(1)
** مربع بل دائرة
ونجمة أم طائرة
ولغةٌ مسافرة
تبحث عن معنى
متى ؟
ولونِ أمطارِ الشتا !
ويومِ تتويجِ الفتى !
في ليلةٍ مهاجرة
نحو صباحِ الموعدِ
وعبر آمالِ الغدِ
سعياً لأرقى السؤدد
***
(2)
سيحاول الاختلاف فالموضوع مختلف!
** وسوف يسعى للمباشرة والاختصار فسادةُ الرياضيات التقليدية، لم يغيّروا اقتناعاتهم بأن المستقيم هو الأقصر، وإن خالفهم حداثيّو هندسة الطرق وورّاقو زمن الغفلة !.
** وكما قتلتنا القصيدة الكيمياءُ - في رأي نزار - فقد وأدت كل تطلُّعٍ فينا ثقافة النظرية وهذرُ شعر النثر ! ألم يقل البحتري (في الألفية الأولى):
* والشعر لمحٌ تكفي إشارتُه
وليس بالهذر طُوِّلت خطبه
** طالت السبُلُ في درب النهضة ولم نأرق مثل بشار :
* جفت عيني عن التغميض حتى
كأن جفونَها عنها قصارُ
** فلسنا من سادة الكلام الستّة - كما هو - ولن نكون من سادة الفعل - كما هم -!
** رضينا بالدنيّة وتخلفنا مع القواعد وسرنا مع الجمهرة خلف ثقافةِ الكرة والكاسيت والتلغيز والتسطيح ومجلات وفضائيات العَتَمة والغَبَرة !.
** لا تلوموا غيركم، وفتّشوا في دواخلكم واستمطروا الصحو إذ عمّ الجفاف :
هو ماءٌ
يرفض الماء
يرى الأرض قميصاً
لزغاريد الأساطير
وبيتاً
لمواويل المطر
هو ماء من كلام الطين للطين,,.
** ولم يقل (علي الشرقاوي) - في خاتمة الألفية الثانية عمّا حكاه الجدبُ للجدب !
** ولم نقل نحن عن الناتج التفاعلي لامتزاج الهم بالوهم ، والصبح بالريح ، والليل بالحلم ، والأسطورة بالتاريخ !
** وعلى مشارف الألفية الثالثة سقط القناع عن بعض ألعاب الحُواة ! ولم يعد مكانٌ للهواة ,,!
***
(3)
** قذف (روجر سكرتون) رداءه الجامعي معارضاً (ثقافة الشارع)، وألّف دليل النابه الى الثقافة الحديثة - صدر عام 1998م - وتحدث عن أنماط ثلاثة لها هي: الشعبية والعامة والراقية ، وهذه الأخيرة ملك للصفوةِ أضاعها الحداثيّون - كما قال - في فوضى الكتابات غيرِ النوعية وضوضاء ما بعد الحداثة !.
** قبله جاء (جمال حمدان 1927 - 1993م) ليرمي - في الخامسة والثلاثين - وسامته وأناقته وأجواءه الأكاديمية وليقول - من خلف نافذة شقّته الكئيبة ما لم يقله سادةُ الألف والدال والميم من أوراقهم المنمّطة الرتيبة !.
** وقبلهما وبعدهما صامتون ذوو صوتٍ وصيتٍ أيقنوا انهما لا ينالان بالنشب والنسب فاعتزلوا أو انعزلوا داخل متنِ التميُّز وتركوا الهوامش للمهمَّشين من المتسابقين على الزُّخرف والمتاع !.
** الوعي بالواقع هو وعيٌ بالذات هكذا نتفق بدءاً، ليبقى تحليل المواقف رهناً بإمكاناتنا في تجاوز المطمح الآني البسيط طمعاً في الذاكرةِ الأقوى حين يبقى الأثر ويفنى المؤثر !.
** ويكفي هذه الأربعاوية أن تتداعى مع رحلة مضنية إلى الهامش فلها فضلُ الإبحار ولنا ما لم يعترضه التيّار !.
***
(4)
قبل أشهر، انتقد الرئيس الأمريكي الحالي (بيل كلينتون) واقع التعليم في بلاده، وحذّر - عبر خطاب شامل - من التهاون في رصدِ دلالات الانحدار، ووسائط التغيير، داعياً إلى اعتناق استراتيجية شمولية لتحليل وتعديل الوضع!.
** وكان (رونالد ريغان) أكثر صرامة ومباشرة في تقريره الشهير عن التعليم (أمةٌ في خطر) وبينهما - كما قبلهما - العديد من الدراسات التي تضع التعليم حجر الزاوية، لانطلاقِ البناء المجتمعي والحضاري !.
** هذا ما تفكر به أمة في الذُّرا تعلَّم - في مدارسها - صانعو القرار الثقافي في بلادنا (وفي العالم العربي كذلك)، لنبحث - بعدهم - إمكاناتنا في التغيير بعدما تداعت مكانتنا !.
***
(5/1)
** لا مقارنة رقمية بين ألأمس واليوم !.
** وكما التناسب الطردي بين عدد المدارس وحملة الشهادات فالتناسب عكسي بين الكم والنوع .
** زاد المتعلمون دون ريب إلا أن العلم قل! وكثر الجامعيون ومن فوقهم فتضاءلت محصلاتهم !.
** وتسابق الأغلبية لترجمة حياة شاعر أو ناثر أو تحقيق مخطوطة او جمع معلومات عن تاريخ أو ابداع لتنتهي بمعرفة لا ترى، وعلم لا يضيف، ومقعد أكاديمي مُقعد - بضم الميم.
** واستفهم المتابعون عن جدوى شهادة نظرية في عالم عملي تظهرُ فيه عشرات الحقائق - كل ساعة - وتنضم اليه مئات الاختراعات كل آن، ثم لا نزيد - في مقابل انجازاتهم - أكثر من مناقشة رسالة، ومنح درجة واضافة عاطل !.
** وبات - ضرورياً - إعادة النظر في التعليم الجامعي بدءاً من أستاذه مروراً بمنهجه انتهاءً بمخرجاته إن شئنا انطلاقاً في آفاق التنمية، وانعتاقاً من إسار العناوين الخادعة!.
** ولكي لا يكون الكلام مجرداً فأمامكم فرصة للبحث عن موقع لهؤلاء الأساتذة في الحقول الانتاجية ذات الطبيعة الربحية والمواصفات النوعية الفائقة، وربما علمتم أن من شروط التوظيف في كثير من المواقع القيادية ببعض شركات القطاع الأهلي ألا يكون شاغلها ممن لبسوا العباءة الأكاديمية!.
** قد تبدو الحقيقة مزعجة لمن تورم بلقبه الدالي وقد ترون في تجربة القطاع الخاص الأمريكي - مثلاً - مستنداً يصدق هذا التصور اذ تحرص الشركات هناك على الخريجين ذوي التقديرات المتوسطة (جيد وما حولها)، مغفلة حائزي (الامتياز) لثقتها بانتهاء زمن الحفظة المعتادين على الاستظهار والترديد ومنطلقها أن أولاء منكبون على التحصيل العلمي وحده، بينما أولئك يمتازون بمهارات اخرى تؤكد افتراقهم ومن ثم تفوقهم !
** ومشكلة القطاع العام - في عالمنا العربي - لهاثه خلف الشكل فالأهم في تسنم المنصب الأعلى شهادته العليا حتى لو كان جاهلا، بيروقراطياً، وصولياً غير ذي إنتاجية وفاعلية !.
(5/2)
** قادته خطاه العملية ليكون - في أكثر من موقع - مسؤولاً أو مشاركاً في توظيف بعض الكوادر المؤهلة، وهاله أن طرفيات التعليم الجامعي متواضعة لدرجة الفقر، وساءه ألا يجد - في بني قومه - من يسد فراغاً يملؤه العابرون من أقوام أخرى.
** ويذكر - كذلك - أنه كتب رسمياً عن ثلة منهم أريد لها أن تتولى تعليم أبنائنا وتحسر على مخرجات التعليم العام حين يرون نماذجهم ، وتنفتح أذهانهم على فئامٍ لا تستحق الوظائف المهيأة لها,,!
** وثانية وعاشرة، فالتعرية جارحة ومخجلة لكنها ضرورية لوضع الندى في موضع الندى، والسيف في موضع السيف حتى لا تضار العلى !
***
(6)
** حين تكون الاستراتيجيات سليمة والخطط دقيقة فإن المشكلة - بعد ذلك - هي مشكلة تنفيذية فنية تتطلب اعادة النظر في الوسائط التشغيلية كالمنهج والمعلم والبنى والتقنية مما يحتاج الى قراءة سريعة وقرارات حاسمة !.
** تتغير الألوان في مقرراتنا دون الأرضيات وتختلف الوجوه دون أن تتبدل الأسماء ويتقادم المبنى وتتقدم التقنية ونظل نردد ما لا نفهمه، ونفهم ما لا نوده، ونود فلا نجد!
** وتأتي الى الجهات الاشرافية فتلمس في عين المدير شكوى وفي لغة الموجه قصوراً وفي إمكانات المسؤول تضاؤلاً وضعفاً يضطره - أحياناً - الى الاستنجاد بذوي النخوة والميسرة !.
***
(7)
** لكي نكون فاعلين لا مفعولاً بهم - أو على الأكثر نواب فاعلين - فإن التعليم هو مبتدأ التغيير، والانسان هو خبره.
** والدراسات المستقبلية لخمسين عاماً قادمة - على الأقل - خطوة أولى لتصحيح المسار، وتقويم العثار.
** والتخطيط الاجتماعي لا بد أن يتوازى مع التخطيط الاقتصادي .
** ومراكز البحث العلمي مسؤولة عن اجازاتها المفتوحة وغياب الباحثين معضلة الجامعات المتثائبة!.
** وإذ لا أكثر من المؤتمرات فليس اقل - كذلك - من الانجازات ولسنا بحاجة الى اوراق وتوصيات ومداخلات وانتدابات مما اختصره مدير مركز الدول النامية بجامعة القاهرة في مؤتمر عقد - قبل أيام - حين قال:
* لن نقدم أوراقاً لأن المؤتمرات امتلأت بالأوراق، ولن نطلب توصيات لأن الأدراج مليئة بالتوصيات، ولكن نود من هذه العقول ان توجه صرخة الى كل من يهمّه الأمر فتذكره أن البحث العلمي هو مفتاح التقدم .
** مللنا التنظير ولم يعد الزمن يأذن بمزيد من اضاعة الوقت في اللجان والخطابات والمقالات والاحتفالات فهل نلتفت الى التعليم عامه ومتخصصه ، أوله وآخره فلسنا الأفضل.
ونأمل ألا يأتي يوم نكون فيه الأسوأ والدفاع العاطفي لا يمطر فكراً ولا ينجب مفكرين.
** لا حقائق في العلم بل مجموعة من الاختلافات التي يتاح التفضيل بينها، ولا مجال - بعد - لمن سيحيل الواقع الى نموذج غير قابل للتطور والتغيير,.
* ولا تنسوا - مرة أخرى - أن الوعي بالواقع هو وعي بالذات !.
|