Friday 21st May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 6 صفر


مع الشيخ المسند في الصين
د, محمد بن سعد الشويعر

في هذه الايام حيث أحرر هذه الكلمات، يقوم صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بزيارة لجمهورية الصين الشعبية، يثبت بها سموه أركان العلاقات بين المملكة التي لا تضمر عداء لأحد، ولا تحب أن تكون صلاتها مع الآخرين على حساب أحد، فالمملكة كما جاء في تصريحات سموه لأنها ذات سياسة متميزة في مختلف القضايا الدولية.
وتأتي زيارة سمو الأمير سلمان مؤكدة الحرص على أن تكون للمملكة علاقات قوية مع الصين حيث سبقتها زيارة سمو الأمير عبد الله حفظه الله، تلك الزيارة التي فرح بها مسلمو الصين ورسخت العلاقات بين البلدين، كما جاء في حديث سمو الأمير سلمان في مقر قاعة الشعب الكبرى، عند استقبال رئيس مجلس نواب الشعب الصيني لي بينغ يوم الخميس 6/1/1420ه لسموه، ومما قاله سموه في ذلك الحديث: ان زيارة دولة رئيس مجلس نواب الشعب الصيني لي بينغ ودولة نائب رئيس مجلس الدولة للشؤون الخارجية، تشيان تشي تشين ومعالي وزير الدفاع الصيني للمملكة ومقابلتهم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ساهمت في تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين وتوجت بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني للصين العام الماضي والتي كانت مهمة جداً، لدفع العلاقات بين البلدين وتعميق الصداقة والعلاقات بينهما، وفتحت الكثير من المجالات واللقاءات والزيارات بين البلدين الصديقين ثم قال: نحن حريصون على ان تكون لنا علاقات قوية ومستمرة مع الصين,, الى آخر ما ذكرت واس في رصدها للزيارة الناجحة ذات الطابع المستوحى من مكانة سموه ودور المملكة في المجال الدولي.
وما احتفاء الصينيين بسمو ولي العهد في زيارته التي فتحت آفاقاً واسعة في المجالين السياسي والاقتصادي ثم زيارة سمو الأمير سلمان التي احتفى بها الصينيون ايما احتفاء الا برهان على حكمة السياسة التي تنتهجها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين.
- عند زيارة سمو ولي العهد للصين، حرصت على ان تكون كلمتي في الجزيرة المعتادة عن دخول الاسلام في الصين، ومكانة المسلمين الصينيين في بلادهم حيث تميزوا بالهدوء والتحمل وعدم مصادمة ذوي المعتقدات المختلفة,, ونقلت ما سجله قلم رحالة اهتم برصد انطباعاته منذ مائة عام عن الاسلام في الصين.
ولما جاءت زيارة سمو الأمير سلمان هذه للصين فإنني احب ان اتحدث عن انطباعات من زارها في العصر الحاضر، وسجل عنها معلومات تعتبر جديدة للقارىء المعاصر، لان الزائر لتلك البلاد يتراءى امامه اشياء لم تكن لتخطر على بال البعيد، الذي لم يعرف عن تلك البلاد الا النزر اليسير.
وكان ممن زارها من بلادنا عالمان يرصدان وقائع الزيارات، وقد سجل كل منهما ما تراءى امامه في سفر اخرجته المطابع، ليكون مرجعاً من المراجع عن تلك البلاد هما الشيخان: محمد بن ناصر العبودي وعبد العزيز بن عبد الرحمن المسند المعروفان بصدق الكلمة والحرص على التحري.
وقد اخترت الجولة في هذا الحديث عن الصين مع الشيخ عبد العزيز المسند في كتابه الذي عنون له بالصين يأجوج ومأجوج عالم مجهول ,, هذا الكتاب الذي طبعه نادي القصيم الأدبي عام 1410ه - 1989م ويقع في 279 صفحة.
لم تكن هذه الرحلة بالنسبة للشيخ المسند تخطر له على بال، بل جاءه الخبر على غفلة بأنه احد اعضاء وفد رابطة العالم الإسلامي الذي سيرحل للصين الشعبية لزيارة المسلمين هناك، حيث وصلها الوفد ظهر يوم الخميس الثاني عشر من شهر ربيع الثاني، عام 1408ه الموافق 3/12/1987م حيث كان في استقبال الوفد في مطار بكين: رئيس ونواب الجمعية الاسلامية الصينية ومع حرص الشيخ المسند على تدوين انطباعاته وكتابة مشاهداته في الصين ضمن هذه الرحلة لينقل للقراء معلومات عديدة عن الصين واهمها تعريف بالاسلام وحال المسلمين في هذه البلاد القصية والتي كانت ردحاً من الزمن مغلقاً ستارها عن العالم الاسلامي، ومعزول المسلمون فيها عن اخوانهم في العالم العربي بخاصة، فانه يوضح منهجه وما سوف يكتب عنه بقوله: واذا كان كثيرون أو قليلون كتبوا عن الصين ونقلوا مشاهداتهم بشكل اكثر امعاناً ودقة مني فاني - مع اعترافي بسبقهم - اختلف عنهم في الفكرة والمقارنة والنتيجة، فسأربط الموضوع بتحريك افكار العلماء والحكام المهتمين بمستقبل العالم - الى امر خطير وحديث عجيب - ان كان للرأي الذي سأنقله مجال ولوقوعه على الصين انطباق - الا وهو صلة يأجوج ومأجوج بالصين، ولست آتياً بجديد، ولكن ابرز رأياً قابلاً للدرس وفكرة تستحق البحث، وخبراً من الله العالم مازال مجهولاً وهو وحده العالم بحقيقته وتاريخ تطبيقه، ونحن امام ذلك عاجزون وبقدرته تعالى مؤمنون مسلمون ]ص 13[.
وقد تحدث عن يأجوج ومأجوج فتوسع في هذا واورد ما قاله الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في هذا المجال حيث اخذ منه الموضوع حوالي اربعين صفحة ]58 - 97[.
ولعاطفة المؤلف الاسلامية ولأنه زار الصين في مهمة اسلامية، وبدعوة من مسلمي الصين فإنه اعطى كتابه هذا تركيزاً اكثر على الوضع الاسلامي الذي استحوذ على هاجسه، فبدأه بصفة متميزة، بقول ملك الصين في الصحابة نقلاً عن كتاب: حياة الصحابة للشيخ محمد الكاند هلوي، نقلاً عن ابن جرير في تاريخه: ان يزدجر كتب الى ملك الصين يستمده فقال للرسول: قد عرفت ان حقاً على الملوك انجاد الملوك، على من غلبهم، فصف لي صفة هؤلاء القوم الذين اخرجوكم من بلادكم، فاني اراك تذكر قلة منهم وكثرة منكم، ولا يبلغ امثال هؤلاء القليل الذين تصف منكم فيما اسمع من كثرتكم الا بخير عندهم وشر فيكم فقال له الرسول: سلني عما احببت؟ فقال: يوفون بالعهد؟ قلت: نعم, قال: وما يقولون لكم قبل ان يقاتلوكم؟ قلت: يدعوننا الى واحدة من ثلاث: اما دينهم فإن أجبناهم أجرونا مجراهم، او الجزية والمنعة، او المنابذة.
قال: كيف طاعتهم امراءهم؟ قلت: اطوع قوم لمرشدهم, قال: فما يحلّون وما يحرّمون؟ فأخبرته, فقال: أيحرمون ما حلل لهم، او يحلون ما حرم عليهم؟ قلت: لا, قال: إن هؤلاء القوم لا يهلكون ابداً حتى يحلوا حرامهم ويحرموا حلالهم، ثم قال: اخبرني عن لباسهم,, فأخبرته وعن مطاياهم فقلت: الخيل العراب ووصفتها, فقال: نعمت الحصون هذه، ووصفت له الابل وبروكها وانبعاثها بحملها, فقال: هذه صفة دواب طوال الأعناق.
وكتب إلي يزدجرد: انه لم يمنعني ان ابعث اليك بجيش اوله بمرو وآخره بالصين الجهالة بما يحق علي، ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك صفتهم، لو يحاولون الجبال لهدوها، ولو خلي لهم سربهم ازالوني، ما داموا على ماوصف، فسالمهم وارض منهم بالمساكنة ولا تهجهم ما لم يهيجوك.
ثم ذكر خبراً عن تمكّن الاسلام في الصين منذ قرون: فقد ذكر توماس ارنولد: ان السيد الأجل الذي اسمه: عمر شمس الدين كان حاكماً في الصين في القرن الثالث عشر الميلادي، وقد حكم بالعدل، واستقامت البلاد في عهده، وتوارث ابناؤه واحفاده الملك ونشروا الاسلام هناك، وقد حصل احدهم على ثبت رسمي من امبراطور الصين عام 1335م هذا نصه: الاسلام هو دين الله الحق الخالص وشيدت المساجد في ذلك العهد واستقر المسلمون، ونشروا علوم الاسلام ]ص 54 - 55[.
وسور الصين العظيم الذي يبعد عن العاصمة بكين 75 كيلاً ويقع في قمم الجبال، قد بني تحصيناً من المغول الذين كانوا يغزون بلاد الصين من كل صوب، وينقل عن الصينيين انه بني قبل ميلاد المسيح عليه السلام، بمائتي سنة, يقول عنه الشيخ المسند: انه طويل جداً - وقد حدد مقدار الطول فيما بعد لكنه عجيب بشكله ونادى ملك الصين في بقية الممالك: انه ما دام كل مملكة تبني سوراً حول نفسها، فلنقم سوراً واحداً نتعاون عليه يمنع الأعداء من اقتحامه، فكان هذا السور الذي خرب في اكثر جهاته,, ويجددون ما يصل اليه السياح.
ولكنه ينفي بما تأكد لديه ان هذا السور هو سد: يأجوج ومأجوج فيقول: بعد وقوفي على سور الصين وقراءتي ما كتب عنه، وسؤالي لعدد من المهتمين به، تأكد لي انه لا يمكن ان يكون هو سد يأجوج ومأجوج الذي بناه ذو القرنين للأمور الآتية:
أولاً: ان هذا سور وليس سداً,
ثانياً: ان سد ذي القرنين بني بين جبلين وبني بالحجر والقطر النحاس، والرصاص، وهذا مبني بالطوب الاحمر، ويمتد ستة آلاف كيل.
ثالثاً: ان تاريخ بناء هذا السور معروف ومعروف من بناه وسد ذي القرنين غير معروف لأكثر الناس اليوم.
رابعاً: ان من خلف هذا السور قد عرفوا الآن وهم تابعون للصين ويعرفون بقومياتهم.
ثم علل بقوله: ولكن هناك احتمال وهو انه قد يكون سد ذي القرنين جزءا من هذا السور في احد المناطق ما دامت مساحتها ستة الاف كيل، وهذا احتمال يحتاج الى دراسة وتحديد لمسار ذي القرنين (ص 57 - 58[.
وبنتيجة الزيارة برز امامه ان ثلاثة ارباع مسلمي الصين يعيشون في غرب الصين وتسمى منطقة الحزام الاسلامي وتقيم فيها كل القوميات الاسلامية العشر التي تصنفها الاحصائية الصينية الحديثة.
- وعن اول من دخل الصين رسمياً: قال: اتفقوا على ان سعد بن ابي وقاص قدم الصين، ومعه ثلاثة من الصحابة وأربعون رجلاً واطلق الصينيون على سعد وقاص بابا او بابا الأول وعلى الصحابة الآخرين بابا الثاني وبابا الثالث وبابا الرابع ويقال: انهم شيدوا مسجدا بمدينة كانتون اطلقوا عليه جامع الذكرى وذلك عام 620م ثم ابن حمزة ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم, وفي مرسوم صيني مترجم عن اصل عربي: ان ابن حمزة قدم الصين عام 632م ومعه نسخة من القرآن الكريم ومعه عدد من الرجال، فأحسن الأمبراطور وفادتهم وسمح له ببناء مسجد يؤدي فيه المسلمون صلاتهم, والثالث: سعيد بن عثمان بن عفان عندما ولاه معاوية سنة 56ه على خراسان والرابع: قتيبة بن مسلم الباهلي في الحكاية التاريخية المشهورة ثم بعد ذلك انتشر الاسلام في الصين ]158 - 161[.
وقد تحدث عن جهود المملكة العربية السعودية الاسلامية في الصين، ومما قاله: ان جهود الحكومة السعودية في مجال الدعوة ومساعدة المسلمين في كل مكان امر عرفه الجميع وهو الدعم المعنوي والدعم المادي بالمال والرجال، وفوق ذلك فهو عمل خالص لله غير مشروط ولا متوصل به الى منفعة خاصة، او عائد على السعودية بشيء ما، وهذا لا يتوفر لغير المملكة العربية السعودية التي تحكم القرآن دستوراً لها، وتعمل بدين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وترى ان عليها واجباً نحو المسلمين لمساعدتهم والأخذ بيدهم وارشادهم الى الطريق المستقيم، حتى ينعموا بحكم الاسلام ونهجه وراحته وليس هذا حدثاً ولا ارتجالاً ولكنه منذ ان افاء الله على هذه المملكة الاستقرار والرخاء، فتلفتت نحو المسلمين تنصحهم وتتعاون معهم وتمدهم بالعقيدة وبالمال, وفيما يتعلق بالصين الشعبية: فإن الباب الذي اغلق فيها عن الناس جميعاً اغلق اولاً عن المملكة وكانت وقت الاغلاق تستقبل الحجاج الصينيين وتكرمهم ولما انفتحت الصين على العالم كانت المملكة من أول من بادر بما يمكن مما يحتاجه المسلمون هناك.
ثم قال: وليس لدي الآن ولست في سبيل استعراض واثبات كل ما تعمله المملكة لكني سأثبت بعض ما لدي كنموذج حي لما تقوم به هذه المملكة من جهود وحرص على مصالح المسلمين، باخلاص وصدق دون اهداف او مطامع شخصية، ثم ذكر ذلك بدءاً من عام 1401ه ]180 - 190[,.
وعن السكان عند ما قدرهم بألف مليون نسمة، قال: لا بد ان يكون عدد المسلمين الصينيين خمسين مليون نسمة وهو رقم قياسي تقريبي ]ص 200[ وذكر ان الحكومة هناك لكثرة المسلمين فانها اباحت لبعض التجمعات الاسلامية في مختلف البلاد ان تتمتع بالحكم الذاتي ثم ذكر منها 14 منطقة بحسب التاريخ لكل منطقة ]201 - 203[.
ومثلما ذكر الشيخ عبد العزيز فان الكتاب شيق ومفيد وفيه معلومات قيمة وقد زادت زيارة سمو ولي العهد للصين وتجوله فيها ثم زيارة سمو الامير سلمان وزيارته لبعض المناطق الاسلامية وصلاة كل منهما في مساجد المسلمين,, هذا كله زاد مكانة المملكة في نفوس الصينيين وسيكون له بإذن الله صدى اكبر في مجالات شتى.
ابن بطوطة والصين:الرحالة ابن بطوطة يذكر في حديثه عن الصين بعد ان زارها قائلاً: وبلاد الصين آمن البلاد واحسنها حالا للمسافر فإن الانسان يسافر منفردا مسيرة تسعة اشهر وتكون معه الأموال الطائلة، فلا يخاف عليها وترتيب ذلك ان لهم في كل منزل ببلادهم فندقاً عليه حاكم يسكن به في جماعة من الفرسان والرجالة، فاذا كان بعد المغرب والعشاء جاء الحاكم الى الفندق ومعه كاتبه فكتب اسماء جميع من يبيت به من المسافرين وختم عليها، واقفل باب الفندق عليهم، فاذا كان بعد الصبح جاء ومعه كاتبه فدعا كل انسان باسمه وكتب به تفصيلاً وبعث معهم من يوصلهم الى المنزل الثاني له ويأتيه ببراءة من حاكمه ان الجميع قد وصلوا اليه وان لم يفعل طالبه بهم وهكذا العمل في كل منزل ببلادهم من صين الصين الى خان بالق وفي هذه الفنادق جميع ما يحتاج اليه المسافر من الازواد، وخصوصاً الدجاج والأوز واما الغنم فهي قليلة عندهم.
واذا قدم التاجر المسلم على بلد من بلاد الصين، خيّر في النزول عند تاجر من المسلمين المتوطنين معيّن او في الفندق فان احب النزول عند التاجر حصر ما له، وضمنه التاجر المستوطن وانفق عليه منه بالمعروف فاذا اراد السفر بحث عن ماله، فان وجد منه شيء قد ضاع اغرمه التاجر المستوطن الذي ضمنه وان اراد النزول في الفندق سلم ماله لصاحب الفندق وضمنه، وهو يشتري له ما احب ويحاسبه فاذا اراد التّسرى اشترى له جارية، واسكنه بدار يكون بابها في الفندق وانفق عليهما، والجواري رخيصات الأثمان لان اهل الصين اجمعين يبيعون اولادهم وبناتهم وليس ذلك عيباً عندهم، غير انهم لا يجبرون على السفر مع مشتريهم ولا يمنعون ايضا منه اذا اختاروه, وكذلك ان اراد التزوج تزوج، وأما انفاق ماله في الفساد فشيء لا سبيل له اليه، ويقولون: لا نريد ان يسمع في بلاد المسلمين انهم يخسرون اموالهم في بلادنا فانها ارض فساد، وحسن فائت، وفي كل مدينة من مدن الصين مدينة للمسلمين ينفردون بسكناها ولهم فيها المساجد لاقامة الجمعات وسواها وهم معظمون محترمون,, وكفار الصين يأكلون لحوم الخنازير والكلاب, ]رحلة ابن بطوطة 721[.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
جبل الدعوة الى رحمة الله
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved