Sunday 16th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 1 صفر


إنما أشكو بثي وحزني إلى الله سورة يوسف ]86[

فقد العالم الاسلامي في يوم 27/1/1420ه عالم المسلمين سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وهذه نبذة مختصرة عنه يرحمه الله: هو العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن باز.
كنيته: ابو عبد الله.
مولده: ولد في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة لعام 1330ه.
نشأته: نشأ منذ صباه على رسالة الاسلام، واقتفى سنة سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحفظ كتاب الله عز وجل، واخذ العلم منذ الصغر، وابتلي بفقد بصره، فازداد قلبه بصيرة وعلماً، فتلقى علومه على كبار مشايخ نجد، وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله، والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، قاضي الرياض، والشيخ سعد بن حمد العتيق، قاضي الرياض، والشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال في الرياض، والشيخ سعد وقاص البخاري من علماء مكة، اخذ عنه علم التجويد وسماحة الشيخ الجليل محمد بن ابراهيم آل الشيخ حيث لازمه عشر سنين.
اعمال الشيخ
1 - ولي القضاء في منطقة الخرج لمدة اربعة عشر سنة من عام 1357ه وحتى عام 1371ه.
2 - عمل في سلك التدريس في معهد الرياض العلمي في كلية الشريعة بالرياض حتى عام 1380ه.
3 - عين نائباً لرئيس الجامعة الاسلامية سنة افتتاحها عام 1381ه.
4 - عين في منصب الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد برتبة وزير في 14/10/1395ه، ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي ورئيس المجمع الفقهي الاسلامي بمكة المكرمة ورئيس المجلس الاعلى العالمي للمساجد بمكة المكرمة، وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي وكان عضو المجلس الأعلى للجامعة الاسلامية في المدينة المنورة وعضو الهيئة العليا للدعوة الاسلامية في المملكة، الى جانب كثير من الأعمال الخيرة في جميع انحاء العالم.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (نعم العدلان، ونعم العلاوة)، (الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون، واولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون) سورة البقرة (156 - 157) وقوله تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين) سورة البقرة ]45[.
وأخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك في وفاة ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثم دخلنا عليه بعد ذلك وابراهيم بجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن عوف رضي الله عنه: وانت يا رسول الله؟ فقال: يا ابن عوف: انها رحمة، ثم أتبعها بأخرى, فقال صلى الله عليه وسلم: ان العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول الا ما يرضي ربنا، وانا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون (1) .
إنا لله وإنا إليه راجعون، ان العين لتدمع، والقلب ليحزن، وإنا بفراقك ياسماحة الشيخ لمحزونون.
رحمك الله، رحمك الله، رحمك الله.
إن العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وان الشيخ من ورثة الأنبياء، الذين حملوا ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، فبلغه للناس بصدق واخلاص وتفان وصبر منقطع النظير فأدعو الله ان تكون ممن قال فيهم والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين) سورة العنكبوت ]69[، فرحمك الله رحمة واسعة.
إن العلماء يفقدون بقدر ما قدموا لأمة الاسلام من أعمال وتضحيات وتعليم ودعوة، وان الشيخ قدم من ذلك الشيء الكثير فالناس يحزنون اشد الحزن على الرجال المخلصين لأمتهم عند فقدهم بل انهم لا ينسونهم مهما طال الزمان، فكم من العلماء ممن توفوا قبل قرون، لا يزالون يعيشون مع الناس في هذا العصر امثال شيخ الاسلام وغيره، ولقد كان العلامة الشيخ عبد العزيز بن بن باز رحمه الله من هذا النوع فقد بذل حياته لدينه وامته فعاش بينهم متعلما ومعلماً ومجاهداً وداعياً الى الله على بصيرة.
فقدناك سماحة الشيخ بقلوب كسيرة ونفوس حزينة وعيون دامعة ولكن لا نقول الا ما يرضي ربنا تبارك وتعالى.
عزاؤنا فيك سماحة الشيخ أن لكل شيء منتهى و(لكل اجل كتاب) سورة الرعد ]38[، وان كل شيء هالك الا وجهه (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والأكرام) سورة الرحمن (]28[، وان الموت سنة ماضية وان نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم قد انتقل الى الرفيق الأعلى وان لله ما أخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
فأسأل الله جل وعلا أن يرحمك ويجعلك (مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا) سورة النساء (69[ وأن يصلح لك الذرية وان يعظم لك الأجر، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين.
* الاستاذ المساعد بقسم فقه السنة ووكيل عمادة خدمة المجتمع في الجامعة الاسلامية .
د, عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح *

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved