في الموروث السردي القصصي بشكل عام والروائي بصفة خاصة واتخاذ مفهوم السيرة مطلقاً قد شكل هذه العمومية على وضعها الذي شاع واكتمل في ذهن المتلقي مرتبطاً بالتاريخ على نطاقه الضيق، قبل تطبيق الدراسات النقدية الايدلوجية.
وإذا كان الدارسون قد استطاعوا وضع العلامات والأصول والأسس والقواعد النقدية لكل من السيرة والرواية، والرواية السيرية، والمتخيل والواقعي في السرديات الحديثة، فإن المشكلة مازالت تدور في محيط السيرة نفسها، والسبب الرئيسي يعود إلى بعض النقول ينتهجها الدارسون عمن قبلها، ولم يستطيعوا التوصل إلىحلول شبه معقولة، إلا عند بعض الدارسين وهم قلة في السنوات الأخيرة القليلة الماضية، وقد غلبت على الكثير من التعريفات العربية صفة الانشائية، والتصورات الاسقاطية، وعدم الدقة في معرفة المصطلح، وبالتالي صارت هذه التعريفات ذات طوابع ليس لها طعم ولا رائحة، حيث اختلفت فيها فروع يستطيع الباحث ان يسميها روافد قد لايستغنى كاتب السيرة عنها في كثير من الاحيان ويستعين بها في سرد الاحداث، لأنها ضرورة تجريبية، لكنها لاتقوم بذاتها كسيرة حياة، لانفصالها عن نشأة الكاتب من جهة، ولانقطاعها السببي عن سير الأحداث الزمانية التي تعتمد عليها السيرة الذاتية والغيرية في آن واحد، وقد يكون لاسقاطها سبب في خلخلة العمل الفني السيري في بعض الاحيا، بيد ان البعض منها لايشكل خطراً على السيرة الذاتية إذا استبعد وفي كل الاحوال يكون كاتب السيرة ابصر بوجود هذه الروافد في سيرته من عدمها.