حار الفؤاد وتاهت الابصار
مما يقال وفي الرياض يثار
قرىء البلاغ وفي البلاغ مرارة
تعلو اللسان وفي القرار دوار
هذا الاثير وقد تعثر بثه
وكأنما جذت به الاوتار
ادلت فضائيات تلفاز به
لتبثه في العالم الاقمار
حزن يعذب كل من ادلى به
واسى به كل الدنى تحتار
خبر كأن الصحف تنثر دمعها
فوق السطور ويفجع الخبار
عبدالعزيز الباز راح لربه
معه المثاني الطهر والاذكار
والهدي يسبقه الى مثوى له
ان شاء ربي والتقى انوار
رزئت به الدنيا وكل موحد
ذاك التقي اختاره القهار
ياشيخ انت رحلت عنا والرؤى
شرق وغرب والمدى تسعار
من للحيارى حين ينأى مرشد
من ذا يجيب ليفقه المحيار
كل له من فيض بحرك قطرة
تشفي الغليل وقطركم مدرار
ولديك للداء العضال بلاسم
في حين حار الحاذق البيطار
ان كان في الكتب الصحاح مناهج
فلديك جد المنهج المعطار
فصحيح ماقال البخاري ماثل
فيما تقول ولاسواه قرار
هدي الرسول هو المحكم بيننا
اكدت هذا فاهتدى النظار
بالسنة السمحاء رحت مخاطبا
من ابصروا الدرب السوي فساروا
وضحت في الكتب التي الفتها
ياشيخ ماتصبو له الافكار
وسميرك القرآن في غسق الدجى
تتلوه حيث تناءت السمار
الا ملائكة الاله تحف بال
آيات او ماتشتهي الاسحار
من كانت الآيات منهج سعيه
بشره بالتمكين حيث يصار
يامفتيا بالدين تنشر فقهه
شمسا تشع فتسفر الاقطار
في كل لفظ حجة يُقضى بها
وعلى الصراط يؤمها الاخيار
علمت اذكار الرسول مصليا
فدعا بها الحجاج والعمار
قالوا رحلت اجل تعتمت الرؤى
من قال هذا خانه الابصار
ياشيخنا ماغبت والكتب التي
الفتها تهنا بها الابصار
ماغبت عنا والكنوز مليئة
بالعلم، والنصح القويم منار
ماغبت ياشيخ القضاة وانت في
حكم يصاغ ملامح وشعار
ماغبت والبيت الذي شيدته
للعلم والاطعام صار يزار
جلساتك التقوى ووقفتك الندى
والبيت في زين هدى ويسار
كرم ونبل حاتمي رمته
فاشتاقه الرواد والخطار
ماغبت والعلم الذي بلغته
للناس في كل الشئون يثار
الجامعات استأثرت ببلاغه
انت العميد متى الصروح تدار
زهد وحلم في كريم تواضع
ولك المدى والفعل والإسفار
نعم الخصال اجل تعذر مثلها
ولكم تتوق لمثلها الاعمار
في كل روض في المساجد وقفة
لكمو وكف الضارع استغفار
نلقاك في البيت الحرام محدثاً
وعلى الوجوه من الحشود وقار
نلقاك في كل البيوت مؤلَّفاً
يتلى ونصح زاجر امار
الله اكبر ياسماحة شيخنا
ضاق البيان وتاهت الافكار
البحر انتم والعلوم خضمه
حقاً فاين يكون لي ابحار
عفواً فإني عاجز في ان افي
لخصالكم, ماتفعل الاشعار؟
من اين لي شعر ورجع حروفه
حرق ودمعي اذ تحدر نار
لكنه قلبي يصرّح حبه
لكمو بهذا لن يعوق عثار
وقف الزمان ليوم موتك ذاهلاً
والشعر ايضاً يعتريه دوار
قد قدر المولى تعالى خالقا
لابد تلقى الكائن الاقدار
رزء وليس كمثله رزئت به
كل الانام فلا النهار نهار
نرجو لنا خلفا نعز بعلمه
واليه بالدين القويم يشار
ندعوا لاله بان يجازي شيخنا
رحماته وتحفه الانوار