ودعت الامة الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها عالما من علمائها وداعية من دعاتها ألا وهو الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية,
فقدته الامة انسانا ومصلحا وعالما ومفتيا وقاضيا رفع ذكره في الدنيا فما من مسلم لا يعرفه نسأله تعالى ان يرفع ذكره في الآخرة، فقدته الامة حاميا لعقيدتها من تأويل المبطلين وتحريف المرجفين,
عرفت ايها الشيخ الوقور بعلمك الجم وخلقك الفاضل ونظرتك الثاقبة وحسن معاملتك مع الصغير والكبير والعالم والمتعلم والعامي والمعروف والبعيد والقريب تفيد المتعلم وترشد الجاهل, فقدك الضعفاء والمساكين والايتام والارامل محسنا لهم منفقا بأيد بيضاء لا تعرف المن والأذى,
أيها الشيخ لأن تنساك حلقات علمك في جامع الديرة بالرياض والكلم الطيب يتقاطر من فمك شهدا من بحر علمك الوفير, لن ينساك طلاب العلم الذين كانوا يلتفون حولك وقد أتوا إليك من كل فج عميق, مازالت نبرات صوتك في الاسماع، صوتك الخاشع الذي يهمهم بالتسبيح والتحميد وأنت تجيب على فتاوى المسلمين من جميع انحاء الدنيا عبر برنامج نور على الدرب عبر إذاعة الرياض, كنت ايها الشيخ كريما متواضعا تجيد ادب الحديث والاستماع والعناية بشؤون المسلمين وقضاء حوائجهم، تبكيك مجالس العلم ودروس المساجد ودور العبادة فقد كنت لها عامرا وعليها مقبلا كم صعدت منها نفحات القدس وأنوار الكتاب العزيز,
وكم زخرت بالرواد الركع السجود,, يبكيك عشاق احاديثك العذبة وروحانياتك الغامرة ولفظك المؤثر الجميل,
تفقدك الملائكة التي تحف مسجدك وتكتب روادك وتصعد جهدك وعرقك في سبيل دينك, تبكيك الحنيفية المحارَبة التي كنت لها سنداً والملة المطاردة التي كنت لها مؤيدا ونصيرا,, ويبكيك المخلصون في العالم المحبون لربهم المتلهفون لنصرته وقد لمسوك فواح العلم راعيا للمستضعفين المهملين عطاء للمحرومين الجاهلين, في رحاب الله يا بحر العلوم والمعاني والحكم في رحب الله أيها العالم يا بحر العلم الرباني العابد المتفاني صاحب الخلق العظيم والادب الجم الرصين,
رحمك الله رحمة واسعة ايها الشيخ الجليل ففقدك خسارة للاسلام والعلم والدعوة وللمسلمين في مشارق الارض ومغاربها, فقد كنت شهابا في سمائهم وقمرا في ليلهم وشمسا في نهارهم وضياء للعلم والحقيقة ودعت الدنيا ايها الشيخ وانت تقوم الليل مسبحا لله عابداً له والابتسامة لا تفارق محياك وأنت في السكرات وما الجموع التي ودعتك بمكة المكرمة إلا لحبها لك وإجلالها لك,
انظروا كيف تخمد الانوار انظروا كيف تسقط الاقمار |
رحمك الله أيها الشيخ بقدر ما قدمت لدينك وأمتك وإنا لله وإنا إليه راجعون ,
عبدالإله علي حمزة
سوداني مقيم بالقصيم