية وأدبية، اضافة لذلك فكل كلية من كليات جامعاتنا، والكليات الأخرى فيها مراكز للبحوث ولها دوريات متخصصة تنشر فيها الأبحاث.
فالسؤال هو كالتالي: متى قامت أية جريدة يومية من جرائدنا مع بعض الاستثناء باعطاء قارئها لمحة مبسطة ومختصرة على ما قامت وتقوم به جامعاتنا من أبحاث؟ وما هو الهدف منها؟ وما هي الأبحاث التي نشرت في دوريات كليات جامعاتنا والكليات الاخرى؟ وهل طبق أي بحث منها عمليا,,؟.
اضافة لذلك متى قامت جريدة من جرائدنا بدراسة أو القاء نظرة عامة على احدى الرسائل العلمية - وهي بالمئات- لمن عاد بعد ابتعاثه للخارج، أو رسائل عملت في إحدى جامعاتنا؟.
والله من وراء القصد
*قسم العلوم - كلية الملك خالد العسكرية
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
جبل الدعوة الى رحمة الله
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved