Sunday 16th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 1 صفر


وقوفاً بها
الأنين
محمد العلي

الأنين مفردة عذبة، على الرغم من ان كهفها الداخلي مليء بالوان العذاب، انها فضاء رحب رحابة التاريخ، حين يدخل القلب فيه لايعرف كيف يخرج!!
لماذا هذه العذوبة؟
الاجابة سهلة:
الانين موجود، بكل انيابه الصفراء، في الواقع، الواقع المعاش، ولكنك (ولكني) لانسمع أنين الواقع نحن ناخذها، او نسمعها من الشعر.
الذهنية العربية، لا السمع العربي وحده، ترتبط بالذاكرة اسرع من ارتباطها بالواقع، لذلك اصبحت مفردة الانين مفردة عذبة، خفيفة الظل، خفيفة الدم مثل عجوز مصرية.
حين ناخذ مفردة من الواقع تكون مشدودة الى تجسد, الى عيان, الى جذور منغرسة في الطين الطين الولود, اما حين ناخذها من الشعر، فهي تتحول الى لعبة في مهب الخيال, في مهب ماتفرضه انت، لا ما يفرضه واقعها.
جمال المراة، لم ناخذه نحن من الواقع، لان الجمال في الذهن وفي القلب يحتاج الى (الحرية) حرية الطرفين في التذوق والاختيار، وهذا مالم يحدث في عالمنا، وعالم اجدادنا.
اذن نحن لم ناخذ مقاييس, جمال المراة من الواقع واخذناه من الشعر، من الذاكرة الجمعية، لذلك اصبحت المراة فقاعة خيالية تنفجر بمجرد اللمس.
ينعى كل ادبائنا ومفكرينا هذا الغياب عن الواقع، لكن لم يقف الا القليل منهم على السؤال الصارم: كيف الخروج من الذهن والذاكرة الى الواقع؟
هل تعرف الجواب؟
انا -شخصيا- اعرفه، او اعرف بعضه، لان الاجابة الكاملة على اي سؤال تبدو مستحيلة، ولكن هل استطيع الافضاء به اليك؟ وهبني استطعت، فهل تستطيع انت ان تسمع الإجابة في حياد؟
الحياد هذه كلمة عتيقة, هي ايضا اخذناها من الذهن، لامن الواقع: واقع التربية, واقع التعليم, واقع الكتب واقع الشارع,.
لذا تبقى- كما عشرات غيرها- هشة وغير جارية في ارض المعرفة.
انت هل تستطيع ان تكون حياديا، وبخاصة عندما تسمع الجواهري يقول:
واذل خلق الله في بلد طغت
فيه الرزايا من يكون محايدا

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved