Sunday 16th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 1 صفر


الفاجعة

للفاجعة وقعها، وللمفاجأة اثرها، ولكم كانت الفاجعة كبيرة، والمفاجأة موجعة، عندما هاتفني والدي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجلال الساعة العاشرة صباحا من يوم الخميس الموافق 27/1/1420ه وقال: سمعت الفاجعة على الاسلام والمسلمين؟.
قلت مباشرة: أتوفي سماحة الشيخ؟
قال : توفي رحمه الله وخلفه على الاسلام والمسلمين بخير.
حقا إنها فاجعة ومصيبة، ولكن مع الحزن والالم الذي انعقدت معه الالسن، وتفطرت له القلوب، وذرفت الدموع، لا نقول إلا ما يرضي الرب فإنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله على قضائه وقدره، اللهم أجرنا في مصيبتنا خيراً واخلفنا خيراً منها.
الفاجعة بشيخ الاسلام وعلامة الامة سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - الفاجعة به كبيرة وعظيمة.
فاجعة على المسلمين في كل بقعة من العالم يوجد بها مسلم، لانه مع كل المسلمين يدعمهم، ويواسيهم، ويفتيهم، ويشجع الدعاة، وطلبة العلم منهم، ويحل مايستطيع من مشاكلهم، وحسبك ان تتذكر مجلسه بعد مغرب كل يوم، وتلك الوجوه التي ترتاده من كل مكان، وتلك المكالمات من كل جهة، وتلك الخطابات والطلبات من كل ناحية.
فاجعة على الامة الاسلامية عند النوازل والازمات التي يبادر - رحمه الله - بتوجيه الامة في التعامل معها، وهو عند الامة مرضي حكاما ومحكومين.
فاجعة على طلبة العلم خصوصا وعلى المسلمين عموما بفقد ذلك العلم الراسخ المبذول لكل الناس الذين لا يرون بعد فتواه فتوى، بل ان كثيرا منهم لا يطمئن حتى يعلم ان هذا القول قوله، والفتوى فتواه.
فاجعة على كل مبتلٍ ومنكوب فيجد من سماحته - رحمه الله - الشفاعة والعون والنصرة وكم حقنت بفضل الله ثم بفضل شفاعته من دماء، وكم ردت من مظلمة، وكم فضت من شحناء.
لفقد الامام ابي عبدالله بن عبدالعزيز بن باز - غفر الله له - وحشة على العباد والبلاد، واننا لنشعر اننا فقدنا امة لا فردا، فقد كان - رفع الله درجته - اسوة حسنة، وحجة يعتمد عليها، وقلبا حانيا على كل مسلم.
وموته - اسكنه الله الجنة - ثلمة اسأل الله ان يهب للاسلام من يسدها، وان يخلفه على المسلمين بخير، وان يجعل خليفته خليفة مباركة.
ولله الحكمة البالغة، وله ما أعطى، وله ما أخذ، وكل شيء عنده بمقدار، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وما أحوجنا ونحن نودع الامام العزيز على نفوسنا ان نتعهد انفسنا بالتوبة، وان نعود للنظر في سيرته الذهبية، وحياته التي قضاها في طاعة ربه، وخدمة دينه، فنستفيد منه لتكون لنا عونا، وما أحوجه اليوم إلى الدعاء فلنكن معه كرماء، فتلك الهدايا التي ينبغي الا نبخل بها عليه، فلقد كان - رحمه الله - كريما مع كل من أتاه، ولنكن لوالدنا ابناء بررة ندعو له مع انفسنا ووالدينا.
ذكر شمائله - رحمه الله - قربة لله لما فيها من العون على الطاعة، ولكن اللوعة بفقده تحول دون بسط الحديث، عسى الله ان يحسن لنا الختام، وان ينعم علينا باحتسابه بجنات النعيم، وان يجمعنا به فيها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا, إنا لله وإنا إليه راجعون.
عبدالرحمن بن ناصر الداغري *
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved