الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
منذ ان اكرم الله هذه الامة ببعث نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وافواج الدعاة والمصلحين والعلماء المخلصين يتعاقبون فيها بدءاً من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشدين الى ورثته من العلماء العاملين الداعين الى الله على بصيرة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
ولا شك ان العناية بسيرتهم والتذكير بمآثرهم وهم يعدون في الأمة مصابيح الهدى التي اضاءت للمسلمين طريق الخير والفلاح لتعود الأمة الى الإحساس بالعزة والشعور بالقوة لأن حياة الأمة بلا هؤلاء الرجال بسبات وتقهقر لها، ليعد من باب التحدث بنعمة الله على الامة والاقتداء بالمخلصين فيها.
وان الخطب الجلل والمصاب الأليم الذي حل بالامة الإسلامية في فقد علامتها إمام أهل السنة في زمانه والد الجميع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله ليعد فاجعة عظمى آلمت القلوب وذرفت منها العيون واحزنت الصغير والكبير العامة والخاصة داخل الجزيرة وخارجها في انحاء المعمورة لما انزل الله في قلوب عباده من محبة هذا العالم الجليل,, وكيف لا تحزن الأمة على مصابها في فقد حامل لواء التوحيد الخالص لله صاحب العقيدة الصافية الذي وهب حياته كلها في الدفاع عن العقيدة وسلامة التوحيد من الشرك واخلاص العبادة لله وكرس جهده وعلمه في الذود عن حياض التوحيد بقلمه ولسانه نصحا للأمة وشفقة عليها.
كيف لا تحزن الأمة على من رفع لواء السنة المحمدية ورد المفترين عليها من اهل البدع والخرافات.
كيف لا تحزن الامة على فقد صاحب العلم الغزير مرجع الفتيا في هذه البلاد الطاهرة والمسلمون عامة يهرعون إليه في كل مسألة صغيرة وكبيرة ويفد الى مجالسه ودروسه طلبة العلم والدعاة من كل مكان يستضيئون بتوجيهاته السديدة وينهلون من علمه الغزير, وهو من تصدى لأكثر المسائل اشكالا وانبرى للخلافات الفقهية تحقيقا وترجيحا ولا أدل في ذلك عن كونه رحمه الله مرجع اهل هذه البلاد خاصة والمسلمين عامة في مسائل الطلاق واشكالاته وما اكثر مشاكل الطلاق وصوره وتفريعاته في زمن جهل فيه كثير من الناس طلاق السنة من طلاق البدعة فجلس رحمه الله يتصدر للفتيا في امور الطلاق فيكتب اليه القضاة فيما يعرض لهم من مسائل الطلاق ويجيبهم رحمه الله اجابة شافية ويفد اليه العامة والخاصة للسؤال في وقائع الطلاق ويوجههم رحمه الله بالرجوع الى القضاة وطلبة العلم في مناطقهم لتدوين الواقعة بحضور الطرفين وان الزائر لمجلسه اليومي ليشهد عجبا في كثرة السائلين المستفتين في امر الطلاق وهو يحل مشاكلهم ويجيبهم عليها بصدر رحب وفقه وعلم غزير.
فكيف لا تحزن الامة عليه وهو الأب الذي احتضن زائريه والمراجعين له وفتح لهم بيته وقلبه ويجود على سائلهم ويشفع شفاعة الخير لصاحب الحاجة ويدعو لهم دعوة صادقة ويسدي لهم النصيحة المخلصة, فكيف لا تحزن عليه الأمة وهو صاحب الرأي السديد في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم يتألم لألمهم ويسعى جاهدا في إصلاح أحوال المسلمين ودعوتهم الى ربهم,وكيف لا تحزن عليه الأمة وهو العالم المجاهد بوقته وعلمه وماله في توجيه مسار الامة ودفع الفتن عنها يتحسس احوال المستضعفين والفقراء والارامل في انحاء الارض فيدعو لمساعدة الجمعيات الخيرية ودور الأيتام ويخاطب الولاة والعلماء والدعاة فيما يصلح احوال المسلمين ويجمع كلمتهم ويرفع الظلم عن المسلمين.
فرحمك الله يا شيخنا الجليل واسكنه الله جنته ورفع درجته في العليين ونحمد الله ان جعل في علمائنا الخير والبركة وهم عزاء الامة فهم بحمد الله على منهج السلف سائرون وعلى خطى اسلافهم مقتدون جعل الله في خلفه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الخير والبركة وجعله خير خلف لخير سلف ورزقه السداد والعون والتوفيق وبارك في علمه وعمله ووقته ونفع به واعوانه من علمائنا الاجلاء ونفع به العباد والبلاد انه سميع مجيب,وإنا لله وإنا إليه راجعون وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكيل وزارة العدل .
عبد الله بن محمد اليحيى