** الجوال اليوم,, صار موضة,, صار جزءاً من مكملات تزيّن المرأة,, وجزءاً من شياكتها.
** امرأة لا تحمل جوالاً,, تعد شياكتها ناقصة.
** وامرأة بدون جوال,, يعني أنها امرأة بسيطة جداً,, أو قروية .
** ولكن,, هل يكفي مجرد حملها للجوال,, وهل يكفي مجرد وجود جوال معها في الشنطة أو مربوط في الحزام,, أو تنقله بين يدها اليسرى واليمنى وتحك جبهتها والجوال معها؟!.
** أبداً,, بل لا بد من عدة أمور,.
** الأول,, أن يكون الجوال غالي الثمن وشيك ,, بمعنى,, أن جوالاً بألف ريال,, لايعد جوالاً مهما كانت قوته ومتانته,, بل لا بد ان يجمع هذا الجوال بين الغلاء الفاحش للثمن أولاً,, ثم الجمال والشياكة والحلاوة ثانياً.
** والثانية,, لا تكفي عن الأولى,, فلو كان الجوال في منتهى الروعة وسعره متدنٍ,, لا يصلح على الاطلاق,,!!.
** الثاني,, ان تتفق مع أخرى,, أو حتى مع الشغالة لتتصل بها عدة مرات وهي في وسط العزيمة,, وفي كل مرة,, تحاول التحادث مع المتصل,, لتبين للأخريات ان هناك عشرات الاتصالات,, وأنها - كان الله في عونها - مشغولة,, وأن لديها التزامات لا يمكن تخليصها الا من خلال الجوال,,؟!!.
** ثالثاً,, لا بد أن يكون الرقم مميزاً,, وكان الله في عون الأزواج عندما وصلت اسعار المميز الى نصف مليون وثلاثة أرباع المليون,, بل ربما مليون ومليونان يعني ثمن أربعة بيوت في حي الملز,, وعشرة في منطقة النسيم,, وكله جوال.
** رابعاً,, تكون سعيدة جداً,, فيما لو ان الطرف الثاني ينظر الى جوالها باستمرار ويرقب محادثاتها الهاتفية ولا يغفل عن كل ذلك.
** أما لو غفل الطرف الآخر,, فإنها سوف تضيف - ولله في خلقه شؤون - إذ المعلوم,, أن الانسان السوي يتضايق من أن يرقبه ويبحلق فيه الآخرون ويتطفلون على تصرفاته,, لكن هي غير ذلك تماماً,, فهي تسعد باللقافة وحشر الأنف.
** خامساً,, قد تتحدث عن كثرة الاتصالات بها وإزعاج المتصلين لها,, كما ربما تتحدث عن ان الفاتورة لا تقل عن عشرة آلاف ريال,, وكأن التبذير من لوازم الشياكة.
** سادساً,, قد تقول أنها تغير الجوال كل ستة اشهر,, متابعة للموضة,, وقد تقول,, دفعت هذا العام عشرين الف ريال كله في جوالات,, واكسسوارات.
** بقي أن تعرف,, ان (90%) من الجوالات الموجودة حالياً,, كلها في حوزة نساء,, ويظهر ذلك,, من انك لو غلطت في رقم صاحبك,, فإنه سيرد عليك على الفور امرأة,, ويندر ان تخطىء في رقم ويرد عليك رجل,, وحتى لو كانت الجوالات بأسماء رجال,, فإن أكثرها مع النساء.
** وكان الله في عون الرجال المساكين في تحمل فواتير الهاتف الجوال ومشاكله التي لا تعد ولا تحصى,, والى أن يتحول النساء عن موضة الهاتف الجوال,, فعلى الرجال = نشاما وِسنافيِّه = تحمل هذه الفواتير الصعبة.
** ولكن,, أليس بوسع الرجال ابتكار موضة جديدة للنساء غير مكلفة,, - تحل محل الهاتف الجوال وتسحب النساء من هذه الموضة المزعجة للجيوب؟.
** أجزم,, أن بوسع الرجال ابتكار أي موضة جديدة ولكن ليكون ذلك بأسرع فرصة ممكنة,, حفاظاً على الجيوب,, وان كان المتضرر الأكبر من ذلك,, شركة الاتصالات,, التي تراهن في ميزانيتها على مكالمات النساء.
عبد الرحمن سعد السماري