عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت ماخطه قلم المبدع الاستاذ/ حمد القاضي في العدد 9708 حيث ذكر الاستاذ حمد القاضي مايلي: ظاهرة مخجلة جداً ومقززة إلى درجة القرف تلك الظاهرة التي تمارسها بعض الجنسيات الوافدة ألا وهي البصق بالشارع، سواء من خلال نافذة السيارة أو عبر سير بعضها بالطرق, إنها ظاهرة تجيء ضد أبسط مبادىء النظافة وضد ابسط مبادىء الذوق , ثم استطرد قائلا: وهذه الظاهرة لاتستطيع دوريات او بلديات مواجهتها بعقاب فهي ليست قطع اشارة او مخالفة بناء حتى يتم العقاب عليها ومحاكمتها وطرح الكاتب علاجها قائلا: إن مواجهتها للقضاء عليها او على الاقل الحد منها إنما يكون بتوعية هذه الفئات عند قدومها للمملكة واثناء وجودها, وهذا دور قنوات الاعلام كافة مقروءة ومسموعة ومرئية ودور خطباء الجوامع وأئمة المساجد ودور البلديات بوضع اللافتات الصغيرة بالشوارع بعدد من اللغات للحث على النظافة والترغيب فيها لعل مثل هذه الظاهرة البشعة تختفي من شوارعنا وطرقنا حفاظا على نظافتها وقبل ذلك وبعده حفاظا على اذواق الآخرين ومراعاة لمشاعرهم فما بالكم عندما تكون البصقات محملة ببقايا الشمة وغيرها، وما من شك ان ماذكره الاستاذ حمد القاضي حول هذه الظاهرة والاقتراحات للقضاء عليها او الحد منها هي دعوة مخلصة من كاتب حريص على مصلحة وطنه وسلامته وليس فيما ذكره الكاتب شيء مستحيل يصعب تطبيقه, ومن أدلة امكانية توعية القادمين الى المملكة:
1 - يبادرك بعضهم بالسلام لأنه قيل لهم بأن التحية لدى السعوديين هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, كما يردد بعضهم كلمة ان شاء الله,, لأنه قيل لهم ايضا ان السعوديين يرددون كلمة ان شاء الله عندما يعطون وعداً او يعدون بشيء.
2 - قيام بعض الجهات المسئولة عن العمال والعاملات وغيرهم في تلك الدول بعقد دورات تدريبية لمن يرغب السفر للعمل الى السعودية أوالى غيرها فيدربوهم على بعض مايجب عليهم تجاه معاملة من سيعملون معهم،لذلك يمكن اضافة موضوع النظافة ووجوب المحافظة عليها، وعدم تلويث الشوارع والطرقات.
والقادمون للعمل في السعودية ليسوا وحدهم هم الذين في حاجة الى توعية.
أ - الحجاج في حاجة الى توعية بأمور دينهم وبوسائل السلامة وبالاهتمام بالنظافة والمحافظة على المنجزات في الاماكن المقدسة.
ب - السعوديون بكافة فئاتهم شبابا وشيابا صغارا وكبارا ذكورا واناثا بحاجة الى ان يعرفوا دورهم بأن هذا وطنهم وانهم قدوة لغيرهم فقد ذكر لي احد الاصدقاء انه رأى أحد الوافدين يرمي شيئا في الشارع فسأله أتفعل ذلك في بلدك؟ قال الوافد لا, فقال له لماذا إذاً رميت ذلك في الشارع فقال الوافد رأيت الجميع يفعلون ذلك ففعلت مثلهم,, وهذا يجرنا الى عدم وجود القدوة والى المثل القائل من أمن العقوية اساء الأدب وأن الله يزع بالسلطان مالايزع بالقرآن فأي تعليمات وأي أنظمة وأي دورات لايمكن ان نجني ثمارها ما لم تكن هناك متابعة جادة ومستمرة وبدون كلل او ملل وانني مع الاستاذ حمد القاضي في اهمية وسائل الاعلام ودورها واهمية الدورات والتوعية, ولكنني لست معه في التقليل من اهمية سن الأنظمة ووضع العقوبات سواء من قبل البلديات اورجال الأمن فلو تابع رجال الأمن على الطرقات الذين يرمون بأعقاب الدخان وقوارير وعلب المشروبات الغازية وكذلك المناديل وغيرها لأمكننا القضاء أو الحد منها, ويوجد نظام صادر من مجلس الوزراء بهذا الخصوص ولكن لأن احداً لم يتابعه ولم يطبقه اصبح في طي النسيان, ويعتبر سعادة وكيل بلدية جدة الدكتور ابراهيم عالم من المتحمسين جداً لتطبيق هذا النظام, كما قامت بلدية جدة بتأسيس اصدقاء او فرق للإخبار عن المخالفات المعمارية، ويمكن للبلديات في جميع المدن وكذلك رجال الأمن تكوين أصدقاء المدن، مهمتهم فقط الإخبار عن المخالفات ويتم اختيار هؤلاء الاعضاء بدقة ويعطى كل عضو رقم سري ودفتر ملاحظات يدون عليه العضو المخالفات ثم يضع رقمه السري، ويرسلها الى الادارة المختصة بالبريد او يتصل برقم خاص او ارقام خاصة للابلاغ عن المخالفات.
ويمكن ايضا تكليف الشركات المسئولة عن العمال بتدريبهم وتوعيتهم وتوجد دول تطبق الجزاءات على المخالفين كماليزيا وسنغافورة والصين وغيرها, واعتقد اننا اقل سكانا من بعض تلك الدول وقد نكون اكثر من تلك الدول في اعداد الوافدين, ولن نكون اقل منهم محبة لبلادنا, فالقدورة الصالحة من قبل السعوديين مهمة جداً والمتابعة الجادة مهمة جداً جداً, ومن المشكلات التي نعاني منها اننا نواجه برفض تام عندما يحاول احدنا تنبيه او توجيه أحد المخالفين من المواطنين او الوافدين ولعل من الاسباب قلة الوعي وكثرة المخالفات وعدم وجود القدوة وقلة او انعدام المتابعة الجادة من الجهات المختصة.

ولكن بالصبر تبلغ ماتريد وبالتقوى يلين لك الحديد

وفق الله الجميع لخدمة الدين ثم المليك والوطن.