قال لي أتحدّاك أن تثبت ان الاندماج بين البنك السعودي الأمريكي والبنك المتحد سيحقق مصلحة المساهمين في البنكين كليهما كما ذكرت في مقالك الأخير، فاعتقدت أنه يريد استفزازي وإثارتي فتشبثت بهدوئي وقلت: أنا يا أخي لم أقل هذا وإنما قلت إن إدارتي البنكين لم تقررا الاندماج إلا بعد أن ثبت لكل منهما ان ذلك يحقق مصلحة المساهمين، قال: كيف أدركت هذا,,؟؟ قلت إنه أمر بدهي، فقال: دع عنك البدهيات واسمع بارك الله فيك ما سأقول لك ثم احكم، وازددت اقتناعاً أنه يريد استفزازي بدلالة تلك الأستاذية التي يمارسها الآن معي، واستجمعت قواي للرد، ولكنه - لحسن حظي - لم يمهلني إذ واصل يقول: أنا من مساهمي البنك المتحد، ولن أستعرض لك سعر سهم البنك خلال السنوات الماضية لأوضح كم كان وكم هو الآن، لأن هذا أمر قد يطول ولكني سأكتفي بإيضاح سعره بعد تجزئة قيمة الأسهم من مائة ريال الى خمسين ريالا منذ وقت قريب، فقد كان سعر سهم البنك بعد التجزئة يتماثل مع سعر سهم بنك الرياض وبنك الاستثمار والبنك الفرنسي، يزيد عنها أحياناً بضعة ريالات وينخفض أحياناً بنفس المقدار حسب العرض والطلب، وقد كان ذلك طبعاً قبل الإعلان عن نيّة الاندماج,, اما الآن فتصفح يا أخي جريدة الجزيرة التي تكتب فيها وإذا وصلت لنشرة أسعار الأسهم فراجع تلك الأسعار وستجد أن سعر سهم بنك الرياض وبنك الاستثمار في حدود مائة وستين ريالا لكل منهما, أما البنك المتحد فستجد ان سعر سهمه قد حلّق في الفضاء من خفة الوزن حيث أصبح مائة وسبعة ريالات، أي أنه يحتاج كي يصل الى مستوى سهم بنك الرياض الى الارتفاع بمعدل 50% تقريباً,, والآن قل لي بربك,,,,, لو اضطررت لبيع أسهمي بالسعر الحالي فهل سيكون الدمج قد حقق مصلحتي أم خرب بيتي,,؟؟
حينئذٍ أدركت أنه لم يكن يريد استفزازي ولكنه منفعل جداً لإحساسه أن الاندماج قد ألحق به ضرراً فادحاً وأنه أبعد ما يكون عن تحقيق مصلحته فأردت أن أهوِّن عليه وأتدرج معه في إبلاغه برأيي فقلت له: يا أخي وفق ما ذكرته الآن فلا شك ان الإعلان عن الاندماج قد أضرّ بك في حالة بيعك أسهمك بالسعر الحالي، ولا يستطيع أحد أن يقول غير ذلك، لكن السعر الحالي مبني على توقعات لمعادلة سهم المتحد بسهم الأمريكي، وعلى إشاعات واستجابات من المتعاملين، ولا ذنب لإدارة المتحد في ذلك، فأنت تستطيع الاحتفاظ بأسهمك وانتظار إعلان المعادلة رسمياً وخصوصاً أن رئيس مجلس ادارة البنك المتحد سمو الأمير الوليد بن طلال قد أكد في احد تصريحاته منذ وقت قريب ما معناه حسبما أذكر أنه لا يمكن ان يوافق البنك على أي معادلة تضرُّ مساهمي البنك المتحد، قال: هل تضمن لي هذا,,؟؟ قلت: لماذا تطالبني بالضمان ورئيس مجلس إدارة البنك ضمن لك هذا,,؟؟ قال: لأن المعادلة الشائعة الآن في السوق سهم الأمريكي مقابل ثلاثة أسهم ونصف السهم من أسهم المتحد، ودعنا نتفاءل أكثر ونفترض ان المعادلة واحد إلى ثلاثة وليس ثلاثة ونصف، فهذا لو حصل معناه خسارة كبرى لي، فالعائد الموزع لسهمي الواحد قبل الدمج عشرة ريالات، والأسهم الثلاثة عائدها ثلاثون ريالا، والبنك الجديد بعد الدمج لن يوزع ثلاثين ريالاً، والقيمة الدفترية لأسهمي الثلاثة (65x3=195) مائة وخمسة وتسعون ريالا، في حين أنه بعد الدمج لن تتجاوز القيمة الدفترية للسهم الجديد الذي هو حاصل دمج الأسهم الثلاثة (65 3 = 195 + 102 = 297 على 2 = 148) مائة وثمانية واربعين ريالا على أحسن تقدير، في حين ان القيمة الدفترية لسهم الأمريكي سترتفع من مائة ريال الى مائة وأربعين تقريباً وعائد السهم الموزع سيرتفع من ثمانية عشر ريالا الى الرقم الجديد الذي لا أستطيع تحديده الآن، أي ان سهم الامريكي سيكسب كثيراً على حساب خسارة سهمي، قلت له يا أخي هذا على افتراض ان المعادلة واحد الى ثلاثة، ولكن هذا لم يحصل حتى الآن فهو مجرد توقع منك، قال: هل تتوقع ان تكون المعادلة أقل من ثلاثة أسهم,,؟؟ قلت لا أدري ولا أستطيع التسليم بحساباتك الافتراضية، قال: هل تعلم المعادلة التي تحقق لمساهمي البنك المتحد أماناً من الضرر؟ قلت تعلمها بالتأكيد ادارة البنك المتحد، قال: هل تعلم,,, وفي هذه المرة بادرت أنا بالكلام ولم أدعه يكمل فقلت: يا أخي أرجوك,,, أنت تريد علماً وهذا لا يتوفر عندي، فالعلم عند سمو الأمير.