Wednesday 19th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 4 صفر


الإيجاز في محاسن ابن باز,.

فقد العالم الاسلامي خلال الاسبوع الماضي,, علماً من اعلامه,, ومنبراً مخلصاً صادقاً من منابره.
وفقد العالم العربي بفقده,, إشعاعاً ونوراً اسلامياً كان يشع من بطحاء مكة,, مهبط الرسالات,, وارض النبوات.
فقدت المملكة العربية السعودية عالماً من علمائها الافذاذ,, الذين خدموا الدين والعقيدة الاسلامية,, بكل صدق واخلاص,, وبكل محبة لله ولكتابه ولسنة رسوله المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فقد الشعب السعودي النبيل,, والداً، ومربياً، ومعلماً، ومفتياً، ومرشداً، ورائداً كبيراً، ومدافعاً جريئاً، ومحارباً شجاعاً، وسداً منيعاً، وحصناً حصيناً من حصون العقيدة الاسلامية، والسنة النبوية المطهرة,, ومناضلا متمكنا من الدفاع عن الدين والادب والاخلاق الاسلامية,, التي قامت هذه الدولة السعودية المسلمة,, على قواعدهاً,, تواصلاً مع قيام الدولة السعودية الاولى، وتوافقاً متلازماً مع دعوة التوحيد والتجديد,, التي انطلقت على يد الامام الشيخ محمد بن عبدالوهاب,, رحمه الله، ورحم معه جميع اموات المسلمين من قبل ومن بعد.
اقول: فقدت المملكة العربية السعودية واحداً من أبرز علماء العقيدة والشريعة، وعلماً بارزاً من علماءالدعوة الاسلامية فيها,, وركنا من اركان الدعوة والافتاء والتوجيه والارشاد في مجتمعها,, فقدت والدها وعالمها الجليل، ومفتيها الاكبر,, الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز,, اسبغ الله عليه شآبيب رحمته ورضوانه,, واسكنه فسيح جناته,, وقد تمت الصلاة على جثمان الفقيد الطاهر في المسجد الحرام بمكة المكرمة,, بعد صلاة يوم الجمعة الموافق 18 من محرم عام 1420ه بمشاركة امام المسلمين,, خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز واصحاب السمو الملكي الامراء، والعلماء، والوزراء، ورجالات الدولة من مدنيين وعسكريين,, وجموع غفيرة من المواطنين,, ونظرا للمكانة الكبيرة التي يحتلها فقيد الامة (الشيخ عبدالعزيز) وجه خادم الحرمين الشريفين,, بالصلاة على روحه الطاهرة,, صلاة الغائب في جميع مساجد المملكة وفي كل المناطق,, كما شارك العالم الاسلامي كله بالصلاة على روحه,, والتعبير عن مشاعر الاسى والحزن لفقدانه.
كما عبرت كل الدول الاسلامية عن تعازيها للمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً,, بهذا المصاب الاليم,, الذي هز المشاعر، وأبكى العيون، وادمى القلوب,, إنا لله وإنا إليه راجعون .
والفقيد الذي بكته الامة بكاملها، وبكاه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها,, من علماء المسلمين الذين يتصفون بصفات يندر اليوم وجودها في شخص,, غير شخص فقيدنا,, فهو رحمه الله,, محل ثقة الجميع,, واطمئنان الجميع,, ويحظى بحب الجميع من خلال سيرته العطرة، وذكره الطيب,, وخلقه العظيم، وعلمه الواسع,, وتوجيهه المؤثر، ونصحه الصادق لله ورسوله,, ثم لخاصة الناس وعامتهم.
عالم لا يريد بأقواله,, ولا يريد بأفعاله,, ولا يريد من نشر علمه,, الا وجه الله عز وجل, ثم رشاد هذه الامة,, واستقامتها على الحق والدين,, وقواعد الشريعة الاسلامية,, على ضوء التشريعات القرآنية، وهدي السنة النبوية,, وما جاء عن السلف الصالح من امة الاسلام المجيدة والى مكانة فقيدنا العلمية والدعوية هناك له مكانة كبيرة في قلوب عامة الناس وخاصتهم,, احتلها يرحمه الله بخدماته الانسانية الكثيرة,, والتي تتمحور حول الفقراء، والمستضعفين, وقضايا المظلومين، والأرامل والأيتام,, والنظر في القضايا الاسرية المعقدة,, التي كثيرا ما تعصف بحياة الاسر,, وتهددها بالخراب والدمار,, ثم انه يرحمه الله,, ينظر الى الجمعيات الخيرية والمؤسسات الانسانية,, بنظرات خاصة,, يشد من ازرها، ويدعم صناديقها بكل الامكانيات والوسائل التي مكنه الله منها,, ثم انه رحمه الله,, قريب جدا من عامة الناس,, وسريع الاستجابة لحاجاتهم,, وحريص على تحقيق مطالبهم, وتسهيل امورهم, في أي وقت وفي كل مكان,, فليس له مكتب مخصص,, وليس له كرسي خاص,, وليس له حاجب,, وليست عليه حراسة,, تجده يمشي فيفتي,, ويجلس فيعطي,,ويأكل فيشارك,, ويتحدث فيعلم,, نذر نفسه وكل وقته لخدمة عامة الناس قبل خاصتهم,, ولهذا احبه الناس,, وبكاه الوطن.
فعليك رحمة الله يا فقيد الاسلام والمسلمين
عليك رحمة الله يا فقيد المنبر والمحراب.
عليك رحمة الله يا فقيد العلم والعلماء.
عليك رحمة الله يا فقيد الارامل والايتام
عليك رحمة الله يا فقيد المظلومين والمستضعفين.
وباسم هؤلاء,, واولئك,, ارفع للوالد القائد,, الملك فهد والاسرة المالكة الكريمة والوزراء، والعلماء، وطلبة العلم,, وابناء الفقيد واحفاده,, احر التعازي واصدق المواساة,, سائلاً المولى عز وجل,, ألا يريهم مكروها,, وان يغفر لفقيدهم، وفقيد الامة,, وان يسكنه جنات النعيم,, مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين,, وهو حسبي ونعم الوكيل,, وإنا لله وإنا إليه راجعون .
عبدالعزيز العبدالله التويجري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved