Wednesday 19th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 4 صفر


فجيعة المسلمين,, في العالم التقي الذي سارت بأخباره الركبان

فجعت اوطان المسلمين,, في من كان له القدح المعلى ,, واليد العليا في اعادة تاريخ ما اندثر من سيرة السلف الصالح من الصحابة والتابعين,, الامام العلامة زينة المجالس,, العالم التقي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية الركن الركين ان عد العلماء المتقون الذين لايبارون ولايجارون الذي ماعمل عملا الامتقيا ولا افتى الامستخيرا وذاكرا هو ذلك الجبل من العلم الذي لم تطاول ان تخالطه عجاجة العصر ولاغباره بل هو الجبل الشامخ لمثال الكلمة الطيبة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها وهو ذلك المثال للعلماء الزاهدين والورعين المتواضعين الذي احبه المسلمون على اختلاف مشاربهم وشهدوا له جميعا بالتقوى والورع ولم يختلفوا عليه كما اختلفوا على غيره لانه لم يختلف مع احد منهم خاصتهم وعامتهم,, وقدر كل المسلمين ان يرددوا قول الله عز وجل )الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون, اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون( ونحن نودع الشيخ ابن باز نذكر ماكان لسماحته من الحرص على وحدة المسلمين والحرص على مواساة المسلمين والحرص على المجادلة بالتي هي احسن والحرص على دعاة المسلمين بالهبات والمؤازرة والوقوف مع طلاب المسلمين بالمنح والعطايا والدعوة الى دعمهم في مراكزهم ومدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم وخلاويهم القرآنية في شرق العالم وغربه وجنوبه وشماله بل كل بقعة ذكر اسم الله فيها,,فذكر شيخنا العلامة هو هذا الذكر الحسن ذكر مصدره القرآن )انه لذكر لك ولقومك(,, فنحمدالله على عظمة الاسلام التي تصنع مثل هؤلاء الرجال العظام )رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله( رجال سحائب ان هطلت واقمار وشموس ان طلعت نعم هذه هي عقيدة الاسلام من اعتز بها اعزه الله ومن طلب العزة بغيرها اذله الله )ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين(,
اذا هذا هو ذكر الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ذكر يزدحم بمواساة المسلمين ومشاركتهم في آلامهم وكفالة ايتامهم لوجه الله )ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا( وهذا ابن باز الذي اعاد سيرة القرون المفضلة بتقواه وزهده وعفافه وسمته ونزاهته وعلمه وتقواه,, قد اشتهر في العالم الاسلامي واعجب به كل من رآه بل كل من استمع الى حديثه, وقد كان اول ما سمعت عن الشيخ في معسكر اللاجئين الارتريين في شرق السودان 1977م حيث كنا طلابا في المرحلة الابتدائية وكان يدرسنا مدرسان ارتريان,, فكانا يذكران الشيخ ابن باز زهده وورعه وعلمه وانفاقه وحسن خلقه بل تواضعه الجم,, وكنا وقتها احداثا لانلقي كثير بال للمدرسين الى ان قدرت لنا زيارة الشيخ ابن باز في منزله في الطائف في رحلة طلابية موفقة فتذكرت ما كان يحدثنا به الاساتذة,, فمما اذكر ان عددنا كان يربو على المئة والخمسين طالبا وكنا نظن عند الزيارة ان هناك بروتوكولا معينا عند السلام على الشيخ بل ربما حواجز مادية ومعنوية لكننا فوجئنا ان الشيخ واقف في انتظار الطلبة ومصافحتهم فردا فردا بل تعدى ذلك انه يسال كل طالب عن جنسيته وعن اوضاع المسلمين في بلده,, واستمر واقفا الى ان سلم على آخر طالب ثم جلس فبدأ يتحدث بنبرته الايمانية المعهودة بالنصائح والارشاد لما فيه خير ديننا ودنيانا وخير امتنا وانكم مسؤولون عن امتكم مستدلا بقول الله عز وجل )وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون(,وبالاضافة الىماحباه الله من الصفات فان شيخنا عليه شآبيب الرحمة قد اتصف بحسن الخلق والتقوى وهما لايفترقان,
قال ابن قيم الجوزية في الفوائد )جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق لان تقوى الله تصلح مابين العبد وبين ربه وحسن الخلق يصلح مابينه وبين خلقه, فتقوى الله توجب له محبة الله وحسن الخلق يدعو الناس الى محبته( وقد اتصف العلماء المتقون بهاتين الصفتين منذ عهد الصحابة والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين,
والتقوى هي جماع الصلاح في العقيدة الاسلامية )واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم( وهي سبب حب الناس للعلماء وهي وصية الاولين والآخرين لبعضهم,,ودع ابن عون رجلا فقال )عليك بتقوى الله فان المتقي ليست عليه وحشة(,
هذه هي سيرة الشيخ ابن باز سيرة عطرة بالايمان والتقى )ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنواربنا انك رؤوف رحيم(,
اللهم اغفرل له وارحمه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم لاتحرمنا اجره,, ولاتفتنا بعده يا ارحم الراحمين,
محمد علي عبدالله

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved