قف بالمقام وناد القوم بالعبر
وليس يشفي الجوى صبر لمصطبر
ودع لعينيك دمعاً لست تمنعه
فالقلب في قلق طوراً وفي حذر
هون عليك فما الدنيا بباقية
إنا الى الله يا قلباه في سفر
عبدَالعزيز احقاً غبت في لحد
وجزت عن عاصف الاحداث والشرر
طوى الجزيرة والآفاق اجمعها
هول المصاب وذاع الحزن في البشر
راح الامام الذي ذاعت امامته
وعز مسمعه في كل مدكر
اسست بالحلم ركنا لايزعزعه
احقاد مبتدع او مذنب اشر
ماراح وقتك في شيء تعاوده
الا الحديث والامحكم السور
حفظت من قدم نوراً تردده
وقمت للدرس حتى آخر العمر
لمافقدت سواد العين في صغر
اعطاك ربك نور القلب والبصر
بين الصحيحين ترعى في خمائله
والزاد تشرحه عفواً بلاقسر
ليث اذا الدين تلقاه عداوته
لاساكتاً ابداً إن سيم بالكدر
تقوم بالليل تبكي مثل نائحة
تستغفر الله ذا الاجلال والقدر
تمشي الهوينى وحولك جحفل لجب
يسير سيرك في صمت وفي فكر
تسير فتواك في الدنيا مغربة
تيمم الشرق حتى مسقط الاثر
تسير فتواك لاصحفاً ترددها
وضاع في الناس قول الخائب الخسر
ان جئت للدرس تلقى فيه اغلمة
رهبان ليل واسد مطلع السحر
شوس غطارفة صدقوا بجدهم
يتسابقون الى العلياء والظفر
قاموا الى الشيخ في ابهى مجالسه
يتحلقون لنيل العلم والاثر
وصار بينهم كالليث ترهبه
لكنما الوجه من تقواه كالقمر
يبكي اذا ذكر الاصحاب كلهم
فكيف ان ذكر المختار ذو الخير
وان سالت فعلم الصدر ينثره
تقاذف البحر بالامواج والدرر
امست مجالسه وحشاً معطلة
كان لم يكن فيها غرة الغرر
فقل للمقابر جاءك سيد علم
قد كان في الناس بالخيرات كالنهر
كم بالحجاز ومصر والشآم وكم
بالهند والصين والبلدان والجزر
من دمعة الفقد لاتنفك باكية
وليس يغني البكا عن سابق القدر
جاءوا الى البيت في خوف تحثهم
ملائك الخير في سهل وفي مدر
واروه بالدمع حتى غاب مكفنه
خلف التراب وخلف الغصن والشجر
وقفوا الى القبر من انحاء قاصية
يتقاذفون عليه الدمع في عبر
وكان يوماً على الاسلام لن تره
الا كمثل الصحب والانجم الزهر
يبكي عليه رجال لست تعرفهم
لكنما الله احصى الدمع في المدر
إليك من ربك الرحمن منزلة
في جنة الخلد بين القصر والنهر
وسقيت ياجدناً في العدل موطنه
بالودق والمعصرات الغر والمطر