إعداد : محمد نجيب علي
اشارت احصائيات عام 1997م في الولايات المتحدة الأمريكية أن نسبة العاطلين عن العمل في العمالة المهرة والفنية كانت صفرا بينما بلغت 6% في العمالة غير الماهرة وتتفاوت النسبة في بعض المناطق لتصل الى 10%,, هناك تفاوت جغرافي في هذا المجال، بينما تتوفر في بعض الولايات عمالة ماهرة، تنعدم في الأخرى,, وقد سجلت ست ولايات متوسطا لنسبة العطالة بلغ 3% بينما سجلت الست الأخرى نسبة تجاوزت 6%.
كانت بفرينسو بكلفورنيا 13,3%، بينما في سان جون 2,7% أما في أورلاندو، تلهاسي بفلوريدا لم تسجل نسبة عطالة، ولكن في ميامي 6,8%, وفي ولاية نيويورك هنالك مدن سجلت نسبة أقل من 4% علما بأن مدينة نيويورك نفسها عجزت ان تقلل نسبتها من 9%.
في آخر توقعات لاحصائيات دوائر العمل الأمريكية صدر في نوفمبر 1997م جاء ان النمو الاقتصادي للأعوام 1996م-2006م سوف يتضمن التالي: أن نسبة النمو سوف تصل الى 2,1% سنويا مقارنة ب2,3% في العشر سنوات السابقة وان هذا التدني الملحوظ يعكس انخفاضا في نسبة العمالة المستخدمة إذ ان عدد الوظائف التي ستضاف فقط 18,6 مليون وظيفة جديدة حتى عام 2006م وهذا الرقم أقل من الرقم الذي اضيف خلال العشر أعوام السابقة والذي بلغ 21 مليون وظيفة,, هذه الوظائف متوقعة في قطاعات خدمية,, 3,6 ملايين وظيفة في الخدمات التجارية,, 3,2 وظيفة في خدمات القطاع الصحي أم قطاع خدمات الحاسب الآلي سوف يضيف 1,3 مليون وظيفة وهو نصف الرقم السابق,, وحقيقة أن أكبر رقم سيضاف سيكون في مجال المتخصصين، المديرين، الفنيين، التسويق والمبيعات، بينما الاداريون، الخدمات المساندة عمال الصيانة والعمالة اليدوية سوف تنخفض نسبتهم.
سيتركز النمو الوظيفي في القطاع الخاص أما على المستوى الاتحادي الولائي فسوف يتخلف ب400 ألف وظيفة إذ كان عام 1990م ثلاثة ملايين و85 وظيفة بينما سيكون حسب التوقعات هذه 2 مليون و686 ألف وظيفة,, وسيرتفع التوظيف في القطاع الخاص بنسبة 13,8% من عام 1990م مقارنة ب7,8% للقطاع العام، وبالرغم من أن النسبة المتوقعة التي سيوظفها القطاع التعليمي الحكومي خلال العقد القادم لا يستهان بها إلا ان التوظيف العام الحكومي لا يتوقع ان يسجل تحسنا.
هناك ملاحظات هامة ستلاحظ في سوق العمل الأمريكي خلال الفترة المشار اليها آنفا، وهي التدني في النسبة العمالة عامة اضافة الى كبر سن العامل,, إذ سيكون متوسط عمر العامل عام 2006م 41 عاما وهذه ظاهرة لم تعرف في أمريكا منذ الستينات الميلادية,, ايضا نسبة المرأة سوف تسجل ارتفاعا ملحوظا في سوق العمل إلا انها نسبة اقل مما سجلته إبان السبعينات الميلادية وستكون أعمارهن ما بين 45-64 سنة,, وستصبح عام 2006م نسبة المرأة في القوى العمالية الأمريكية 47,4.
ستزداد الهجرة وسيشكل المهاجرون جزءا من العمالة الأمريكية وبأعمار صغيرة إلا ان ذلك يجلب قيما وأعرافا وأخلاقا جديدة مما سيوفر مناخا متباينا مختلطا من حيث الذوق والفهم والمعتقد، وستبلغ نسبة البيض في العمالة الأمريكية من الأصل غير الأسباني عام 2006م 53% مقارنة ب75% عام 1996م و80% عام 1989م.
التغير في التركيبة العمالية الأمريكية سوف يحدث تحولات عدة من أن النساء اللاتي يعملن الآن وحتى عام 2006م سيصبحن أمهات لأطفال يقل أعمارهم عن 16 سنة وبالطبع هذا يتطلب رعاية وتربية واشرافا,, ايضا الطلب على رعاية الكبار سوف يزداد، إذ ان نسبة الكبار سوف تزداد وتصل الى 15,4% من اجمالي القوى العاملة الأمريكية عام 2006م وأكثر من 20% عام 2020م,, للعمالة والدان كبيران ايضا يحتاجان للرعاية استنادا للاحصائيات فإن كل واحدة من أربعة أسر لديها واحد يتولى الاشراف على الكبار والتقديرات توضح ان 5,7 ملايين من المشرفين هؤلاء لديهم أعمال بدوام كامل.