العواصم - الوكالات
أكد مندوب الأمم المتحدة لدى البوسنة صادق اسكندورف ان الصراع القائم في كوسوفا ينطوي على تأثيرات خطيرة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق دايتون للسلام في البوسنة.
وذكر راديو لندن امس نقلاً عن المندوب الدولي قوله ان توترات آخذة في التصاعد من جراء وصول اكثر من اربعين الف لاجىء من كوسوفا الى البوسنة التي لا تزال تعاني من مشاكل اللاجئين الخاصة بها.
واضاف ان ازمة كوسوفا اثرت ايضا على الاوضاع الاقتصادية في جمهورية صرب البوسنة التي تعتمد على يوغوسلافيا في ثلاثة ارباع نشاطها التجاري.
هذا ومن ناحيته صرح مبعوث الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك ان ازمة كوسوفا تؤثر اثراً شديداً على تنفيذ اتفاق دايتون للسلام في البوسنة والهرسك مما يؤخر البرامج الاقتصادية وكذلك السياسية.
وقال كارلوس ويستندورب الذي اطلع مجلس الامن على آخر تطورات الموقف في البوسنة والهرسك ان مؤتمراً للدول المانحة سوف يعقد هذا الاسبوع في بروكسل للبحث عن خيارات تمويل جديدة للتنمية الاقتصادية والاعمار في الدولة التي كانت تمزقها الحروب ذات يوم.
وقال ويستندورب لقد وصل الموقف الى حالة من التوقف وسوف يظل كذلك الى ان يتحسن الوضع في كوسوفا ولكن ليس هناك فرصة كبيرة لذلك ويعد ويستندورب مسؤولا عن تنفيذ الجوانب المدنية لاتفاق دايتون للسلام الذي تم التوصل اليه في عام1995 والذي انهى الحرب في البوسنة.
غير انه قال ان الموقف في البوسنة يسوده الهدوء الشديد لان الناس يريدون السلام ولكن الموقف صعب .
وقال ويستندورب انه لا يمكن تشكيل حكومة جديدة معتدلة بسبب ازمة كوسوفا وقال ان المعتدلين بين صرب البوسنة يتم التأثير عليهم بواسطة صرب الاتحاد اليوغوسلافي الذين يحثونهم على اتخاذ موقف شديد من الغرب.
وقال ويستندورب ان اكثر من 40 الف لاجىء من كوسوفا والصرب قد دخلوا البوسنة والهرسك منذ بدء حملة القصف التي يشنها حلف شمال الاطلنطي الناتو في 24 اذار مارس مما يضيف هذا العدد الى عدد اولئك الذين نزحوا بفعل الحرب في الماضي, واضاف ان هناك حوالي 15 الفا من البان كوسوفا بين هؤلاء اللاجئين الذين تعد غالبيتهم من المسنين والاطفال.
وهناك ايضا في البوسنة والهرسك آلاف اللاجئين الآخرين من الصرب الذين فروا من التجنيد في الجيش الصربي.
وقال ويستندورب انه لا يمكن ان يكون هناك موقف مستقر في ازمة البلقان طالما ظل الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش في السلطة.
وبالنظر الى خبرته في البوسنة والهرسك يقترح ويستندورب الاحتفاظ بالبان كوسوفا على طول الحدود من اجل تسهيل اعادتهم الى ديارهم فيما بعد في ظل حماية امنية وقال مبعوث الامم المتحدة ان لاجئي البوسنة مبعثرون في عدة دول ويرفضون العودة لانهم الآن تتوفر لديهم الوظائف والشعور بالأمن.
وفي موسكو نقلت وكالة انباء انترفاكس عن وزير الدفاع الروسي الماريشال ايغور سيرغييف تأكيده امس ان قوات حلف شمال الاطلسي تحضر بطريقة مخططة ومتواصلة عملية برية ضد يوغوسلافيا .
واوضح الوزير ان روسيا تأخذ هذا العامل في الاعتبار في اطار المفاوضات للتوصل الى تسويةدبلوماسية في كوسوفو.
ونقلت الوكالة ايضاً عن مسؤول كبير في هيئة الاركان الروسية لم تكشف اسمه ان هذه العملية ضد يوغوسلافيا قد تبدأ في غضون شهرين.
وتتهم موسكو الحلف الاطلسي منذ بضعة اسابيع بالاعداد لعملية برية في يوغوسلافيا خصوصاً بحشد قوات في البانيا ومقدونيا.
وتعارض روسيا بشكل قاطع اي نشر لقوات اجنبية في كوسوفو ما لم يلق موافقة بلغراد وينص عليه قرار لمجلس الامن الدولي.
هذا ومن ناحيته رأى الزعيم المعتدل لالبان كوسوفا ابراهيم روغوفا امس الثلاثاء ان تدمير الاهداف العسكرية في كوسوفا يجب ان يستمر مشيرا الى ان حلف شمال الاطلسي يمكن ان يضيف التدخل البري الى حملاته الجوية.
وقال روغوفا في ختام محادثات اجراها مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا يجب ان يستمر تدمير الأهداف العسكرية واعرب عن اسفه لان اقليم كوسوفا بات خالياً من سكانه من ذوي الاصول الالبانية.
وردا على سؤال حول ما اذا كان يعتقد ان التدخل البري بات ضرورياً الى جانب الحملات الجوية قال روغوفا ان حلف شمال الاطلسي سيتخد قراراً بشأن خيار آخر اذا لم تقبل بلغراد بالشروط الدولية, واضاف انهم يدركون كل ما يجب القيام به من دون ان يقدم اي ايضاحات في هذا الاتجاه.
واكد روغوفا ان الهم الاول هو عودة اللاجئين وهون من شأن خلافاته مع جيش تحرير كوسوفا وقال: سنعمل مع الجميع مشيرا في الوقت نفسه الى ان ابرز الاهداف يبقى نزع السلاح من كوسوفا وهو الامر الذي يعارضه جيش تحرير كوسوفا.
وقال روغوفا اخيراً ان قيام حكومة في المنفى لا يساعد في شيء كما ان البقاء في خارج كوسوفا امر مأساوي واعرب عن الأمل في ان تقبل بلغراد في اقرب وقت شروط المجموعة الدولية.