Tuesday 18th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 3 صفر


ترانيم صحفية
عقلية المعلمة والثرثرة النسائية

عدد هائل من الكوادر النسائية يعملن في قطاع التعليم بشكل عام وعدد هائل ايضاً يشغلن مهنة التدريس على وجه التحديد وهذا يشير بشكل مباشر الى مدى أهمية الرسالة التي تقوم بها المعلمة في نقطة تفاعلها مع الطالبات في كل ساعة من ساعات اليوم الدراسي وليس في الحصص الدراسية فقط وهذا مايجعلنا نسلط الضوء على عقلية هذه المعلمة,, ترى ماهو المستوى الذهني الفكري لهذه العقلية وهل تستطيع هذه العقلية فعلاً ان ترقى بمستوى الطالبات فكرياً؟,, كثير من المعلمات يحصرن هدفهن في إعطاء المادة الدراسية كمادة علمية وقد ينجحن في ذلك ان كن لديهن القدرة والتمكن في ذلك ولكن يبقى جزء اهم وهو كما قلت - عقلية المعلمة - فكثيرات هن من لايشغلهن في اوقات الفراغ سوى احاديث تافهة وساذجة,, بل هي مستهلكة وبها تدفن كل معلمة مايمكن ان يتعدل من مستواها الفكري فكل احاديثهن انما تدور حول الزواج والطلاق والاحاديث النسائية المملة الفارغة التي لاتجلب للسامع سوى الاكتئاب من كثرة تكرارها، بل والادهى والامر ان كثيراً من المعلمات انما يستلذذن بنقل الاخبار والتعليق عليها والاضافة لما يمكن اضافته في خبر ما او موضوع ما والتدخل في شئون الغير حتى في اخص الخصوصيات وأصغر الجزئيات للبحث عن التسلية وسعة الصدر بعد عناء الحصص الدراسية وثقل مهنة المتاعب والجهد الذي يبذله العديد من المعلمات من أجل تحقيق مايتطلبه هذا المنصب التعليمي ولكن هل المطلوب من المعلمة فقط المادة الدراسية؟,, اعتقد ان الأمر اوسع افقاً من ذلك وأشمل دوراً وأداء فالمعلمة لابد ان تبحث عن الاحاديث التي تنمي تفكيرها,, توسع مداركها وعقليتها,, ترفع من مستوى تفاعلها الاجتماعي,, تلقنها تجارب تستفيد منها في صقل شخصيتها لينعكس ذلك على تعاملها مع طالباتها,, أما ان يكون ذهن المرأة في مجمله وبنسبة 85% الى 90% فقط ينقل أخباراً ويتداول احاديث فارغة فهذه هي الطامة الكبرى, اعتقد ان كثيراً من النساء خاصة المعلمات لابد ان يحرصن على تطوير انفسهن وليس المهم ان تكون المعلمة حاملة للماجستير او الدكتوراه أو المؤهل التربوي وغير التربوي بقدر ماهو مهم ان تنفض الغبار وتجزم ان تفكر وتتحدث وتتصرف بما هو أكثر جدية وأكثر اهمية,, لابد ان تكون لديها الارادة كي تبتعد عن صغائر الامور وتوافهها بل مايزيد الأمر سوءاً هو السخرية التي من المؤكد ان تتعرض لها المعلمة التي قد تتحدث بجدية عن امر علمي معين او خبر تعليمي قيم او ان تشغل فراغها في القراءة أو الكتابة التي تثري ثقافتها!! لتواجه هذه المعلمة بكلمة واحدة وهي انها تتفلسف !!
اعتقد اننا نحتاج ان ننمي لدى الطالبات ماهو من شأنه ان يوجد منهن عقولاً متفتحة في مجال التفكير العقلي البنّاء وتطوير السلوكيات للأفضل دون ان تحتاج اي معلمة الى رقابة خارجية تدعم عندها ذلك,, فلابد أن يكون العطاء داخلياً من ضمير المعلمة قبل ان يكون مدفوعاً من باب اداء الواجب لنحصر اداءنا في المضمون قبل ان نعطيه هالة من الشكليات والدعاية لننال بها إطراء ومدح من تشرف على العمل,.
اعتقد ان تنمية المستوى الفكري لدى الرجل ونظرته للأمور بعقلانية واتزان امر جعل الرجل اكثر نجاحاً في عمله من المرأة التي قد لا يشغلها إلا الظهور الاجتماعي والسطحيات ولكيلا اظلم المرأة فإني أقول يغلب على النساء ذلك فعلاً ولأقل ايضا انه ليس كل الرجال - كما ذكرت - ولكن لأجزم بأنها الاغلبية لدى الجنسين,.
وفي النهاية وبعد هذا نتعجب لما يستقل كثير من النساء تفكير المرأة,, أظن ان السبب واضح وأظن ايضاً أن الرجل معذور في ذلك,, وختاماً اعود لأقول هل تحاول المعلمة ان تحسن وضعها الفكري لتحسن من مستوى طالباتها عقلياً في كل ارجاء وطننا الغالي.
نجلاء أحمد السويّل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved