Sunday 9th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 23 محرم


التوبة المقبولة
للكاتب الأمريكي : أو, هنري
ترجمة : حصة إبراهيم العمار

جاء أحد الحراس إلى متجر الاحذية الصغير بالسجن المركزي,, حيث كان (جيمي فالنتاين) يخيط - بهمة ونشاط - عددا من الاحذية,, فرافقه إلى المكتب الرئيسي وهناك سلم آمر السجن (جيمي) خطاب العفو الذي وقعه الحاكم ذلك الصباح, وتلقاه جيمي في شيء من الكدر وكان قد امضى في السجن قرابة عشرة اشهر من اصل محكومية اربع سنوات ولم يدر بخلده انه سيمكث اكثر من ثلاثة اشهر على اكثر تقدير إذ ان معارفه وأصدقاءه كثر!
- والآن سيد فالنتاين قال آمر السجن سيخلى سراحك صباح الغد,, لا تنحرف عن جادة الاستقامة ثانية,, اضبط نفسك وكن رجلا ذا مبادئ,, انت انسان نزيه طيب في قرارة ذاتك,, لا تعد الى امتهان كسر الخزانات مرة اخرى وإلا واجهت مصاعب شتى!
- أنا ؟ قال (جيمي فالنتاين) في دهشة - ما كسرت خزينة في حياتي!
- حقا ؟ قال آمر السجن ضاحكا - بالطبع لا فلم إذاً حكم عليك أم ان هيئة المحلفين كانت ابعد ما يكون عن النزاهة؟ لا تعدمون ايها المساكين حجة تبررون بها دخولكم السجن - ما سبب ذهابك في مهمة إلى (سبرنغفيلد)؟.
- أنا ؟ رد جيمي بذات الدهشة والبراءة - ما ذهبت إلى سبرنغفيلد قط!
- أعده إلى زنزانته يا (كولين) قال آمر السجن باسما وزوده بملابس خروج مناسبة وفي السابعة من صباح الغد احضره إلى المعتقل المؤقت استعدادا للافراج عنه - فكر فيما قلته لك يا جيمي!
في السابعة والربع من صبيحة الغد كان (جيمي) يقف امام المكتب الخارجي لآمر السجن، مرتديا بدلة رخيصة وحذاء قاسيا ذا صرير, وناوله الموظف تذكرة قطار وخمسة دولارات رأى القانون انها تؤمن للمحكومين حياة رخاء ورغد, واعطاه آمر السجن سيجاراً ثم صافحه مودعا, وانطلق (جيمي) خارج الاسوار معانقا شمس الحرية بعد ان ألف كاتب السجن قراءة تلك العبارة في أوراقه: (السجين "جيمي فالنتاين"حصل على عفو من الحاكم).
وتجاهل تجليات الطبيعة حوله,, شقشقة العصافير وتمايل خضر الاشجار الباسقة وعطر الزهور يضمخ ارجاء الكون، فاتجه إلى احد المطاعم وهناك تذوق مع طعم الحرية دجاجة مشوية وكأسا من العصير اتبعه بسيجار يفضل الذي منحه اياه آمر السجن بدرجة ومن هناك انطلق الى محطة القطار وبادر قبل الصعود الى وضع قطعة من فئة ربع الدولار في يد سائل كفيف.
بعد ثلاث ساعات وصل إلىولايته فاتجه من فوره إلى مقهى السيد (مايك دولان) فصافحه الاخير وتمتم معتذرا.
- معذرة بني (جيمي) كان من المفروض ان نخرجك من السجن قبل ذلك بكثير على انه تعين وأد ذلك الاحتجاج الذي رفعه حاكم الولاية - كيف حالك؟
- بخير - ألديك مفتاحي؟
وناوله إياه فصعد الى غرفة تشرف على الجهة الخلفية وما ان فتح بابها حتى وجد كل شيء كما كان عليه,, ولمح زر معطف المحقق ملقى على الارض اثر العراك الذي دار بينهما يومذاك والذي انتهى بالقاء القبض عليه وسحب سريرا جداريا مطويا ثم جذب احد الادراج الخفية وأخرج منها حقيبة غطاها الغبار سرعان ما فتحها وظل يحدق بعشق ووله في محتوياتها, كانت تضم اروع عدة سرقة في شرق البلاد! طقم كامل الصنع من افضل انواع الفولاذ وعلى احدث طراز وكان من بين العدة قطعتان صممهما (جيمي) بنفسه وبلغ مجمل ما أنفقه على ذلك كله سبعمائة دولار لا تنقص سنتما يتيما!
بعد نصف ساعة نزل (جيمي) واتخذ طريقه عبر المقهى اسفل المبنى وكان يرتدي ملابس انيقة ويحمل حقيبته التي بدت جديدة بعد ان نالها كثير من التلميع.
- هل اخذت كل شيء؟ سأله (مايك دولان) بلطف.
-أنا ؟ رد (جيمي) بخبث مصطنع وخفة دم متناهية,, لا أفهم ما تعنيه انني امثل شركتي البسكويت المدمجتين (شورت سناب) و(فازلد ويت) وأثملت تلك المقولة (مايك) إلى حد اضطر معه (جيمي) إلى احتساء قدح من المياه المعدنية الممزوجة بالحليب إذ انه ما عاقر ام الكبائر قط.
بعد اسبوع من اخلاء سبيل السجين (9762) وقعت سلسلة من السرقات في الولاية,, سرقات دقيقة متقنة ولم يكن هناك ثمة دليل يرشد الى مرتكبها,, جرت اولا سرقة مبلغ ثمانمائة دولار ثم تبعت ذلك عملية سرقة تلك الحزانة التي قيل انها (حصينة لا تقهر) حدث ذلك بعد اسبوعين من العملية الاولى وظفر السارق بما مجموعه ألف وخمسمائة دولار امام الوثائق المهمة وقطع الفضة فلم تمس! ذلك كله أوقد بريق الطمع في اعين مصطادي الاحمر الرنان إذ انه بعد ذلك بقليل تمخضت اريحيه خزانات احد البنوك العريقة في (جفرسون سيتي) عن كرم لا مثيل له إذ قذفت فوهتها بخمسة آلاف دولار! وحدا ارتفاع معدل السرقات بالمحقق (بن برايس) إلى صرف جل اهتمامه بالامر لكشف الغموض المتفشي وشرع يقارن الادلة فاتضح له ان اسلوب الرقة في جميع الحالات كان واحدا وسمع وهو يقول:
- هذا من صنع (جيمي فالنتاين) لقد عاد إلى ما كان عليه قبيل الافراج عنه - تأملوا كيف جذب مفتاح الخزنة هذا بخفة سحب جذور فجل من ارض اغرقها المطر - لا يملك غيره المقابض القادرة على تطويع ذلك ثم انظروا إلى ما يتمتع به من دقة ونظافة,, لم يكن بحاجة إلى احداث اكثر من ثقب واحد,, نعم اظن انه المطلوب ولسوف يمضي في السجن هذه المرة فترة طويلة!
كان المحقق (بن برايس) مضطلعا بكافة اساليب (جيمي فالنتاين) فيما يختص بأساليب السطو,, قفزات طويلة وهروب سريع ولا شركاء في الصنعة على انه كان من عشاق العشرة الطيبة, والاحسان وسرى في الولاية خبر مفاده ان المحقق اللامع (بن برايس) قد تكفل بقضية السرقات هذه وتتبع مرتكبها حتى القاء القبض عليه فأفرخ روع ذوي الخزانات الملأى.
ذات ظهيرة,, كان (جيمي فالنتاين) يحمل حقيبته بعد إذ ترجل من احدى سيارات الاجرة في بلدة (إلمور) التي تبعد عن (اركنسو) بخمسة اميال وبدا كما لو كان شابا رياضيا مرحا عاد لتوه الى منزله من الكلية,, سار (جيمي) صوب الفندق برشاقة حينما لفتت انتباهه شابة تعبر الشارع مرت بجانبه ودخلت بابا كتب عليه (بنك إلمور) ونظر (جيمي) إلى عينيها واستحال على الفور شخصا آخر, وأرخت اهدابها في خفر لون خديها ببدايات حمرة الشفق, كان من النادر رؤية شبان في (إلمور) بذات الاناقة والجاذبية اللتين كان (جيمي) عليهما.
ولمح (جيمي) صبيا يلهو على عتبات المصرف فشرع يداعبه ويسأله عن البلدة وساكنيها مانحا إياه قطعا نقدية بين - الفينة والفينة - من فئة العشرة سنتيمات,, ولم تمض فترة وجيزة حتى غادرت الفتاة اياها المصرف ملقية على الشاب ذي الحقيبة نظرة كبرياء لا مبالية ثم مضت.
- أليست تلك السيدة (بوللي سيمسون)؟ سأل جيمي الفتى بمكر.
- كلا ! رد الفتى: إنها الآنسة (آنابل آدامز) ووالدها هو مالك هذا المصرف- ما الذي اتى بك إلى إلمور - اهذه سلسلة ذهبية سأشتري كلبا سيدي - ألديك مزيد من تلك القطع النقدية؟ انثال سيل الاسئلة من فم الصبي.
توجه (جيمي) إلى فندق (بلانترز) وسجل اقامته تحت مسمى (رالف سبنسر) ثم اتكأ على حافة منضدة الاستقبال وأخبر الموظف بأنه قد وفد إلى (إلمور) بحثا عن موقع مناسب لعمله المتعلق بصناعة الاحذية,, ثم استطرد في حديثه فسأله عن وضعية ذلك,, مدى اقبال الناس على شرائها وما إذا كانت هناك نية لافتتاح متاجر جديدة في هذا المجال.
وأخذ موظف الاستقبال بمظهر (جيمي) وحسن تصرفه بأناقته التي اعادت له ذكريات شبابه حيث كان مثالا يحتذيه بنو بلدته في كيفية انتقاء الملابس العصرية,, وبدلا من الانسياق وراء استشراف كنه الكيفية التي ربط بها (جيمي) ربطة عنقه بتلك الطريقة السهلة الممتنعة شرع موظف الاستقبال يجيبه عما سأل تأكد له ان البلدة بحاجة إلى افتتاح محل احذية فعّال يغطي النقص في هذا المجال إذ ان الاحذية كانت تباع في المتاجر الكبرى فقط وأكد له ضرورة تخصيص متاجر تعنى بذلك مؤكدا له ان الاقبال - إذا ما تم ذلك - سيكون كبيرا,, ،طفق يمتدح البلدة وأهلها الطيبين وشكره السيد سبنسر (جيمي) ثم افاده بأنه سيمكث بضعة ايام يدرس الوضع خلالها وحين عرض عليه الموظف استدعاء صبي كيما يحمل حقيبته إلى غرفته ابى قائلا بأنه سيحملها بنفسه إذ انها ثقيلة بعض الشيء.
وبقي (رالف سبنسر) تلك الشخصية العنقائية التي انبثقت من رماد (جيمي فالنتاين) ذاك الذي اشعل حبا مفاجئا ضرامه,,, بقي في مدينة (إلمور) وافتتح متجراً للاحذية نما وازدهر.
وعلى الصعيد الاجتماعي لقي ذات النجاح فكان له اصدقاء ومعارف كثر,, اما على صعيد العاطفة فقد نال ما تمنى,, تعددت لقاءاته بالآنسة (آنابل آدمز) وبدا مفتونا بها مشدودا إليها اكثر فأكثر.
في نهاية العام كانت محصلة (رالف سبنسر) كالتالي: حظي باحترام مجتمعه وازدهرت تجارته وتمت خطبته إلى (آنابل) وكان مقررا ان يتم الزواج خلال اسبوعين, كان والدها راضيا عنه اما هي فقد وازى اعجابها بخطيبها افتخارها به وعامله الجميع كأحد افراد العائلة تماما.
وذات يوم حرر (جيمي) رسالة إلى احد اصدقائه الخلّص في (سانت لويس) أخبره فيها عن حياته الجديدة عن نجاحاته وخطبته (لآنابل) عن كلفه بها وانهما على وشك الزواج عن اعتزامه اعتزال حياة الماضي الملطخة بالسرقة بعد ان اغناه الله وعن نيته فيما يختص باعتزامه الانتقال إلى جهة بعيدة بُعيد زواجه,, جهة لا تطاله فيها قضايا قديمة تتصل بتاريخه الماضي الملطخ بوحل السطو,, واختتم رسالته بالاتفاق معه على ان يلتقيا في موضع حدده كيما يسلمه التركة,, حقيبة تحوي تلك العدة العجيبة القادرة على فتح اعتى الخزانات.
بعد ان انهى (جيمي) كتابة رسالته تلك - ليلة الاثنين - كان المحقق (بن برايس) يتجول عبر مدينة (إلمور) في عربة خفيفة,, وشرع يطوف هنا وهناك حتى وجد ضالته عبر الصيدلية المقابلة لمحل احذية (سبنسر) أبصر (رالف سبنسر).
- إذاً فأنت تزمع الزاوج من ابنة صاحب المصرف يا جيمي - همس (بن) لنفسه بهدوء - لست متأكدا من ذلك.
في صبيحة اليوم التالي تناول (جيمي) افطاره لدى عائلة خطيبته وكان ينوي التوجه إلى افضل ترزي لتفصيل بدلة زفافه وشراء هدية لآنابل.
تلك كانت المرة الاولى التي يغادر فيها (إلمور) بعد عام من العيش الرغد فيها,, وأكد لنفسه بأن الزمان قد طوى كل ما يدعو للقلق من امكانية مطاردته بعد ان توقف نشاطه (السطوي) لما يزيد عن العام تقريبا, بعد الافطار اتجهت العائلة بمجملها إلى وسط البلدة رب الاسرة وابنته وخطيبها (جيمي) وكريمته الاخرى وطفلتيها.
ومر الجميع على الفندق الذي لا يزال (جيمي) يقيم فيه وسارع الى التوجه لغرفته فأحضر منها حقيبته القديمة واتجه الجميع إلى المصرف حيث وقفت العربة التي كان مقررا ان تنقل (جيمي) إلى محطة القطار وداخل مبنى البنك اتخذوا طريقهم صوب الخزانة الرئيسية وكان (جيمي) ضمن ذلك الوفد ولم لا وقد اعتبر في عداد العائلة كان صهر المستقبل الذي يلقى ترحيبا انى حلّ وارتحل.
وفاض قلب (آنابل) بفقاقيع وردية دغدغت احاسيسها بأحلى انغام الغرام وهي ترتدي القبعة التي اهداها (جيمي) على انها اطلقت صيحة استغراب حينما حاولت رفع الحقيبة:
- يا إلهي كأنما ملئت قوالب من ذهب!
- أجل - رد (جيمي) في هدوء - انها تحوي كثيرا من مواد طليت بالنيكل لاستخدامها في صنع الاحذية - إنني على وشك اعادتها رغم حاجتي إليها على انني ارتأيت انه لابد من الاقتصاد في الصرف هذه الايام.
كان مصرف (إلمور) قد زود للتو بقبو جديد وخزانة قوية وشد ما كان مالك المصرف السيد (آدمز) فخورا بها مما حدا به إلى اطلاع الجميع عليها كان القبو صغيرا نوعا لكن بابه كان من النوع الحديث وتم تصميمه كيما يغلق بثلاثة مزاليج من الفولاذ الصرف تفتح سويا بمقبض واحد وبمؤقت زمني للغلق, وشرع السيد (آدمز) يشرح في نشرة تفاصيل ذلك للسيد (سبنسر) الذي كان ينصت بأدب دون ان يخامر ذاته عميق اهتمام اما الطفلتان (مي) و(أجاثا) فلم تسعهما الفرحة وهما تنعمان برؤية ذلك الحديد اللامع الصقيل والساعة العجيبة والازرار المتعددة.
وفيما كان المالك ومن معه منشغلين بذلك تهادى إلى المصرف المحقق (بن برايس) الذي افاد الموظف بأنه لم يأت إلا انتظارا لصديق كان يقول ذلك وهو يسترق بين اعمدة الدرابزين النظر إلى الداخل وفجأة ندّت عن المرأتين بالداخل صرخات حادة وجلبة! فقد تسللت الطفلتان - في غفلة من اعين الرقباء - إلى المنطقة المحظورة وعمدت كبراهما - بدافع اللهو - إلى اغلاق باب قبو الخزينة على شقيقتها ثم سارعت بالعبث بالازرار والارقام السرية لفتح الباب كما رأت السيد (آدمز) يصنع.
وكالملدوغ حاول المصرفي العجوز فتح الباب دونما امل:
- لن نستطيع فتح الباب إذ ان الساعة والارقام السرية لم تبرمج بعد - قال في جذع ولهفة.
وعلا صراخ والدة (أجاثا) السجينة كان صياحا هستيريا يمزق نياط القلوب.
- صمتا - قال السيد (آدامز) رافعا اصبعا راعشة - انتظروا دقيقة ثم نادى (أجاثا) بصوت مرتفع ولم يكن بمقدورهم بعد ذلك ان يسمعوا شيئا غير صراخ خافت محموم مكتوم لطفلة بالداخل.
- أيا حبة القلب - صرخت امها الملتاعة - ستموت رعبا افتحوا الباب,, اكسروه - قالت معولة - أيها الرجال أليس بمقدور احدكم ان يفعل شيئا؟
- أقرب حداد يقطن بلدة (ليتل روك) القضية انه الوحيد الذي قد يستطيع فتح الباب - قال السيد (آدمز) - والرعشة تزلزل كلماته - يا إلهي ما الذي بمقدورنا ان نعمله يا (سبنسر) - ليس هناك هواء كاف بالداخل لها تلك المسكينة!
وشرعت امها تطرق الباب بعنف بيدها فيما اقترح احدهم استخدام (الديناميت) - وحدقت (آنابل) بعينين واسعتين في (جيمي) وبدا انها رغم عذاباتها لم تفقد الامل بعد,, ليس هناك في الوجود طرَّاً ما يوزاي الثقة اللامحدودة التي تستشعرها المرأة حيال قدرات من تحب!
- أليس في مقدورك عمل شيء,, يا رالف قالت لخطيبها - حاول رجاء! ونظر إليها (جيمي) نظرة ود رقيقة انبلجت من عينيه سابقة البسمة التي انفرجت عنها شفتاه بذات الحب والرقة والثقة بالذات:
- (آنابل) هبيني تلك الزهرة على معطفك؟
وبالكاد صدقت ماسمعته على انها سارعت الى نزعها من زرها فأعطته اياها وكان ما حدث مؤشرا لبداية تحول (رالف سبنسر) الى شخصيته الاولى (جيمي) وسرعان ما شمر عن ساعديه وأمر الجميع بالتنحي عن الباب.
وعمد الى حقيبته ففتحها ثم انهمك في عمله إلى حد نسي معه وجود البقية, وطفق يصف ادواته اللامعة مطلقا صفيرا خافتا مرحا كعادته كلما استغرقه عمل ما,, وظل الجميع يحدقون فيه بصمت عميق مأخوذين بما يرونه.
خلال دقيقة كان مثقاب (جيمي) يقرض الباب الفولاذي برشاقة وبعد عشر دقائق سقط المزلاج فسجل بذلك رقما قياسيا جديدا في كسر الخزانات,, وسارع الى الباب ففتحه وسقطت (أجاثا) في احضان امها,, كانت سليمة إلا من هلع مزق كيانها الغض!
وارتدى (جيمي فالنتاين) معطفه ثم سار إلى الباب الخارجي مرورا بالدرابزين, وخيل إليه في سياق ذلك انه يسمع صوتا من البعيد البعيد يناديه على انه ما التفت، وعلى الباب كان رجل ضخم الجثة في انتظاره
- اهلا (بن برايس) قال (جيمي) بذات الابتسامة الغامضة:
- عثرت علي اخيراً - لا أظن ان لما حدث اهمية في تغيير مجريات الامور؟ هيا بنا! قال مستسلما على ان المحقق فاجأه بتصرف غريب حين قال: انت مخطئ يا سيد (سبنسر) لا أظن اني اعرفك من قبل هيا فالعربة التي تزمع الانطلاق بها لاتزال امام البنك! عندها استدار المحقق وانطلق تاركا إياه في حال سبيله.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved