جبل هوى فتكدر الاخيار
وبكت عليه مساجد وديار
وخبت نجوم من تحقق موته
والحزن عمّ وغابت الاقمار
ذاكم هو البازيُّ عالم امة
عبدالعزيز وشيخنا المغوار
حم القضاء وكل حي هالك
الا الاله الواحد القهار
لابد يوماً ان نوسد في الثرى
فالموت كأس للانام تدار
كم قد طوى من ذي الخلائق قبلنا
فهل اتعظنا، او افاد فرار؟!
فازدد اخيَّ بصالح تلقى به
رب البرية ان الم بوار
ولقد بكينا الشيخ ماء شؤوننا
لو كان يفدى أُسديت اعمار
واصابنا الحزن العميق لفقده
وعلا النشيج ودمعنا مدرار
لكنما الصبر الجميل على القضا
نعم العزاء فإنها الاقدار
لله درك كم النت قلوبنا
وعلا بفضلك للعلوم منار
حتى احبتك القلوب لفضلكم
ولشخصك الاعجاب والاكبار
واقمت بالنور المبينّ دربه
درساً لفقه نفعه سيار
ووعظت بالذكر القويم بحكمة
ومع التواضع تشرق الاسرار
وسخوت بالمال الكثير لمدقع
ولارمل قد هدها الاعسار
وبذلت جاهك في شفاعة مخلص
لتفك كرباً شأنه الاضرار
واذا اصخت لسائل اشبعته
سيماك زهد نادر ووقار
واذا ادلهم الخطب في لجج الدجى
وطغت بنا الازمان والاخطار
كنت المرجّى بعد قدرة ربنا
في كشفها اذ زاغت الابصار
فأشرت بالراي السديد بحكمة
تشفي القلوب ودابك استغفار
لم تثقل التسعون عاماً عشتها
عزماً تزول بصفوه الاكدار
بل قد نصرت عرى الشريعة كلما
لجّ الخصوم فأُبهت الاغرار
وطفقت تدعو للصلاح وللتقى
والله تخشى واليقين دثار
لم تأل جهداً في افادة امة
مالاح فجرواستهل نهار
فليجزك الله الكريم ثوابه
جنات عدن تحتها الانهار
من كان مثلك في الفضائل والتقى
ان شاء رب الكون ليس يضار
اسلمت روحك زاهداً متبتلاً
وكذاك يفرح باللقا الابرار
نم في رحاب الله اكرم واهب
قد طاب في البيت الحرام جوار
يغشاك في ذاك الضريح نعيمه
وسقى ثراك الواكف المغزار
ثم الصلاة على النبي وآله
ماغردت في ايكها الاطيار