** سقسقة:
موت التقي حياة لا نفاد لها قد مات قوم وهم في الناس أحياء |
- شعر عربي -
* * *
يقول أبو مسلم الخولاني (انما الناس مع العلماء مثل النجوم في السماء اذا ظهرت لهم اهتدوا واذا خفيت يتحيرَّوا).
وكذلك احساسنا بفقد الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله.
اذ هو تشكّل في ذاكرتنا ووجداننا منذ زمن بعيد رجل علم ودين وتعامل انساني.
كان يمثل توازن المسلم في علمه وعمله واستقباله للناس من كل مكان.
سئل يرحمه الله في اذاعة الرياض مرة عن نصيحته لعلماء المسلمين لو اجتمع بهم فقال ما معناه: (سأقول لهم اتبعوا الكتاب والسنة ودعوا التعصب للمذاهب).
وكان يعرف عنه لين الجانب في التعامل مع الناس وفي تقديم فتواه التي لا يحيد فيها عن الحق لكنه يقدمها باسلوب الاقناع اللطيف, وعندما منحته هيئة جائزة الملك فيصل العالمية الجائزة لخدمة الاسلام لعام 1402ه كانت كلمته في الحفل مؤثرة جداً حيث لم يغفل فيها جانب الدعوة الى الخير فقد اهدى الجائزة الى دار الحديث الخيرية الأهلية المكية معونة لها على ما تقوم به لخدمة الاسلام والمسلمين كما انه برر منحه الجائزة بقوله:
(ثبت في الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم - كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء فيقول له عمر: اعطه يا رسول الله من هو افقر اليه مني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذه فتموله او تصدق به وما جاءك من هذا المال وانت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك) اخرجه مسلم في الصحيح.
اننا لم نفقد عالماً من علمائنا بل فقدنا ركيزة من ركائز حياتنا فقد كان الشيخ ابن باز معنا بعلمه وبفتواه في امور حياتنا وفي منازلنا وفي شؤوننا الدنيوية لما عرف عنه من توازن محمود في تبسيط أمور الدين وتيسيرها للناس اجمعين,, دون حياد عن الحق والصراط المستقيم.
وعزاؤنا ان علماءنا الافاضل خير خلف لخير سلف ولعل مآثر شيخنا عبد العزيز وخيره المزروع في ارضنا مثمر بإذن الله.
يقول الشاعر:
أخو العلم حي خالد بعد موته وأوصاله تحت التراب رميم |
فليرحم الله شيخنا الفاضل الذي سيبقى في ذاكرة اجيال مضت واجيال قادمة.
ناهد باشطح