لا يختلف اثنان الآن على الاضرار الصحية العديدة التي تنتج عن التدخين، حيث ان هناك علاقة احصائية دقيقة بين التدخين والعديد من الأمراض الخطيرة كأمراض القلب والشرايين وامراض الجهاز التنفسي,,ولكن ان يصاب آخرون بهذه الأمراض وهم غير مدخنين وكل ذنبهم انهم يعملون او يعيشون مع اشخاص مدخنين فهذه طامة كبرى فذلك هو المدخن السلبي (التدخين السلبي) وهو الفرد الذي لا يدخن على الاطلاق ولكنه يتنفس هواء ملوثاً بدخان السجائر نتج عن تدخين شخص او اشخاص آخرين يشاركونه الزمان والمكان والاشخاص الذين تأثروا بذلك,, ذلك العامل الذي يعمل مع زملاء مدخنين وكذلك الجنين في رحم امه اذا كانت مدخنة والطفل الرضيع يعتبر مدخناً سلبياً اذا كانت امه مدخنة حيث ان بعض الكيماويات مثل النيكوتين والقطران تفرز مع حليب الأم, وركاب الطائرات والقطارات والسيارات الذين يركبون بجوار المدخنين يعتبرون مدخنين سلبيين,وقد ثبت ان الدخان الجانبي المنبعث من احتراق السجارة الذي يستنشقه غير المدخنين اذا ما قورن بالدخان الذي يستنشقه المدخن فانه يحتوي على خمسة اضعاف اول اكسيد الكربون وهذا غاز سام يؤثر على القلب والشرايين وكذلك اربعة اضعاف القطران والنيكوتين التي تحتوي على مواد مسرطنة وكذلك اربعة اضعاف البنزوبايرين وهي مادة مسرطنة ايضاً وستة واربعين ضعفاً من الأمونيا.
وقد وجد انه في الاماكن المغلقة مثل العربات والقطارات والمكاتب، يمكن لشخص غير مدخن عند وجود بضعة اشخاص يدخنون ان يستنشق خلال ساعة واحدة كمية من الدخان تعادل ما يستنشقه المدخن المتوسط من سجارة واحدة,وبعملية حسابية بسيطة نجد انه اذا استمر تعرض هذا الشخص للدخان على هذا النحو عشر ساعات يومياً فإن خطر اصابته بالمرض يعادل عندئذ الخطر الذي يهدد من يدخن عشر سجائر يومياً وذلك حسب تقرير كلية الأطباء الملكية بلندن ومنظمة الامم المتحدة عام 1982 في كتاب الاجراءات التشريعية لمكافحة وباء التدخين في العالم,, والأمراض التي يكتسبها هذا الشخص (المدخن السلبي) سرطان الرئة عند النساء غير المدخنات ومتزوجات من مدخنين اكثر من المدخنات انفسهن والاطفال الذين يعيشون في اسر بها مدخنون يتعرضون للالتهابات الرئوية الحادة اكثر من غيرهم ويوجد علاقة بين التدخين السلبي وضيق الشرايين وجلطات القلب وغير ذلك من الامراض التي اثبتها العلماء, وعلينا ان نعمل جميعاً لحماية غير المدخنين من هذه الأضرار الجسيمة.