هناك رسالة كتبها الجاحظ حول القيان والغلمان، وتدور حول محاسن ومثالب كل منهما، وماذا يفضل عند اقتنائهما والشروط الواجب توفرها في الجواري حتى تنال المكانة والحظوة.
ومن معرض ما قاله حول هذا الموضوع أن الجواري الفارسيات جميلات رقيقات ذوات ذكاء ونجابة، اما الروميات فهن امتن ابدانا وانجب للولد، واما الجارية القبطية فهي لعوب ممراح، والزنجيات أقدر على تحمل مشاق العمل (ولهن محاسن اخرى لايسمح المجال لذكرها)!!
ولا أظن ان ناثر العربية الاول كان يملك مكتبا للاستقدام، يروج فيه لبضاعة يخشى كسادها.
ولكن هذه التصنيفات القاطعة والنهائية التي تلصق فوق جبين الشعوب بشكل لا يحتمل المراجعة أو الاختلاف، هو بالضبط نفس النمط الذي نمارسه في المجالس والاحاديث الجانبية التي تتناول الخادمات وهمومهن واساليب التعامل مع هذه الهموم.
فالخادمات الآسيويات من البلد الفلاني (ممتازات في النظافة ولكن (أنفسهن في خشمهن) ولابد ان يرتدين البنطال الجينز ويسترقن مكالمات هاتفية للبوي فريند) أما الأخريات اللواتي هن من البلد العلاني (فهن مشهورات بالسحر ولا تأمن السيدة ان تلتقط هذه الخادمة بضع شعيرات من رأسها وتبعث بها الى بلدها في احدى الرسائل,, فتنقلب الى عنز أو بقرة).
أما اللواتي من بلاد الواق الواق (فهن على الرغم من طيب انفسهن ورخص رواتبهن الا انهن لا يعرفن اولويات النظافة الصحية) واعلموا -وقاكم الله من شرور الجواري والقيان- انكم لذا اردتم ان تختصروا موال الفيزا والتأشيرة ومكتب الاستقدام، وطاب لكم جلب احدى قاطنات المدينة القادمات من القرن الافريقي ، فيجب ان تتأهبوا للراتب الضخم والاجازة الاسبوعية بعيدا عن المنزل، (ولفافات) الشعر التي لاتفارق الرأس، وان هزتكم نخوة قومية عربية واردتم عاملات عربيات فاعلموا -رحمكم الله- أن اسرار البيوت العميقة ستصبح لبانا في حلوق السيدات الفاضلات، هذا لأنه ليس هناك من حاجز للغة يمنع تسرب اعمق الاسرار.
وهذه هي آخر الاحصائيات التي وصل اليها مكتب (الذوق العريق في صفات الرقيق) وان كان لديكم مواصفات آخرى فوافونا بها، ومنكم نستفيد، ولعلنا نكتب كتاباً يبرز رسالة الجاحظ ويفوقها.
أميمة الخميس