في هذا المقال من هذه السلسلة نختتم الحديث عن الخطة اليابانية الوطنية للمعلوماتية -ترجمة الدكتور محمد محمود مندورة, في تقرير عما تم انجازه حتى عام 1980م فقد تم الانتهاء من مشروعين من المشاريع التسعة التي تحدثنا عنها فيما سبق, كما تم التقدم في أربعة مشاريع حتى مرحلة التطبيق العملي، كذلك تم الوصول الى المرحلة التجريبية في مشروعين آخرين أما مشروع اعادة تأهيل العمال فلم يبدأ العمل به حتى عام 1980م, المشروعان اللذان تم الانتهاء منهما، نظام حماية البيئة والتحكم في التلوث حيث تم انشاء وتشغيل 60 مركزا في جميع انحاء اليابان ومشروع نظام المعلومات الادارية لصغار اصحاب الأعمال فقد تم انشاء 10 مراكز فرعية بالاضافة الى المركز الرئيسي, المشاريع الأربعة التي وصل العمل فيها الى مرحلة التطبيق العملي هي: نظام قاعدة البيانات الادارية الوطنية ونظام الخدمة الطبية عن بعد، مشروع انشاء المعهد الوطني لتطوير الابحاث، ومشروع تكوين رابطة السلام للحاسبات لتقديم المعلومات الحاسوبية لدول العالم الثالث, اما المشروعان اللذان وصل العمل فيهما الى المرحلة التجريبية فهما نظام التعليم بمساعدة الحاسوب ومشروع المدينة المعلوماتية, وبعد، عزيز القارىء ليس الهدف من عرض هذه الدراسة هو تمضية الوقت، ولا الهدف تعذيب الضمير باستعراض منجزات الغير وذلك كما تعودنا في مجتمعنا العربي، ولكن الهدف الحقيقي هو طرح وعرض علاج ناجع وفعال جرب في أكثر من دولة وما اليابان إلا مثال على ذلك، حتى دولة العدو الإسرائيلي كان لها مشروع خطة معلوماتية نشر في عام 1984م, كما رأينا دول شرق آسيا في خضم أزمتها الاقتصادية الطاحنة عام 1997م تتخلى وتجمد معظم مشاريعها الانمائية والاستثمارية ما عدا مشاريع تقنية المعلومات فإنه علىالعكس قد زيد الاهتمام بتلك المشاريع وذلك لقناعة المسؤولين في تلك الدول لمدى أهمية تقنية المعلومات، ومدى فعالياتها لتجاوز الأزمة الاقتصادية, أما في عالمنا العربي فماذا عسى أن اقول؟, هل نحن قوم نعيش بمنأى عما يحدث ويجري في العالم من حولنا؟ فلا يزال الكثير منا ينظر الى تقنية المعلومات على أنها من الكماليات أم يا ترى بأننا أمة اصيبت بالذلة والمسكنة والهوان بحيث اصبحت لا تفكر فيما يجري من حولها فالعالم يتقدم وهي تتأخر - وقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي, الحديث عن الخطة اليابانية الوطنية للمعلوماتية كما جاء في الخطة 1972م انتهى ولكن لم ينته الحديث عما وصلت اليه اليابان في الثمانينيات والتسعينيات من هذا القرن وهذا سيكون بإذن الله موضوع الحلقات القادمة من هذه السلسلة وبالمناسبة أحب أن اعتذر للقراء الأعزاء على تطويل هذه السلسلة واعلم ما يولد ذلك من الملل، ولكن لا حيلة لي فالمساحة ضيقة والموضوع جدا حيوي ومهم وقد نكون لا نرى من الجمل غير رأسه فيما لو أردنا التوسع واشباع الموضوع دراسة وتحليلا إلا اذا رأى المسؤولون عن هذه الصفحة عدم الاستمرار في هذا الموضوع.
م/ مشبب محمد الشهري
الرياض - المستشفى العسكري