Tuesday 18th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 3 صفر


حوادث تخللت الانتخابات واعتقال (11) شخصاً
الانتخابات الإسرائيلية تشهد إقبالاً كبيراً من الناخبين
وصول بضعة آلاف من اليهود من شتى أنحاء العالم للإدلاء بأصواتهم وغالبيتهم يميلون إلى حزب العمل

القدس المحتلة - تل أبيب - الوكالات
بدأت الانتخابات الإسرائيلية أمس وسط اقبال كبير من الناخبين لانتخاب رئيس للوزراء وبرلمان كنيست وتحدى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل اليميني الهزيمة التي أنذرته بها استطلاعات الرأي على يدي أيهود باراك زعيم حزب العمل المعارض.
وقال نتنياهو في نبرة تحد في بلدة بيت شمش العمالية بعد أن اظهرت استطلاعات الرأي تقدم باراك عليه بفارق عشر نقاط نحن نتجه إلى تحقيق مفاجأة .
وقال نتنياهو لناشطي حزب ليكود ان آلاف الناخبين الذين كانوا يعتزمون اعطاء أصواتهم لاسحق مردخاي مرشح حزب الوسط الذي انسحب أمس الأول الأحد لصالح باراك سيعودون إلى صفوف الحزب ليقفوا الى جواره.
ووصل بضعة آلاف من اليهود المغتربين إلى اسرائيل قادمين من شتى أنحاء العالم بتذاكر سفر مخفضة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
وتذكر كثيرون انتخابات عام 1996 التي فاز فيها نتنياهو على شمعون بيريس زعيم حزب العمل حين ذاك بفارق يقل عن واحد في المئة فأحسوا بأهمية الادلاء بأصواتهم.
وقال باراك 57 عاما للصحفيين وهو يدلي بصوته في مركز انتخابي في تل أبيب: انا متفائل لكني أعرف انه بالعمل الجاد فقط وعدم اغفال التفاصيل يمكننا تحقيق النصر.
ولبس باراك رئيس أركان جيش اسرائيل السابق قميص اسحق رابين رئيس وزراء اسرائيل الأسبق وزعيم حزب ليكود الأسبق الذي تحول من العمل العسكري إلى السياسي واغتاله يهودي متشدد عام 1995 بعد أن أبرم اتفاقات سلام مع الفلسطينيين.
ووصف باراك انتخابات امس بانها حاسمة وأنها خطوة أولى على طريق التغيير والوحدة والأمل.
وحاول الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان ينأى بنفسه بعيداً عن الانتخابات الإسرائيلية وقال للصحفيين أمس الاثنين في غزة حين سئل عن رسالته للناخبين: إن الإسرائيليين عليهم أن يعطوا أصواتهم للسلام.
وفتحت مراكز الاقتراع الإسرائيلية أبوابها الساعة السابعة من صباح أمس الاثنين 400 , بتوقيت جرينتش في شتى أنحاء البلاد على أن تغلق أبوابها الساعة العاشرة مساء 1900 بتوقيت جرينتش .
وقالت اللجنة الانتخابية إنه بحلول الساعة 1000 بتوقيت جرينتش ادلى 29 في المئة من مجموع الناخبين الإسرائيليين البالغ عددهم 4,3 ملايين ناخب بأصواتهم وهو مازاد قليلاً على انتخابات عام 1996 التي بلغت فيها هذه النسبة في مثل هذا الوقت أي بعد مرور ست ساعات على فتح مراكز الاقتراع 28,9 في المئة، وبلغت نسبة اقبال الناخبين الإسرائيليين على انتخابات عام 1996 79,3 في المئة.
وقالت الشرطة الإسرائيلة انها اعتقلت 11 شخصاً في حوادث ذات صلة بالانتخابات، كما اغلقت قوات الأمن الاسرائيلية الضفة الغربية وقطاع غزة ومنعت الفلسطينيين من دخول اسرائيل في يوم الانتخابات.
وتوقعت استطلاعات الرأي فوزاً واضحاً لباراك رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق والحائز على أكبر عدد من الأوسمة العسكرية.
وقال باراك أول أمس الأحد معلقاً على استطلاعات الرأي التي رجحت فوزه على نتنياهو: لايوجد سوى اقتراع واحد مهم وهو الادلاء الفعلي بالأصوات.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي أول أمس الأحد ان استطلاعات الرأي أخطأت من قبل، وأردف قائلاً: سنفاجئ الناس سنحدد نتيجة هذا الأمر وسنفوز.
وأظهر استطلاع أجراه دوري شافيت خبير استطلاعات الرأي وبثته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أمس الاثنين ان باراك يتمتع بتأييد 52 في المئة بينما تدنت نسبة تأييد نتنياهو الى 42 في المئة وبقي ستة في المئة لم يحسموا رأيهم بعد.
وتوقع شافيت ان يتمكن باراك من تحقيق الفوز على نتنياهو من الجولة الأولى ويحصل على 54 في المائة من الأصوات في مقابل 46 في المئة لنتنياهو.
وبعد حملة انتخابية استمرت خمسة أشهر خاضها خمسة متسابقين اقتصرت الانتخابات الإسرائيلية على باراك ونتنياهو فقط عقب انسحاب مردخاي مرشح حزب الوسط وبنيامين بيني بيجن مرشح أقصى اليمين أمس الأول الأحد قبل ساعات معدودة من بدء السباق.
وكان عزمي بشارة مرشح عرب اسرائيل الأول لمنصب رئيس الوزراء قد انسحب من السباق يوم السبت.
وتوقع استطلاع آخر لجيروز الم بوست ومركز سميث للأبحاث فوز باراك بنسبة 55 في المئة.
ويدلي نحو 4,3 ملايين إسرائيلي بأصواتهم في نحو 7300 مركز اقتراع، وسينتخبون أيضاً برلماناً جديداً تنافس على مقاعده وعددها 120 مقعداً 31 حزباً.
وجنب انسحاب مردخاي وبيجن وبشارة اسرائيل احتمال اجراء جولة اعادة في أول يونيو حزيران اذا لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من خمسين في المئة في الجولة الأولى.
وقال محللون: ان مردخاي وبيجن حرما نتنياهو من الوقت الذي يحتاجه بشدة لتحقيق فوز محتمل في الجولة الثانية من الانتخابات.
ودعا مردخاي وهو وزير دفاع سابق احتل المركز الثالث في استطلاعات الرأي انصاره الى التصويت لباراك، بينما لم يبد بيجن وهو منشق عن الليكود تأييدا علنياً لنتنياهو.
وقال محللون: ان موقف المنشقين عن الليكود الذين أيدوا مردخاي هو عنصر حاسم اذا انضموا إلى نتنياهو باعداد كافية تمنع فوز باراك.
وقالت جيورا جولدبرج استاذة العلوم السياسية في جامعة بار ايلان قرب تل أبيب من الصعب ان يحدث هذا.
ان النسبة المئوية للتأييد التي كان يحظى بها مردخاي منخفضة بالفعل وحتى اذا انضم غالبية انصاره الى نتنياهو فانني لا أعتقد ان هذا يمكن ان يغير الصورة.
وصور نتنياهو الانتخابات على أنها معركة بين معسكره وماوصفه بتحالف يساري سيتخلى عن أراض للفلسطينيين مما يشكل خطراً على أمن اسرائيل.
وصرح نتنياهو الذي حقق نصراً مفاجئاً على شمعون بيريس زعيم حزب العمل في انتخابات عام 1996 بانه سيفاجئ الجميع مرة أخرى.
وقال نتنياهو وهو يدلي بصوته هو وزوجته سارة في لجنة انتخابية في قلب القدس: استطلاعات الرأي كانت دوماً لصالح اليسار أما الانتخابات فشيء آخر.
وأعرب عن ثقته في قدرة الإسرائيليين على الاختيار الصحيح .
وفي عرض لاستطلاع للرأي جرى عشية الانتخابات قال أفي دجاني من معهد جيوكارتوجرافيا لاستطلاع الرأي ان باراك سيحصل على تأييد 52 في المئة بينما سيحصل نتنياهو على 48 في المئة.
لكن دجاني عاد وقال في حديث مع القناة التلفزيونية الثانية: قد يحدث نصر ساحق ويحصل باراك على 55 في المئة مقابل 45 في المئة لن أندهش.
وقال هانوتش سميث خبير استطلاعات الرأي لرويترز معلقاً على استطلاع جرى يومي الخميس والجمعة انه يتوقع حصول باراك على 54 في المئة من الأصوات وحصول نتنياهو على 46 في المئة.
وتوقع دجاني حصول باراك على عدد أكبر من أصوات المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفيتي السابق ويصل عددهم الى 700 ألف شخص.
ويقول محللون ان عدداً كبيراً من المهاجرين العلمانيين الذين أيد غالبيتهم نتنياهو في انتخابات عام 1996 التي أتت به إلى السلطة تحولوا إلى تأييد باراك لعدم رضائهم عن تحالف نتنياهو مع الأحزاب الدينية المتطرفة.
ومن المتوقع أيضاً ان يساند عرب اسرائيل باراك بعد انسحاب مرشحهم يوم السبت وتعطل جهود السلام الفلسطينية الإسرائيلية طوال معظم فترة تولي نتنياهو رئاسة الحكومة.
أما بالنسبة للانتخابات البرلمانية التي يخوضها 31 حزباً فمن غير المتوقع ان يفوز فيها أي من الأحزاب باغلبية كبيرة.
وأظهرت استطلاعات الرأي في هذا الصدد انه من غير المتوقع ان يفوز كل من حزب العمل أو الليكود بأكثر من 25 في المئة من مقاعد الكنيست وانه سيكون امام الفائز في انتخابات رئيس الوزراء مهمة غير هينة لتشكيل حكومة مستقرة.
ويقول محللون: ان أمل نتنياهو الأكبر هو في اقبال انصاره المتشددين الهائل على الادلاء بأصواتهم في الانتخابات وفي عودة المنشقين عن الليكود إلى صفوف الحزب بعد أن كانوا يساندون مرشح الوسط المنسحب مردخاي.
ودعا باراك في برنامجه الانتخابي الى وحدة اسرائيل كما دعا الى التغيير وتعهد باعطاء دفعة لعملية السلام في الشرق الأوسط التي جمدت تحت قيادة نتنياهو لكنه كشف عن موقف متشدد مع الفلسطينيين خلال مفاوضات السلام المنتظرة.
وقالت صحيفة ها ارتس التي تميل الى جانب اليسار ان فوز باراك زعيم حزب العمل الإسرائيلي المعارض سيصبح مضمونا اذا اتسم انصاره بنفس الحرص الذي يتسم به أنصار نتنياهو على الادلاء بأصواتهم.
ووصل اسرائيليون مغتربون من شتى أنحاء العالم للادلاء بأصواتهم في الانتخابات ووفرت الجماعات السياسية بمختلف توجهاتها من اليمين الى اليسار تذاكر سفر مخفضة للمغتربين.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved