*موفد الجزيرة لتيرانا- سعد العجيبان:
* في الوقت الذي تتأزم فيه القضية الكوسوفية يوماً بعد يوم، احتلت الأعمال الإغاثية المقدمة من المملكة العربية السعودية ممثلة باللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا، المرتبة الأولى من بين الدول.
وجاءت زيارة رئيس اللجنة المشتركة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم مترئساً وفداً من أعضاء اللجنة لجمهوريتي ألبانيا ومقدونيا للوقوف على الأعمال الإغاثية السعودية,, جاءت تجسيداً لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -حفظه الله- الشخصي بقضية اخواننا من الشعب الكوسوفي.
وتهيكل المعونات السعودية التي وصلت وماتزال تصل للاجئي كوسوفا في كل من ألبانيا ومقدونيا والمقدمة من الحكومة أو من الشعب السعودي,, تهيكل نبل الموقف السعودي من القضية الكوسوفية وقناعتها بأن الشعب الكوسوفي يجب أن يعود لبلاده.
لقاءات الوفد السعودي بالمسؤولين الألبان
في مستهل زيارة وفد اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا لجمهورية ألبانيا وتحديداً لعاصمتها تيرانا ركز الوفد على الالتقاء بعدد من المسؤولين في الحكومة الألبانية لبحث ودراسة السبل القانونية لايصال المعونات السعودية لمستحقيها الحقيقيين بملاجىء ومخيمات اللاجئين بألبانيا.
ولم يقتصر بحث الوفد السعودي تلك السبل فحسب بل التقى بعدد من المسؤولين الألبان لتحديد المواد الإغاثية التي يحتاجها اللاجئون وذلك لعدم تكريم الخطأ الذي وقع فيه الكثير من المنظمات الإغاثية والمتمثل في تشابه المواد الإغاثية المقدمة من تلك المنظمات الأمر الذي تسبب في إيجاد فائض في تلك المواد,, مع العلم أن الوفد السعودي بحث مع المسؤولين الألبان كوزارة الصحة لمعرفة ما الذي تفتقره المخيمات والملاجىء من الناحية الصحية.
وبعد تلك اللقاءات اتضحت الصورة أمام اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا وأمكن لها تحديد الطريق الذي تبدأ منه.
زيارة الوفد لعدد من المخيمات والملاجىء بألبانيا
لم يكن لقاء وفد اللجنة السعودية المشتركة بالمسؤولين الألبان كافياً لتحديد احتياجات اللاجئين الكوسوفيين بالملاجىء والمخيمات بألبانيا.
ولذلك قام الوفد بزيارات ميدانية لتلك المخيمات والملاجىء بالمدن الألبانية التي لها نصيب وافر من المخيمات والملاجىء، والتقى رئيس الوفد والأعضاء باللاجئين أنفسهم وتحاوروا معهم واستفسروا عن متطلباتهم واحتياجاتهم وعاشوا معاناتهم.
ونلتمس من التعاطف الذي لقيه الوفد السعودي من اللاجئين الثقة التي تنالها المملكة وممثليها من كافة شعوب العالم.
فرحابة وانشراح صدور اللاجئين عند علمهم بأن الوفد الذي يزورهم هو وفد سعودييٌّ تفوق الوصف أو التصور.
وانعسكت تلك المشاعر على أعين اللاجئين بمختلف أعمارهم وأجناسهم,, فالشيخ قبل الشاب والطفل قبل المرأة تلألأت أعينهم فرحاً بعلمهم أن وفداً يمثل حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- جاء للمساهمة في مساعدتهم وليخفف معاناتهم.
ولم يكن الوفد السعودي يقوم بالزيارات لتلك الملاجىء والمخيمات والتجول فيها لمعرفة وتحديد احتياجات اللاجئين في كل منها فحسب,, بل كان في كل زيارة ينقل كميات كبيرة من المعونات الغذائية والدوائية والخيام والبطانيات,, ويقوم كافة أعضاء الوفد بتوزيعها على اللاجئين,, إضافة إلى أن المسؤولين باللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا كانوا يقفون بكل لين جانب ويستمعون لقصص اللاجئين بكل رحابة صدر وهذا العمل كان الأول بالنسبة للاجئين حيث أن معظمهم يؤكدون أن المنظمات الإغاثية تقوم بتسليم المواد للجهة المشرفة على المخيمات أو الملاجىء ولا يلتقون باللاجئين.
وهذه ميزة تضاف إلى ميزات اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا عن غيرها من المنظمات والهيئات واللجان الإغاثية للاجئي كوسوفا.
تنظيم منقطع النظير
لما كان لدى اللجنة السعودية المشتركة من قناعة مطلقة بأهمية وصول المعونات الإغاثية لمستحقيها الحقيقيين من اللاجئين الكوسوفيين فقد حرصت اللجنة على التعامل مع جهات رسمية معروفة تتولى توزيع تلك المعونات,, إضافة إلى أن الجهات التي تقوم باستلام وتسليم وتخزين تلك المواد يشرف عليها أفراد سعوديون كلياً,, كما أن اللجنة خصصت مستودعات تم استئجارها لتخزين المواد الإغاثية ومن ثم توزيعها بطريقة منظمة حسب احتياجات المخيمات والملاجىء.
وتحرص اللجنة أيضاً على توثيق جميع الأعمال المقدمة للاجئي كوسوفا دولياً خوفاً من التعثر بمطب تعثرت به بعض الجهات الإغاثية بعدم توثيثق أعمالها,, إضافة إلى وجود بعض من المواد الإغاثية لتلك الجهات في متناول الأسواق الألبانية.
لذلك دأبت اللجنة السعودية المشتركة على التعامل مع جهات رسمية موثقة وتتلافى التعامل مع الجهات المشبوهة التي من الممكن أن تمنع وصول الإغاثة لمستحقيها.
الحكومة الألبانية وموقفها
من الأعمال الإغاثية السعودية
رحبت حكومة جمهورية ألبانية بمبادرة المملكة العربية السعودية للمساهمة عبر اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا مع مثيلاتها من المنظمات واللجان الإغاثية الدولية بتقديم المعونات للاجئي كوسوفا بألبانيا,, وتعهدت بتقديم كافة التسهيلات للجنة السعودية المشتركة لتأدية مهمتها على أكمل وجه, ووصفت الحكومة الألبانية خلال لقاءات بعض مسؤوليها بالوفد السعودي أن مبادرة المملكة ليست بالمستغربة على حكومة خادم الحرمين الشريفين التي دابت على الوقوف إلى جانب الإسلام والمسلمين في كل مكان وزمان,, مقدرة تلك المبادرة وبالشعور الإنساني النبيل من السعوديين حكومة وشعباً,وأكدت الحكومة الألبانية أن المملكة تأتي في مقدمة الدول التي تقدم المعونات الإغاثية للاجئي كوسوفا بألبانيا من حيث كميات المواد الإغاثية وجودتها ومدى حاجة اللاجئين لها.
أعمال اللجنة بألبانيا
إضافة إلى الكميات الكبيرة من المواد الإغاثية التي تقدمها المملكة العربية السعودية للاجئي كوسوفا بألبانيا سواء من مواد غذائية وأدوية وخيام وبطانيات ومواد نظافة,, فإن اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا تعتزم خلال الأيام المقبلة القليلة افتتاح مستشفى متنقل بسعة 50 سريراً وبفريق طبي متكامل يصل عدده إلى مئة طبيب وممرض واستشاريين إضافة إلى إمكانية إجراء العمليات الدقيقة فيه وتوفر الاتصال الفضائي مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، علماً أن معدات المستشفى وصلت إلى مطار تيرانا.
كما أنه سيتم إنشاء مخيم متكامل يتسع لعشرة آلاف لاجىء إضافة إلى المساهمة في المخيمات والملاجىء الأخرى والإشراف عليها.
وتم افتتاح ثلاث مراكز صحية مجهزة تجهيزاً كاملاً بمختلف مناطق ألبانيا إضافة إلى أنه سيتم تجهيز أربع مراكز أخرى.
ولم تكتف اللجنة السعودية بزيارة المخيمات والملاجىء فحسب بل امتد برنامجها الإغاثي إلى زيارة المصابين من اللاجئين في المستشفيات وتوزيع باقات الورود ومعونات نقدية عليهم كما ان أعضاء اللجنة قاموا بزيارات لمنازل الألبان الذين يستضيفون لاجئين كوسوفيين وقدموا معونات غذائية ومالية لإعانتهم على إغاثة اللاجئين.
الجزيرة تشارك في الأعمال الإغاثية
لم يقف الوفد الإعلامي السعودي المرافق لوفد اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا مكتوف الأيدي، فإضافة إلى التغطيات الإعلامية لمسرح الأحداث كان أعضاء الوفد الإعلامي يشاركون في الأعمال التي تقوم بها اللجنة من تفريغ حمولات وتوزيع المواد على اللاجئين في المخيمات والملاجىء,, كما أن بعض أعضاء الوفد يقومون بجمع أموال من بعضهم لشراء بعض المواد التي يحتاجها اللاجئون والمنتشرون بشكل كبير داخل منازل الألبان بألبانيا.
زيارة الوفد السعودي لمقدونيا
بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين توجه رئيس اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا إلى مقدونيا لدراسة إمكانية امتداد الأعمال الإغاثية السعودية للاجئي كوسوفا بمقدوينا.
وبحث الوفد مع الحكومة المقدونية بدءاً من لقائه مع رئيس مقدونيا وعدد من كبار المسؤولين بالحكومة أبرز السبل الميسرة لإيصال المعونات السعودية للاجئين.
وقدرت الحكومة المقدونية استجابة المملكة السريعة لندائها بمشاركة المملكة المنظمات الإغاثية الأخرى بمقدونيا في تقديم المعونات للاجئين.
كما قام الوفد بزيارة للمخيمات والملاجىء بمقدونيا لدراسة الأوضاع عن قرب.
ومازالت اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -حفظه الله- تقدم المعونات الإغاثية عبر الجسر الجوي لكل من ألبانيا ومقدونيا مشاركة بذلك العالم في تخفيف معاناة اخواننا الكوسوفيين الذين يحاربون من أجل دينهم.
|