المليك المفدى كرّم الرياضيين بتشريفه ختام الموسم هزم الأهلي وحصد أغلى البطولات يستاهل,, العميد جميل يقود الفريق الجميل إلى تحقيق رباعية تاريخية |
كتب - طارق العبودي
رعى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مساء أمس المباراة الختامية على كأسه الغالية والتي جمعت فريقي الاتحاد والاهلي على استاد الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمحافظة جدة.
وقد توج حفظه الله فريق الاتحاد بطلا لكأس الدوري اثر فوزه عن جدارة واستحقاق بهدف دون مقابل جاء عن طريق المهاجم الدولي السابق حمزة ادريس في الدقيقة السادسة من الشوط الثاني.
وقد قدم الفريقان مباراة مثيرة ورائعة وعامرة باللمحات الفنية واستحقت بالفعل ان تكون خير ختام لمنافسات اقوى دوري عربي رغم ظهور البطاقات الملونة بكثرة والتي كان نتيجتها خروج مدافع الاتحاد محمد الصحفي بعد مرور 28 دقيقة من الشوط الاول ومدافع الاهلي نايف فلاتة بعد مرور 27 دقيقة من الشوط الثاني مطرودين بالبطاقة الحمراء.
في هذه المباراة أكد الاتحاد انه الفريق الافضل والاقوى هذا الموسم بعد ان توج افضليته بحصوله على البطولة الرابعة في انجاز فريد من نوعه يسجل للاعبيه الابطال بقيادة مدربهم الداهية ديمتري ومن خلفهم الادارة الواعية برئاسة أحمد مسعود التي خططت لجعل العميد اسطورة ونجحت في ذلك بامتياز.
وبعد نهاية المباراة سلم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز كأس البطولة والميداليات الذهبية لفريق الاتحاد كما سلم حفظه الله الميداليات الفضية لفريق الاهلي الذي جاء ثانيا كما سلم مندوب نادي الهلال الميداليات البرونزية لحصوله على المركز الثالث.
المباراة
بخلاف ما كان معتاداً في المباريات التنافسية عامة والنهائية على وجه الخصوص قدم الفريقان شوطأ مفتوحا منذ بدايته وخاليا من التحفظ الدفاعي لأي منهما حيث كان واضحا اصرار مدربي الفريقين على احراز هدف مبكر يساهم في منح من سجله الثقة الكاملة ويساعده في فرض سيطرته على مجريات المباراة وبعثرة اوراق الفريق الآخر.
وقد فاجأ مدرب الاهلي أمين دابو الاتحاديين باللعب بطريقته المعتادة 4/4/2 دون اللجوء لتدعيم دفاعاته رغم فقدانه لخدمات حسين عبدالغني موقوف ومحمد شليه مصاب وقلة خبرة نايف فلاتة متوسط الدفاع وركز كثيرا على الهجوم من الجهة الاتحادية اليسرى ومن ثم عكس الكرات إلى متسوطي الهجوم سوزا وسويد ومن خلفهما مسعد وقد كاد ينجح في ذلك كثيرا حيث شكلت هذه الهجمات خطورة بالغة,أما ديمتري مدرب الاتحاد فقد اعتمد على طريقته المعتادة 5/3/2 وركز كثيرا على الغزو من العمق الاهلاوي في محاولة لاستغلال قلة خبرة نايف فلاتة مع ترك الحرية لبهجا بالتنقل جهة الجناح الايمن تارة والجناح الايسر تارة اخرى ليمنح داليان وحمزة فرصة التقدم للامام.
المباراة بدأت في شوطها الاول سريعة رغم الهدوء الطبيعي في مثل هذه المباريات والذي لم يستمر اكثر من 5 دقائق عندما اعلن إبراهيم سويد بدء الهجمات الحقيقية في المباراة حيث عكس كرة من على الخط الجانبي لمنطقة الجزاء الاتحادية مرت من امام الجميع بمن فيهم حسين الصادق وخرجت إلى ضربة مرمى,رد عليه الانجليزي داليان بقذيفة صاروخية من خارج المنطقة اعتلت العارضة بقليل,هاتان الهجمتان كانتا بمثابة المؤشر الايجابي بأن الفريقين سيقدمان شوطا ممتعا وغنيا باللمحات الفنية.
وكان ملاحظا خلال الدقائق الاولى ان خط الوسط لدى الفريقين سيلعب دورا هاما في المباراة إذ ان الكرات لا تصل إلى المهاجمين إلا بعد مرورها بأحد لاعبي خط الوسط.
ولم يشهد ربع الساعة الاول اي كرات خطرة بمفهومها العام باستثناء تلك الكرة التي مررها خالد مسعد لإبراهيم سويد من العمق الاتحادي وتقدم بها الاخير وسددها قبل دخوله المنطقة ابعدها حسين الصادق بصعوبة إلى ضربة ركنية وكان ذلك عند الدقيقة 14.
وعاد اللعب للهدوء وان كان هناك بعض المحاولات الجادة للفريقين غير ان كراتهما كانت تنتهي على اقدام ورؤوس المدافعين.
وعند الدقيقة 28 أشهر الحكم الدولي معجب الدوسري البطاقة الحمراء في وجه مدافع الاتحاد محمد الصحفي لتعمده تكرار مخاشنة القهوجي وبحوزته بطاقة صفراء من الدقيقة 10 من بداية المباراة.
هذا الطرد وان كان قد لخبط اوراق الاتحاد كثيرا خصوصا وانه جاء في وقت مبكر من الشوط الاول إلا انه لم يؤثر على الاداء الاتحادي وخصوصا خلال الدقائق المتبقية منه,, بل على العكس كاد الانجليزي داليان ان يسجل هدفا لفريقه بعد ثلاث دقائق فقط من خروج الصحفي عندما شق طريقه بكل ثقة بين متوسطي الدفاع الاهلاوي وسدد لحظة خروج الغامدي إلا ان طلال المشعل ابعد خطورتها في الوقت المناسب.
وتراجع الاتحاد قليلا رغبة منه في انهاء الشوط بالتعادل على الاقل ومنع الفرصة للاهلي للمهاجمة وتقدم العبدلي بكرة من الجهة اليمنى وعكسها بروعة تعملق أحمد جميل في ابعادها إلى ركنية عند الدقيقة 39 ثم كرة اخرى تلقاها القهوجي من ضربة ركنية وهو في موقع مناسب سددها بعنف وابدع الصادق في الامساك بها.
الدقائق الخمس الاخيرة عادت للهدوء من جديد وكأن الفريقين قد رضيا بالتعادل السلبي ليعلن معجب الدوسري نهاية الشوط الأول بهذه النتيجة.
الشوط الثاني
كان طبيعيا ان تشهد دقائقه الاولى تفوقا اهلاويا حيث بدأه الاهلي بهجوم ضاغط بغية استغلال النقص الاتحادي وكاد مسعد ان يهز شباك الاتحاد بقذيفة عنيفة اعتلت العارضة عندما أتته كرة تبادلها القهوجي وسوزا.
لكن النشاط الاهلاوي لم يستمر سوى 5 دقائق فقط عندما عاد العميد إلى جو المباراة وشن هجمة خطرة كان من ثمارها هدف البطولة الوحيد والذي ربما يكون اغلى هدف اتحادي هذا الموسم بل انه كذلك بالفعل.
الهدف الاتحادي
ق 6 خطأ لمصلحة حمزة ادريس قرب الخط الجانبي لمنطقة الجزاء نفذه خميس الزهراني داخل المنطقة حاول نايف فلاتة ابعاد الكرة إلا انها وصلت لحمزة ادريس وسددها بكل هدوء داخل المرمى الاهلاوي بعد ان غير عبدالمجيد الغامدي اتجاهها,هذا الهدف ساهم في اشعال المباراة من جديد حيث هاجم الاهلي بعنف وتراجع الاتحاد للدفاع معتمدا على الهجمات المرتدة,, لكن الضغط الاهلاوي كان سلبيا لاعتماد لاعبيه على لعب الكرات العالية التي وقف لها جميل ورفاقه بالمرصاد.
ومن احدى هذه الكرات كاد إبراهيم السويد ان يحرز هدفا رائعا عندما سدد على الطائر الكرة التي وصلته من حمزة صالح لكنها ارتطمت في العارضة واتجهت لخارج المرمى عند الدقيقة 9.
ولم ييأس الاهلي فواصل ضغطه وتلقى حمزة صالح كرة في موقع مناسب وبدون مضايقة من احد لكنه سددها بجوار القائم!! ق11,ونشط دابو خط مقدمة فريقه فزج بعبدول بديلا لمازن بصاص قابله تبديل تحفظي لديمتري عندما زج بالشمراني بديلا لداليان,ويهدأ اللعب قليلا وينحصر في وسط الملعب ويعود المسعد أنشط لاعبي الاهلي للمحاولات ويهدد مرمى الصادق بكرة مقصية ابعدها الصادق إلى ضربة ركنية عند الدقيقة 25.
ورفض مدافع الاهلي نايف فلاتة مواصلة فريقه للضغط عندما عاد للمخاشنة وبحوزته بطاقة صفراء لم يتوان معجب في ابعاده من المباراة في وقت كان فريقه بأمس الحاجة إليه او اي من زملائه ق27 .
هذا الطرد ساهم في ان تتساوى كفتا الفريقين عدديا ليتحرر الاتحاد من دفاعيته قليلا ويعمد مدربه إلى تنشيط هجومه بادخال جبرتي الشمراني بديلا لحمزة ادريس صاحب الهدف وهو ما تحقق له بالفعل حيث اتسمت الهجمات الاتحادية بالخطورة بل ان الاتحاد اصبح هو صاحب المبادرة الهجومية وأجبر الاهلي على التراجع وشن الاتحاديون العديد من الهجمات الخطرة بشكل متتال وفي ظرف 5 دقائق فقط,, فعند الدقيقة 34 خالد الشمراني يباغت الغامدي بتسديدة يسارية اعتلت العارضة بقليل,وبعدها بدقيقتين مرتدة اتحادية من خميس الزهراني لجبرتي الشمراني الذي سدد بعنف وتألق الغامدي في صدها ثم تسديدة مباغتة من بهجا بجوار القائم.
ويهدأ الفريق الاتحادي قليلا بعد ان نشط الاهلي الذي حاول كثيرا غير ان اصرار لاعبيه لعب الكرات العالية سهل مهمة الدفاع الاتحادي كثيرا,وشهدت الدقائق الاخيرة هجوما متبادلا من الطرفين كانت ابرز هجماته مايلي:
- ق38 مرتدة اهلاوية عكسها طلال المشعل تعملق الخليوي في ابعادها الى ركنية.
- ق40 خطأ جانبي لمصلحة عبدول نفذه المسعد لكن بطريقة لايمكن الاستفادة منها,, ثم خطأ آخر مشابه لعبه المسعد بنفس الطريقة.
- ق44 خطأ لمصلحة بهجا خارج المنطقة سدده عاليا.
- ق47 خطأ خطير لمصلحة عبدول على قوس 18 سدده سوزا في الحائط لتمضي بقية دقائق الوقت بدل الضائع دون خطورة ليعلن الدوسري بصافرته نهاية المباراة بفوز الاتحاد المستحق ببطولته الرابعة هذا الموسم.
** للتاريخ :
مثل العميد: حسين الصادق حارسا للمرمى وأحمد جميل ومحمد الخليوي ومحمد الصحفي وفهد الخطيب وعلي سهيل وخميس الزهراني ومحمد نور وداليان وبهجا وحمزة ادريس.
فيما مثل الاهلي: عبدالمجيد الغامدي حارسا للمرمى ونايف فلاتة وعبدالله سليمان وطلال المشعل وعلي العبدلي وخالد قهوجي وخالد مسعد ومازن بصاص وحمزة صالح وسوزا وإبراهيم السويد.
** الحكام :
قاد المباراة معجب الدوسري وساعده عبدالله العقيل وعلي التركي,, والعالمي عبدالرحمن الزيد رابعا.
** من المباراة :
ظهرت البطاقات الملونة 9 مرات حيث انذر الحكم كلا من محمد الصحفي ثم طرده وأحمد جميل وأحمد بهجا من الاتحاد ونايف فلاتة ثم طرده ومازن بصاص ،سوزا والعبدلي من الاهلي .
- جماهير غفيرة غصت بهم مدرجات استاد رعاية الشباب بجدة وهو ما أضفى على المباراة طابعا من الاثارة والمتعة.
- خالد قهوجي يبدو انه قدم كل ما لديه في مباراة المربع ولم يكن له وجود في المباراة هو وزميله إبراهيم سويد.
- حمزة إدريس أكد انه صفقة اتحادية رابحة.
- محمد الخليوي قدم افضل مباراة له هذا الموسم وقاد دفاع فريقه باقتدار.
- طلال المشعل لعب حسب امكاناته ومع ذلك نجح في مركزه الجديد.
- اخطأ دابو كثيرا في الاعتماد على العكسيات العالية لان دفاع الاتحاد يجيد بنجاح تام استخلاص الكرات العرضية.
- مبروك للاتحاد بطولته الرابعة التي جاءت عن جدارة واستحقاق وحظاً أوفر للاهلي الذي خانته خبرته في مثل هذه النهائيات.
|
|
|