ديوان الأم والابن -4 تغريبة فلسطينية,, إلى أمي,, ومنها إلى أبي,, قصائد: إبراهيم نصر الله |
في حديثي حول بعض أمثالها
الجار قبل الدار قالت:
ليت لي دارا
ولي جارا
لكي أمضي وأطلب صاع قمح
أو ظلالا من كروم التين
الابن نصف البيت، قالت:
ليت لي ابنا أُخاويه هنا
في صمت هذا البر
أهتف باسمه
وأسر هامسة له بعضي ليرحمني الحنين
لا,, وحدتي ليست عبادة عابد
في ليل هذي الأرض قالت:
ليت لي شجرا لأصعده
وأبلغ روح أمي فيه
قامتها
وأكسر عتمة الأيام والقمر الحزين
لو كان في هذي السماء هنا اشتياق للشتاء
لكان غيم قبل ذلك
ثم قالت:
ها أنا بئر عميق من دموع الشوق تملؤه عيون الراحلين
لم يبق من كرمي سوى حطب
واسماء أعددها على مهل
كأني سوف أنساها وتنساني
ونُنسى بعد حين
أعمى غريب الدار
خلف عيونه طرقاته
ويسير لا نجم سيرشد خطوه في التيه
أو تهديه زهرة ياسمين
الخيل أعلم بالصهيل وبالدروب
وبالغناء إذا تبعثر
فوق صحراء الغروب
وبالجبين إذا تناثر كالطحين
والخيل أعلم,.
كيف أُمسي نخلة
وأفيقُ عند الصبح
لا أرض هنا تحتي
كأني نصف طين
في حديثها عن دمنا
فرسان سود
جاءوا في الليل الغامض كغموض الأشلاء
سحبوا من تحت ضلوعي الأرض
فرسان هبوا كالإعصار
اقتلعوا أوتاد خيامي
ومضوا تحجبهم سحب النار
فرسان هبطوا من,.
لا أدري من أين
اقتلعوا ماء النبع الأزرق,.
بخناجرهم هبطوا اجتزوا رأس العين
فرسان
فوق ظهور خيول لا تصهل
ليس لها أعناق ليس لها أقدام
هبطوا واقتلعوا النوم المتعب في الأجفان
اقتلعوا العشب النائم في عيني الطفل وأحلام الغزلان
فرسان فوق خيول سود كالهذيان
,,, ,,.
من تلك الليلة يا ولدي
ينفرط العمر على مهلٍ
وورائي تجري السنوات
حمى في القلب
ورجع عويل في الفلوات
وبكاء للنبع الميت تحت النجمات
من تلك الليلة يا ولدي
يأتي الفرسان
من كل مكان
يرتج القلب لمرآهم
وتجف عروق الحيوان
فرسان ,,فوق خيول سود
كالهذيان
في حديثي عن غرفتها
غرفة ,,لا تطلُّ على مشهد واسع
أو أحد ,,في الليالي ستنهض
تبحث في قسمات أبينا هنا عن بلد
سوف يُقنعها بقليل من الحب
أن لها شرفة
وتُطلُّ على قمر خالدٍ كالأبد
غرفة ,,كلما أغلقت بابها تعبا
أبصرت في الصباح وليدا جديدا الى جنبنا
ستحن علينا
وتنزل مثل السلام على كتفي أُمنا
غرفة
تتراكض في الريح تجمع أضلاعنا
وتسير بنا
لطفولتنا هنالك خارج أشلائنا
غرفة من صفيح
وتحرسنا
من شتاء المنافي الذي يتجول في الطرقات
ويقصف أعمار أعمارنا
غرفة ,,سترد الرياح وأمطار آذار
تمضي بنا نحو أحلامنا
وتُسرُّ لنا أنها أختنا ,,من عروق أبينا أطلت
ومن ساعدي أُمنا
غرفة في المخيم
هبَّ الرصاص
فعشنا
وماتت فداء لنا
|
|
|