بريدة - عبد الرحمن الخضيري
منذ اواخر التسعينيات الهجرية ولأكثر من خمسة عشر عاما ظل الفريق التعاوني يعاني من أزمة كبيرة وفاضحة في مركز الحراسة فشاءت الاقدار ان قيض الله لهم هبة هلالية لم تكن في خيال كل التعاونيين وبحسن النوايا الهلالية المعتادة منح الهلاليون فرصة تاريخية بمثابة الحلم الذي يداعب القلقين على شباك الفريق التعاوني وتوالي الاهداف انواعاً واشكالاً كلما تواجدوا في الملعب.
جاء حارس الوطني المنسق لمصلحة نادي الهلال مقابل (600) ستمائة الف ريال كان خلفها ونجاحها عضو شرف هلالي بارز لكن الفريق الهلال خلال عهد امير الذهب الهلالي الراحل عبد الله بن سعد بن فهد - رحمه الله - كان يرى عدم إدراجه مع الفريق الاساسي وقتها فاقتحم التعاونيون الظروف الهلالية عن قرب وألحوا الحاحا لم يسبق له مثيل وباستجداءات متنوعة لمعظم الشخصيات الهلالية وهي التي جعلت رئيس الهلال الذهبي يوافق بشروط معينة يدركها تماما معظم الشخصيات الكبيرة المقربة من الناديين وبكلمات شرف انكرها التعاونيون فيما بعد كما اعلن ذلك عدد من اعضاء شرف نادي الهلال الذين عايشوا تلك المفاوضات لكن وفاة الأمير الذهبي الراحل ساهمت في تملص التعاونيين وتجاهلهم لحقيقة ملابسات الموافقة الهلالية المشروطة وبحسن النوايا الهلالية المعتادة رضي الهلاليون بالموافقة على اعارته لنادي التعاون بل وبدون أي مقابل رغم أن الهلاليين هم الذين دفعوا للنادي الوطني ذلك المقابل المادي الكبير جراء التنازل عنه واسقاطه من الكشوفات رسميا, ثم توالت الاحداث وجاء ضاري فكان نادي الهلال بتنازله وهديته المجانية بل والتي لاتقدر بثمن مهما كبر في نظر التعاونيين وقتها فخلال وقت وجيز جدا تجاوز التعاونيون سنينهم العجاف الطوال وفي اول موسم لحماية ضاري للمرمى التعاوني نجح الفريق الاصفر والازرق في تجاوز حلم السنين فبدأت نسبة الاهداف تقل بنسبة كبيرة ثم كان له وللهلاليين دور كبير في صعود الفريق لأول مرة الى الدوري الممتاز بعد ان سبقه الرائد الى ثلاث مرات متقاربة وتوالت الابداعات مع ضاري التعاون, واعلن الهلاليون حاجتهم الماسة أكثر من مرة لتدعيم مركز الحراسة تلميحا وتصريحاً مع تجاهل التعاونيين عمداً لذلك تمسك الهلاليون بصبرهم ومثاليتهم ولم يصعدوا الأمر رغم احتفاظهم بحقهم الأدبي إلا أنهم سلكوا الطرق الرسمية واعلنوا رغبتهم في شراء عقد ضاري ليس بمقابل المبلغ الذي دفعوه للنادي الوطني الأصلي ولكن بمقابل مادي كبير لكن التعاونيين تنكروا للمعروف الهلالي الذي لم يكن حدثا عادياً للتعاون الذي دخل التاريخ بعد انضمام ضاري الهلال إليه, وكرر التعاونيون وضع الشروط التعجيزية امام ادارات الهلال الأخيرة تارة بالمال وتارة بادخال واعلان مفاوضات الأهلي والاتحاد وتقديمهما لمبالغ تفوق الهلال فينسحب وتنكشف العروض الوهمية في المزاد العلني الظاهري.
ترى ما الذي بقي من الصبر الهلالي لاستعادة ضاري الذي سيحرمه التعاون حتى يبلغ من العمر عتيا, ولاشك ان الادارة التعاونية صدمتها التعديلات الأخيرة لشروط انتقال اللاعبين المنتهية عقودهم فادركت ان فرصتها تبدو ضعيفة في بقاء ضاري فيما قرأنا وسمعنا من ثقله الواضح على ميزانية التعاون وبالتالي الاستفادة من مبلغ انتقاله قبل نهاية العقد الرسمي المبرم معه, وحينما يعاود الهلاليون كرتهم مجددا لاستعادة ضاري من ادارة التعاون ويقدمون مبلغا كبيرا يعادل مادفعه الهلاليون لشراء اللاعب من الوطني وتنازلهم المجاني الذي لايقدر بثمن حتى لو دفع التعاونيون كل مايملكونه وقتها وبدلاً من ان يرحب التعاونيون بجميع اجيالهم الادارية الحالية أو السابقة بصنائع الهلاليين نجدهم اول من يضع العراقيل عند العرض الهلالي الكبير مقابل نصف مليون ريال فيعاود التعاونيون تكرار اساليبهم المحفوظة والاعلان الخبري الموحد في جميع الصحف عن تلقي الادارة التعاونية لعروض كبيرة من الاهلي ثم من الاتحاد الذي قيل انه قدم مبلغ (800) ثمانمائة الف ريال وليواصل ان كان حقيقا ما قيل عن عرضه الأخير في مطاردة الهلال في ضاري بعدان تقدم في مطاردته للدعيع بزيادة خمسمائة الف زاد امام الهلال في ضاري ثلاثمائة اذا كان صحيحا ولم يكن محاولة تعاونية معتادة لفتح مزاد علني مكشوف امام الاندية وابتزاز الهلال ثم انسحابه أو اضطراره لاستعجال وعدم انتظار نهاية عقده ليأتي بالمبلغ الذي يريده الهلاليون وهم الاقربون الأولى بالمعروف حتى ليكون مقابل انتقاله مهما كان هدية هلالية جديدة للتعاونيين الذين يبدو ان ميول الكثيرين منهم تاريخيا بحكم العلاقات الأزلية الراسخة وشبه الجماعية مع النادي التقليدي المنافس للهلال سوى قلة قليلة ومعروفة لكن ليس لها تأثير على الاغلبية التعاونية وعلى الاقل فليجعلها التعاونيون هدية لرد الجميل اضافة للمبلغ الهلالي المدفوع.
|