في اسرائيل لا يختلف زعماء السياسة وقادة الجيش إلا بالاسماء وأسماء الأحزاب التي ينتمون اليها، وجميعهم مجندون في الجيش الاسرائيلي وجميعهم محكمون عقديا وسياسيا وعسكريا باستراتيجية اقامة دولة اسرائيل الكبرى التي يمكن -بحسب حلمهم- ان تمتد من النيل الى الفرات!
وجميع قادة اسرائيل -سياسيين وعسكريين- يسيطر على عقولهم الهوس الأمني وتحت ضغط الشعور به يرون في أي دعوة للسلام مع الفلسطينيين خصوصا ومع العرب عموما فخا للايقاع بهم في محذور تدمير اسرائيل .
أمس وقبل ان يدلي بصوته قال بنيامين نتنياهو: فوز باراك يهدد وجود اسرائيل نفسه,, لأن ذلك يعني وجود دولة فلسطينية عند أبواب تل أبيب، ودولة تعمل على تدميرنا,, دولة تعرض للخطر وجودنا نفسه !!.
والأسبوع الماضي وفي ختام حملته الانتخابية، قال ايهود باراك سألتزم بالاستيطان والأمن للمستوطنين في الجولان !!.
وقد يكون بنيامين نتنياهو هو الأسوأ بين الأحياء منهم، ولكن علينا ونحن نتحدث إدراك أنه يماثلهم في تطبيق السياسات الاستراتيجية المرسومة لهم وفق خط عقدي لا يحيدون عنه -علينا أن نتذكر اسلاف نتنياهو الأكثر سوءا وتجيء في مقدمتهم الحيزبون الهالكة جولدا مائير، وقبلها ابن غوريون، وبعدهما مناحيم بيجن ومنافسه في الاجرام اسحاق شامير.
وكذلك لا يماثل نتنياهو أو يدانيه في سوء النيات تجاه عملية السلام والعلاقات مع العرب غير الجزار اريل شارون.
وليس معنى هذا ان شيمون بيريز، واسحق موردخاي، وايهود باراك، وبيجن الابن حسنو النيات تجاه عملية السلام، والعلاقات مع العرب، ولكنهم يتظاهرون لنا بأنهم الاقل سوءا، والأقرب الى قبول السلام بعقلية اكثر تحررا من ذلك الهوس الأمني الذي أشرنا اليه في مقدمة هذه الكلمة، وليس سابقا لأوانه القول بأن الرابح برئاسة الحكومة الاسرائيلية الجديدة لن يحقق السلام اذا كان ثمنه بالنسبة لاسرائيل هو القبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة بعد الانسحاب من الأراضي المحتلة، فتجارب خمسين سنة مضت من الحروب والصراع من أجل هذا الهدف يجب ان نتعلم الدرس الاسرائيلي لنا بأن تحرير الارض المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية لن يتحقق مالم ننتزع ذلك انتزاعا بقوة التوحد والتضامن والعمل العربي المشترك وهو حلم الشارع العربي الآن من محيطه الى خليجه.
الجزيرة