* سأل زيد عمرو هل سمعت عن صاحب مسرح المترادفات حسبما وصفه محيي الدين صبحي ،وكما جاء في مقالة محمد العلي الاسبوع الفائت بهذا الملحق؟
اجاب عمرو وشدقاه محشوان بضحكة كبيرة مكتومة:
* نعم، قصدك التصحم,, وهذا الذي جاء بكل ما يحمله من أوزان الريش، او ليعيق المثل الدال انفخ ولو حملك يرتعش ، أرأيت كيف راح ينثر كلاماً فارغاً كالمسامير الطائشة.
- رأيت، وقلت في نفسي,,ما اسهل الشتيمة وما اسهل ان تخرج على الناس بطلاء اسود في لسانك لتصبغ به كل بياض التاريخ، لكنه اجاد في العبارة حين قال مسرح المترادفات .
* لكنك اخذت من الديك ريشته الواقفة فوق ذيله، ألم تقرأ ماقال؟، لقد اعترض على المنهج التاريخي الذي تعامل معه بذهنية فائقة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، وقال إنه فاشل وكذبة كبيرة ، وليس له علاقة بالنقد الأدبي، وكان رأيه في المتنبي ملطوشاً ، وسارقاً عن مريبلوث في رأيه عن الشعر الجاهلي.
- انا سمعت بأنه قد جنى على الشعر الجاهلي، وأظنه كان مخطئاً,, لكن اين اجد كتابه هذا؟
* ربما لن تجده في غير مكتبة جامعة القاهرة، وهي نسخة قديمة مفردة لايسمح باعارتها ولاتصويرها، ولو انك قرأتها فلن تجد فيها مما سمعته حولها من اباطيل اقامت الدنيا ثم قعدت بالهوينى بعدها، وإذا اردت ذلك فستجد عدداً من الكتب المنصفة، والمصحفة احياناً، وبها تنصيصات مما ذكره طه حسين حيث كان بعيداً عما قذف به، لقد اعتمد مبدأ الشك في قراءاته القديمة، وهو مبدأ للباحث المتحقق,, ملاحظتنا هي بهذا التساؤل:
ماذا بعد ان تشك في الشك؟!
- احسنت ياعمرو,, دعك من مسامير الكلام التي لها فعل الرصاص الطائش أو حطب الليل ، لقد افدتني بما لم اعلم افادك الله بالعلم، ليتك تفيدني بماهية المنهج التاريخي .
* جزاك الله خيراً,, اراك راغباً في مزيد العلم وكأنك قد تحولت من ليناً إلى صلباً والعكس، كأنك تخشى التصحر الثقافي,, هيا خذ عني يا اخي زيد ولا تسلني شرحاً في هذا الوقت القصير.
ثلاثة قوائم لايمكن للتاريخ ان يستقيم عليها دون مواصفات المجتمع، وإلا لبقيت مقولة هيجل تمشي على رأسها:
- نفي النفي.
- صراع الضد.
- تحوُّل الكم إلى كيف.
- ها,, إنك تتعبني ياعمرو,, كيف لي بفهم تفانيدها، دون ان أدخل مسرح المترادفات ؟.
* لا تحلم او تصدق المتصحرين,, فليس ثمة مسرح للمترادفات، وإنما رمي بها شبح التصحر بين محيي الدين بن صبحي كما يلقي بالطين على الجدار.
|