رحلت وباب الحزن للناس مشرع
وجرح الاسى يفري القلوب ويصدع
وكم للرزايا من جراح اليمة
وجرحك في الاعماق ادهى واوجع
ففي كل بيت مأتم ورزيّة
وفي كل قطر حل خطب مروع
وعمت بلاد المسلمين انتحابة
تغص بشجواها النفوس وتجزع
دها الخطب مافي النفس من عزماتها
فجاشت وما للصبر في النفس موضع
وخارت قوى بالامس كانت عنيدة
ولوانها تبني القرار وتصنع
ولكن هول الخطب اقوى رزية
وابلغ في صدع القلوب واسرع
مقامك اغلى في النفوس مكانة
وحبك بين الناس اسمى وارفع
لانك كالبدر الذي في سمائنا
تضيء علوماً بالحقيقة تسطع
وانت الندى والحلم والعلم والتقى
وانت لدور العلم ركن ومرجع
وانت لداعي الخير اذن مجيبة
وانت لداعي الشر تنهى وتردع
وانت لأرباب الحوائج مقصد
بما يسبغ المولى عليك ويوسع
فكل يتيم في رحابك مؤنس
وكل فقير في جوارك يطمع
وكل جهول يجتذي منك جذوة
تضيء له درب الرشاد وترفع
وإن حل بين الناس شؤم وفتنة
فأنت الطبيب الماهر المتضلع
يرونك فيهم والداً ثاقب الرؤى
حريصاً لما يهدي العباد وينفع
صبور على اللأواء في كل موقف
وتعرف ميزان الامور وتبدع
رحلت وطلاب السماحة والنهى
لهم منك نبراس يضيء ويلمع
رحلت فدار العز بعدك موحش
ومكتبك الميمون ينعى ويفزع
ومجلسك المضياف قفر مكتم
وهاتفك الآلي حزين مروع
وقد كان لايهدا وصالاً ونجدة
ويقرب من كفيك يدنو ويهرع
تواسي به المضطر علماً وحكمة
وتهدي به الحيرى وبالحق تصدع
وحولك كتّاب كرام افاضل
وكل لما تمليه يصغي ويسمع
جبلت على حب المكارم والنهى
وانت بفعل الخير للناس مولع
فيا راحلاًوالناس حولك هرّع
لقد فقدوا الصبر الجميل وودعوا
يسيح غزير الدمع في وجناتهم
واكبادهم من لوعة تتمزَّع
ولو كانت الآجال تشرى تواثبت
اليك جموع تفتديك وتسرع
ولكنها الآجال وعد محدد
وكل لمثواه الاخير سيودع
جزاك الاله الحق عن كل مسلم
ثواباً وابقى علمك الثر ينفع
هنيئاً بما قدمته في حياتكم
سيخلد في الاجيال كالغيث يمرع
فانت الامام الفذ والعالم الذي
به ترعوي مرضى القلوب وترجع
وإن عزاء المسلمين تراثكم
وسيرتكم بالعلم تزهو وتنصع
وبعدك من يهدي الطريق بحكمة
وياسو جراح المسلمين ويجمع
يقوم على الفتيا فقيه مكرم
جليل وبالمعروف يسعى ويبدع
الا انه (عبدالعزيز) وإنما
له من تفانيكم حظوظ ومرجع
فيا غائباً عنا وان كنت حاضراً
مآثرك الجلى تلوح وتطلع
سلام عليك الدهر ما ذرّ شارق
وما سحّ من فقد الاحبة مدمع