لا يمكن للسرد ان يقوم دون شخصية اساسية تعطي للعمل السردي امكانية التنامي من خلالها .
وان كان ذلك جلياً في العمل الروائي فهو في العمل القصصي القصير حاضراً ايضاً بشكل مختلف وبدرجة اقل ربما.
اما العلاقة ما بين كاتب النص والشخصية هي في الحقيقة علاقة استغلال وتحريض يلعب الكاتب خلالها غالباً الدور الموجة.
ولا ينفي هذه الحالات النادرة التي قد تتمرد فيها الشخصية على موجدها دون ان يتطور تمردها الى حالة من السيطرة التامة ولكن قد يعطيها بعض الحرية النسبية في تحقيق مصيرها.
ومما لا شك فيه فان ذلك الاستغلال يتم عن طريق خلع الكاتب لقناعاته على البطل الذي يدين بوجوده في الحقيقة للكاتب الذي يلجأ لخلق تلك الشخصية حسب حاجته النفسية وحسبما تمليه عليه الظروف المحيطة فتتحرك الشخصية ملبية لحاجة الكاتب.
وفي القصة القصيرة غالبا ما تكون الشخصية ذات بعد واحد كالقصص التي تعتمد على المونولوج الداخلي وقد يكون لمقتضبات المساحة الزمنية القرائية اكبر الاثر في ذلك.
وفي العمل المتقن فكل شخصية هي مثالية في موقعها مهما كان ذلك الموقع.
|