Sunday 9th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 23 محرم


من النافذة

من بين انفاسي المتصاعدة كنت احول اقتناص لحظة ابتلع خلالها ريقي منتظرا ان يكف قلبي من سكب الضجيج في اذني وان تتلاشى عن عيني طبقتها الحمراء.
جسدي العائد الى حالة السلم يعثر في طريقه على اوجاع متفرقة وذاكرتي تستعيد دقائق تفاصيل المعركة,.
كنت الاسرع من بين القاطنين استجابة للاستغاثة التي صدرت من اعماق الحي دون سابق تخطيط وجدتني امام الخصم سادا عليه طريق الهرب بدا قوياً مفتولاً يفوقني قوة لما لا يقل عن ضعفين,, لم تطل نظراتنا الفاحصة لبعضنا التحمنا في عراك زاده الخوف شراسة واقتتالا, كتلة الخصم اختزلت الكون فيها.
حاولت انتهاز كل فرصة سنحت لاعطابه ولم يدخر جهداً في الحاق الضرر بي ومحاولة الفرار.
تقاذفنا ككرتي مطاط بين الجدران جثمنا فوق بعضنا,, تدحرجنا على الأرض لينتهي بي الأمر حيث اتكالب مستنداً الى الجدار بجسد منهك.
- يا لك من واهن.
تسلل صوت من ثغرة في الضجيج المتراجع,.
- كيف جعلته يهرب منك بهذه السرعة,,؟.
ادركت اني المقصود بعد سماع الصوت الثاني؟,.
- الم تكن تسمع ما كنا نشيرعليك بعمله اثناء المعركة.
كنت اتلمس مصدر الصوت حين قال رابع:
- دعوه لقد اصم الجبن اذنيه,.
رفعت نظري استطلع الأمر وسيل التقريع يواصل انهماره رأيت نوافذ جميع بيوت الحي المطلة على الساحة التي شهدت المعركة مشرعة تطل منها وجوه لا تتشابه قسماتها الا في العبوس والازدراء وانا حيث انا اتمنى لو استطعت بلع ريقي وحين ظننت اني استطيع.
,,احسست بمرارة لعابي الشديدة تكاد تخنقني قبصقته احمر ذا فقاقيع.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved