عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة ممزوجة بالامل والتفاؤل بإذن الله، وبعد
بكل ألم وحزن يتابع العالم الاسلامي بخاصة والعالم بأسره عامة ما يجري في ساحة كوسوفا من عذاب وتدمير وتشريد اخوان لنا هناك من جراء اعتداء من اعداء الاسلام الذين ركلوا الانسانية خلف ظهورهم وانتزعت الشفقة من قلوبهم وأصبحت هوايتهم التسلط وجرح الانسان المسلم الغيور على دينه وعرضه، هو الهدف الذي يصبون إليه وما يحدث لاخواننا في كوسوفا امر يندى له الجبين وتدمع له العين من الهجوم الوحشي المتوغل من اعداء الاسلام الصرب اهلكهم الله.
فبسبب اعمالهم العنيفة التي لا تمت للانسانية بصلة تعذب الشيخ الكبير العاجز الذي لا يستطيع ان يفعل شيئا، امام هذا الهجوم والمرأة الضعيفة المغلوبة على أمرها والطفل الرضيع والصبي الصغير المساكين الذين لا يقدرون على صنع شيء من اجل الدفاع عن انفسهم مقابل هذا الفعل الاجرامي البشع, ولكن مع الاسف الشديد عندما يغيب الضمير عن الانسان الذي ليس في قلبه شيء من الوازع الديني أو الرأفة الانسانية يصبح كل ما يفعله أمراً عاديا لان ليس هناك شيء يخاف منه, إن العالم الاسلامي في هذا الزمن اصبح مستهدفا من اعدائه فهم يريدون ان يشتتوا الامة الاسلامية، ويسعون إلى التفرقة بين المسلمين، ومع الاسف الشديد وبكل آهات وحسرة ان بعضا من الامة الاسلامية مازال يرقد في سبات عميق، وكأن هذا الامر ليس من واجباته وكأنه لايقوم بهذا الدور إلا فئة مخصصة في انهاء هذا النزاع.
وهناك من يعتقد ان الجهاد مقتصر بحضور البدن فقط ولكن هناك شيء اود ان اوجهه عبر هذه الجريدة ان الجهاد ليس فقط بالبدن ولكن هناك اشياء أخرى فهناك جهاد بالجروح وهو الدعاء والرجاء من الله ان يجلي عنهم محنتهم وان ينصرهم على عدوهم, وأيضا هناك جهاد بالمال والجاه، فيا أخي بالله جد بما تستطيع ولو حتى بالشيء اليسير، او بالاعانات من مواد غذائية وكسائية وغيرها فلا تحرم نفسك من الثواب من الله وانت هنا بإذن الله من المساعدين لهم في محنتهم هذه، قال صلى الله عليه وسلم: من فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة حديث شريف.
عبدالله محمد الفوازن
الدمام