الزمن المقلوب خصخصة أم خوصصة,,؟ أحمد عبدالرحمن العرفج |
*المشهد الأول
الغزال يجري -خائفاً- من قبضة الكلب!!
بعد ان اخذ التعب والعناء من الكلب كل مأخذ، اسند ظهره الى ظل ليلتقط لهاثه، رغم انه ان ترك يلهث، وان حمل عليه يلهث، تمدد تحت الشجرة وعيناه تنظران بلون الحسرة لرشاقة الغزال، فما كان من الغزال إلا ان صدمه (بالحقيقة المرة)، قائلاً: انك لن تلحق بي!! فالتفت الكلب وعلامات الدهشة تعبث في وجهه، واللهاث يعبث بنبرة حنجرته ، ولماذا؟!
فقال الغزال مقولة (ذهبت مثلاً) ، لانك تجري لغيرك، وانا اجري لنفسي!!
فبهت الذي نبح، واقتنع الكلب، حين ادرك ان العمل بالأصالة غير العمل الوكالة!!
*المشهد الثاني
يقول صديقنا الكبير الاستاذ/ عبدالرحمن المعمر، في سياق حديثه عن دور المؤتمرات الادبية في الحركة الثقافية، وعن وجوب خصخصة الثقافة، يقول (نريد المؤتمر، اي مؤتمر، ان يكون فيه حيوية الرجولة، وايمانها بحقها، فيواجه الامور بشجاعة، ويدير الحوار بثقة، ويتوجه بالقرار الى التنفيذ العاجل لا التسويق الآجل,, نعم نريد الجد والتعجيل لاتشكيل اللجان عبر سراديب البيروقراطية والروتين، وطاولات الاجتماعات خلف الابواب المغلقة في القاعات، فما قتل الافكار الجميلة ودفن المشاريع الثقافية العظيمة مثل التعاطي مع الشأن الثقافي بعقلية الموظفين الاداريين لا الفنانين اللماحين) ويواصل الاستاذ المعمر حديثه بقوله:
نريد ان نستحضر روح العصر، وحتمية الواقع، وتسارع الزمان، وتدافع الحدثان، فنحن مقبلون على قرن الخصخصة والعولمة وصناعة الثقافة وهدم الحدود الاقتصادية- ونسف السدود الاجتماعية,,(انه قرن بلاورق) قرن الانترنت والتحدي التقني والسيطرة وبسط النفود على مدارات الفضاء لاقرن الحوليات والسبع المعلقات ودفاتر شعراء داحس والغبراء، فيا امان الخائفين) المسائية 12/شعبان/1419ه .
ومن زاوية اخرى يقول صديقنا الآخر د,غازي القصيبي في سياق حديثه عن ثورة المعلومات، بدءا بالرسالة التلغرافية، مروراً بالفاكس، وانتهاء بالانترنت، يقول (كل هذه التطورات مخترعات علمية بدأت في الغرب، على يد مخترعين في الغرب، وطورت بمعرفة شركات غربية تستهدف الربح، وكان العالم الثالث- اذا اردنا استخدام الاسم المؤدب- موقف المتفرج المذهول ،يقضي السنوات الطويلة يفكر في هذا الاختراع، هل هو حرام ام حلال؟!؟ ثم يقضي سنوات طويلة يبحث عن اسم له في لغته المحلية، وبعد ذلك ينفق الاموال الطائلة في شرائه (وغني عن الذكر انه لا يكاد يمتلك تقنية حتى يكون العالم الصناعي قد تجاوزها وحولها الى خردة لاتصلح الا للاستبدال) مجلة(المجلة)9/1/1420ه.
* المشهد الثالث:
اداري يأتي الى مؤسسة ثقافية متأبطاً حزمة من الجرائد والمجلات، ثم يشعل المكيف، ويقرأها بذهول عميق، وموزعاً بصره في الصفحات الثقافية، واضعاً يده على قلبه خوفاً من (شخص ما) ينتقد هذه المؤسسة ، التي يقتات منها، ويستوجه بها امام الثقلين!!
اين الاهتمام ؟! اين التخطيط، كيف الدخول الى مستقبل الايام؟!
بماذا يفكر هؤلاء الانس؟! حين لم يولموا ولو (بشاة)؟!
اسئلة كثيرة لعل الاجابة عند الصديقين القصيبي والمعمر وثالثهما الغزال!!
* المشهد الرابع:
طاولة اوروبية، حولها كراسي امريكية، ورجال يرتدون اشمغة انجليزية، ويحركون بأصابعهم المعطرة اقلاماً يابانية، ويفكرون بذهول خاشع، واطراق اسود، حول كلمة خصخصة، كيف تصاغ اهي تقال خوصصة، ام خصخصة؟!
يفكرون بذلك بعد ان حفّوا شواربهم على طريقة شيخنا المتنبي!!
|
|
|