ديوان الأم والابن - 5 تغريبة فلسطينية,, إلى أمي,, ومنها إلى أبي,, قصائد: إبراهيم نصر الله |
,,وعلَّمها الخوفُ نصف الكلام
ونصف المنام
وخفة صيد الصقور
وألفة ريش الحمام
وعلّمها الخوف نصف المقام ونصف الرحيل
وعلَّمها خطوات الطيور
الرضا بالقليل
وعلَّمها أن تعود الى روحها
ويديها وحكمتها
وإلى قطرات من الضوء في لون حنطتها
والى ياسمين على عتبات البيوت يصيح بياضاً
ورائحة باسمها
واختيار الرفيقة
قبل السبيل
وعلَّمها اسمنا في المخافر
صرختنا واقتلاع الأظافر
ضحكتنا من ثقوب اللحاف
وتلويحنا لدماء المسافر
وعلَّمها الخوف شكل الزهور وراء الجنازة
أحلام زيتونة زرعت في تراب المقابر
عصفورة سقطت في الشباك
وحبة قمح بمنقار طائر
وعلَّمها الخوف كل الحنين:
الليالي البعيدة بين جدائل عكا القديمة
ترويدة في سهول الجليل ومروج ابن عامر
وعلَّمها وصفة الصبح
ما بين خيط السواد وخيط البياض
وأغنية تتهجى خطاها الى الرقص
خارج هذي الحظائر
وعلَّمها ان تعيش على أهبة كالرياح
وأن تتنزل مثل المطر
على كل ارض تمر عليها
وأن تفهم العشب
قبل الشجر
***
في حديثها عن وداعه صبحاً
,,وصدري أحق بك الآن من هذه الريح
من قمر ذائب في الضباب الرمادي
صدري أحق بك الآن من عتمة الطرقات
وهذا الصباح الغريب
ومن برد كانون
صدري أحق بك الآن من لقمة الخبز!
من كل شيء بعيد هنالك عن عتباتي
وعن كلماتي
وصمتي
وبيتي أحق بك الآن من عتمة في العراء
تحاصر بيتي
وكفي أحق بلمسة كفك
وجهي احق بوجهك
واسمك ذاك الذي يتفتح مثل الدعاء صباحاً
أحق بصوتي
ولكنها الشمس
تلك التي لا تطل علينا,, عليك
تنادي
فتتبعها
,,,, ,,,.
ساعدي يتلمس وحدته
وهو يبحث عنك
ووجهي يجمع حنطته
وينادي عليك
وحلمي يغالب غربته
وهو يسعى اليك
لأنك من دون خلق إلهي كنت الارق
فلم تجرح الورد في سمرتي
ولا قمر الله في جبهتي
ولا ذلك الامتداد النحيل
الذي يتمايل في نخلتي
ريح كانون بالباب
تقتلع الآن قلبي
وتنفخ في رئتي
وانا اتلمس في ظلمة الفجر خوفي
وحرقة تلويحتي
وأردد:
صدري أحق بك الآن من هذه الريح
صدري أحق
لأنك من دون خلق الهي
منذ عرفتك
كنت الأرق
***
في حديثها عن حقلهما
التين والزيتون
والسرو الدوالي
المريمية في ظلال البرتقال
وريحة الليمون
فوح الياسمينة في الليالي
اللوزة الخضراء
والرمانة العناب
والمشمش والصبير
صفصاف المواجع في الأعالي
الحور والريحان
,,وروحك ,,والبدن
ها كل شيء ههنا في حقل منفانا تماماً
مثلما في أرضنا الأولى,.
ولم يدُر الزمن
لنحس نصف دقيقة
ان المنافي كالوطن
|
|
|