مصاب دهى قلبي فسيّل أدمعي
وأجج ناراً للأسى بين أضلعي
لدن قيل إن الحبر شيخ شيوخنا
سليل بن باز بكرة اليوم قد نعي
إمام التقى راعي الهدى مروي الظما
شفاء عليلٍ يبتغي الحق مولع
قفا سنة المختار قولاً وسيرة
فنعم الإمام الحق ليس بمدّعي
صبور حليم عالم متعفف
كريم تقي عابد ذو تورّع
نصوح لرب الخلق والناس جملة
بقولٍ سديد بالدليل مرصع
غضوبٌ إذا نيلت محارم ربه
شكور لذي النعما كثير التبرع
تمثل نهج السابقين بزينا
فلولاه لم يعرف ولولاه لم نعي
وأظهر دين الله في كل محفل
وثبت اهل الحق في كل موقع
وحارب إشراكاً وزيفاً وباطلاً
وفنّد أقوالاً لأهل التبدع
وكم من صعاب قد شفى القلب نحوها
وكم معضلات قاصمات لها دُعي
ففرّجها ربي به وأزالها
وأبدلها يسراً وخيراً لمن يعي
فأفضاله جلّى وأخلاقه عُلى
وإحسانه عمّ الورى كل موقع
وأكرمني ربي ببعض دروسه
سُررت به مرأى وشنف مسمعي
وأوسعني فضلاً وأعلمني هدى
وكان على الخيرات خير مشجع
ورغبني تعليم علمٍ لطالبٍ
وأرشدني للوعظ في كل مجمع
فيا آل بازٍ صبِّروا النفس حسبة
ويا أمة الاسلام لله فافزعي
فإن مصاب الشيخ قد آلم الورى
فجلَّ مصاباً ليس ينساه من يعي
ورحماك رب الخلق بالشيخ إنه
رحيمٌ عفوٌ فاعف عنه وأوسع
فيا ربِّ حرِّمه على النار رحمةً
وأورثه الفردوس غير مفزع
وصلِّ إله الخلق ربي مسلِّماً
على المصطفى الهادي كثير التضرع
محمدٍ المبعوث للناس رحمة
شفيع الورى طرّاً وخير مشفع